أرسلان استقبل السفير السوري عبد الكريم علي في الوزارة

 

استقبل رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجرين الامير طلال ارسلان، في مكتبه في الوزارة، سفير سوريا في لبنان علي عبد الكريم علي، وكانت مناسبة للتباحث بآخر المستجدات السياسية التي تهم البلدين.

 وبعد اللقاء قال أرسلان:

“ارحب بالصديق العزيز والأخ الكريم سعادة سفير الجمهورية العربية السورية في لبنان وما يتميز به على المستوى الشخصي والعملي من تثبيت وتطوير للعلاقة التي تربط لبنان تاريخيًا وتربط الشعب اللبناني بالشعب السوري، وهي خير ممثل لأخي الكبير السيد الرئيس الدكتور بشار الاسد في هذا البلد. ونحن نلتقي دائمًا لتبادل الآراء ووجهات النظر في الأمور التي تحصل وانعكاساتها على الوضع في لبنان وحماية الوضع اللبناني من كل ما يؤثر اويخرج العلاقة مع سوريا. لأنه وكما قلنا في السابق ونؤكد، لا احد ينسى بأن كل ما يحصل في سوريا ينعكس بشكل مباشر على لبنان. والكلام الذي يقول بأن لبنان لا يتأثر بما يحصل في المحيط ينطبق ربما على المحيط الأبعد وهذه نظرة مختلفة. انما بالنسبة لسوريا فلبنان يتأثر بشكل مباشر وعلى كافة المستويات السياسية والاقتصادية والإجتماعية والجغرافية والتاريخية والمستقبلية، وهذا الأمر مرتبط بشكل أو بآخر ببعضنا البعض رغم وجود دولتين وسفارتين معترف بهما من قبل الدولة اللبنانية والجمهورية العربية السورية وهناك تبادل دبلوماسي حقيقي وعلى مستوى رفيع بين البلدين. وأنا من القائلين بوجوب تعزيز هذه العلاقة وتطويرها لحماية لبنان ولحماية الداخل اللبناني من اي تعرض بهذه المسألة”.

وأضاف أرسلان: “طبعًا موضوع الساعة اليوم، ما يقال عن النازحين واللاجئين في لبنان وهذا الموضوع يشكل عبئًا كبيرًا على لبنان رغم علاقتنا المميزة مع الجمهورية العربية السورية ومع الشعب السوري، انما يجب ان نعترف بأن لبنان لا يستطيع تحمل هذا الكم الهائل من اللاجئين ويمكن حلّ هذه المسألة بالأطر القانونية والدبلوماسية والموجودة اصلاً ولا نخترعها، وانا ضد ما يقال بأن هذا الأمر يبحث في اطار الحكومة اللبنانية. فالحكومة اللبنانية لديها قرار وكذلك المؤسسات الدستورية في البلد، بغض النظر كان ذلك يرضي طلال ارسلان او لا يرضيه على المستوى الشخصي او العام. لكن هناك قرار سياسي من الدولة اللبنانية بتبادل السفارات مع الدولة السورية. وبالتالي فالقنوات الرسمية موجودة، وانا لا افهم كيف لشخص ان يصطاد مشكلاً هو بالاساس غير موجود. او يخلق مشكلاً لا يجوز التعاطي فيه. وبهذه الخلفية اسأل سؤالاً في السياسة الدبلوماسية وفي سياسة الدول، عندما يتواجد في دولتين سفارات تتعاطى مع بعضها البعض، والسفراء يمثلون رؤساء الدول بالعرف الدبلوماسي وليس فقط يمثلون الحكومات، فطالما يمثلون رؤساء الدول فعند كل مفترق يلزمنا اذن لنرى كيفية معالجة الامور. وانا قلت واكرر في مجلس الوزراء مسألة اللجوء السوري يلزمها حل جذري وان نتحمل مسؤوليتنا كلبنانيين وكمسؤولين لبنانيين لما فيه مصلحة لبنان”.

 

السفير علي

من جهته قال السفير علي: “احيي الصديق الوزير طلال ارسلان وهي الزيارة الأولى للتهنئة وللإصغاء لمعالي الوزير الصديق والسؤال المطروح بتقديري فقد تضمن كلام معالي الوزير جوابًا يفترض ان يكون شافيًا وكاملاً، ومع ذلك فنحن في سوريا نرى بأن هذا الكلام ليس جديدًا علينا وقد قالته الدولة السورية بلسان كل المعنيين والمسؤولين وانا شخصيًا كان ظهوري على الاعلام متكررًا. اولاً ما يتعرض له لبنان بسبب هذا العبء الكبير الذي يفوق طاقة لبنان على الاحتمال، ولكن علاج هذا الأمر لا يكون بالكلام الذي يخرج احيانًا عن اللياقات والذي لا يفيد لا لبنان ولا سوريا ولا يفيد ايضًا قائل الكلام.

فمعالجة هذا الامر تستدعي تشخيصًا مسؤولاً لهذه الأزمة ببداياتها وكيف وصلنا اليها. لا نقول بمحاكمة كل الذين كانوا ضالعين بتحريض السوريين على النزوح قبل ان تكون الأزمة او توجد دواعي لنزوح بعض السوريين. ويعرف الجميع ان في تركيا وفي الاردن ولبنان وفي المنطقة ككل، بأنه كانت هناك رهانات غير خافية تقول بسقوط الدولة السورية وبتغيير بنية الدولة وان اسابيع او اشهر قليلة تفصل عن ذلك وبالتالي فان بعض الذين استقدموا بإغراءات وبأجندات دفعوا اليها. والآن بتقديري هؤلاء الذين كانوا يقولون هذا الكلام، اصبحوا في قناعة جديدة ومختلفة من الاوروبي الى الاميركي والى كل الاتجاهات، اصبحوا على يقيين بأن سوريا بجيشها وقيادتها ومؤسساتها وبشعبها وعلى رأسها رجل يملك رؤيا واعصاب وثبات والآن نكاد نكمل السنة السابعة في مواجهة ارهاب متعدد الجنسيات ممول ومسلح استخدم فيه الاعلام وكل شيء، ومع ذلك سوريا بحمد الله الآن تقدم ما يجب شكره”.

وتابع : “لقد قتلوا بالسواطير وبالسلاح ومثلوا واعترفوا ومع ذلك اخلي سبيلهم، ومثل هؤلاء كان يجب على المعنيين اين يستشعروا مخاطر ان هؤلاء الذين استمرءوا القتل لا يجيدون مهن اخرى. لذلك فمعالجة الارهاب الذي نواجهه معاً بالتنسيق. هناك تنسيق قائم يجب ان يفعّل بين الجيشين والاجهزة الأمنية وهناك سفارتان تنسقان بنسبة ما ولكن اقل ما يتطلبه حجم هذا العبء الذي يعاني منه لبنان. لذلك التنسيق قائم بين الحكومتين ولكن يجب ان يفعل اولا من اجل احترام الاثنين لبعضهما البعض ومن اجل احترام المؤسسات والمسؤولين والعلاقة بين الشقيقتين. وثانيًا من اجل الوصول الى اسرع طريق لمعالجة هذه المشكلة.

ولكن الاهم الخروج من المكابرة والكلام غير المسؤول. الرهانات سقطت فلماذا لبنان يدفع ضريبة وهو غير مضطر لدفع هذه الضريبة.

وعن ضمان امن العائدين من اللاجئين السوريين قال السفير علي:

اولاً: لا يجب ان تنوبوا عن الدولة السورية وسوريا تحترم مواطنيها، فالرقة لا تزال تحت سيطرة الارهابيين او نسبة كبيرة منها، ومع ذلك لم يحرم مواطن من ابناء الرقة الموجودين في مؤسسات الدولة من رواتبهم. وحتى الذين ارتكبوا او اجرموا وحملوا السلاح فقد صدرت مراسيم عفو من خلال المصالحات التي تحدث وهنالك استيعاب حتى لهؤلاء. لذلك عندما يعودون فالاعلام عليه ايضًا مسؤولية اخلاقية بان ينقل الحقائق كما هي وان يساهم في رسم الطريق الايجابي لعودتهم بدل التشويش والتضليل. فالاقبال الذي فاق  طاقة السفارة وطاقة الشوارع على الاحتمال وقت الانتخابات الرئاسية حيث جاء السوريين بمئات الآلاف لينتخبوا كرامتهم التي افتقدوها خارج سوريا.

وردًا على سؤال حول خرق الطيران السوري للاجواء اللبنانية وينفذ غارات قرب عرسال أجاب السفير علي:

ان يخرق الطيران السوري الاجواء اللبنانية او ان يخرق الطيران اللبناني الاجواء السورية هذا لان التنسيق قائمًا او اذا كان هذه الخرق موجهًا لضرب ارهاب يهدد امن اللبنانيين كما السوريين ولا اعرف اذا هذا الامر تم او لم يتم. فمصلحة سوريا ومصلحة لبنان واحدة في مواجهة ارهاب يهدد البلدين ويستثمر فيه العدو الصهيوني ، وهذا الارهاب لم يعد خافيًا على العالم كله سواء على الحدود بين سوريا وفلسطين المحتلة. لذلك المصلحة تقتضي هذا التنسيق ولا يُعد ساعتها خرقًا بل يُعد امراً منسقًا ومتفقًا عليه.