سارة حاطوم
افتتحت بلدية كفرسلوان امس، معرضاً لثمانية مشاريع انمائية للبلدة نظمه طلاب الجامعة الاميركية اللبنانية LAU.
حضر الحفل فعاليات المنطقة، ورؤساء البلديات المجاورة، و ممثل رئيس اتحاد بلديات المتن الاعلى ايلي زيادة واهل البلدة.
وفي حديث خاص ل ” التحري” مع المهندسة هالة يونس، افادت ان مشروع العمارة الناجح هو الذي يبلور ويحافظ ويبيين خصائص وقيمة المكان لا الذي ينسف المكان بضربة “بلدوزر”، ومن هنا انطلق التحدي بيني وبين الطلاب.
واضافت ان كل حجر في بيئتنا الجبلية من انتاج اجدادنا، احتاج بناءه كمية هائلة من العمل، وواجبنا ان نحافظ على هذه الثروة.
هذا رزق ليس فقط مادي (عقارات ومزارع وبيوت) بل هو ثقافة هوية وذاكرة معنوية. فالبيئة تنتج الثقافة وفي حال زوال البيئة تزول الثقافة معها.
فلا يكفي ان نسمع فيروز ونضع القرميد ، وبرأيها ان القرميد لا يضفي جمالاً على العمران، بل من الممكن ان يخبيء خزانات المياة او الخراب الموجود على السطح لكن ليس القرميد مقياس جمال البيت وكمنزل في الضيعة نحن بحاجة الى السطح.
وعند سؤال هل الطلاب على استعداد لتطبيق هذه المشاريع، اجابت: الطلاب في اول حياتهم المهنية يحلمون بهذا الموضوع وسيدخلون بهذه الطريقة الى المعترك المهني فلما لا.
وحول لماذا اخترتم كفرسلوان، قالت يونس: اخترتها لانني عملت على دراسة لترتيب الأراضي فيها وتعلقت بها، فوجدت انه الأفضل لطلابي ان يصمموا مشاريع التخرج عنها.
ففي القرية تشكيل بالمشهد غني، وخراج البلدة ليس واحداً ككل القرى، خراجها ممتد من أعالي جبل الكنيسة حتى منحدرات وادي نهر بيروت، فنرى الجرد والبساتين والقلاع والصخور والمزارع والحرش ومناطق الصنوبر.
وتوجهت بنصيحة لاهل البلدة الا وهي الحفاظ على هذه الثروة “فثروتنا هي بيئتنا” .
وبعد النشيد الوطني وكلمة الترحيب من راعي الحفل، كان هناك كلمة للمهندسة “هالة يونس” المشرفة على الاعمال، شرحت فيها عن المشاريع، مضيفة: “ان الاعمال انتاج محترف عمارة بالجامعة اللبنانية الاميركية يتناول جدلية العلاقة بين الحركة العمرانية وتحولات المشهد في جبل لبنان من خلال دراسة وضع بلدة كفرسلوان في المتن الاعلى”، وانها ارسلت الطلاب الى كفرسلوان لانها قضت وقتاً فيها وانحازت لها لجمال بيئتها والثروة الغنية التي تتمتع بها البلدة، وهناك قاسم مشترك بين كفرسلوان وبين قريتها المهجورة في الشمال.
فانتشر الطلاب في الحرش، وبساتين التفاح ومحفار الرمل وكيَّلوا الطريق العام والخرب القديمة، فأتت افكار مشاريعهم على الشكل التالي:
1- المشهد والذاكرة والحيز العام: مركز ثقافي اجتماعي مقابل كنيسة مار تقلا (غنوة مكي)
عملت غنوة على مدخل البلدة، بناء ساحة عامة وكبيرة للقرية مقابل الكنيسة ودمجت البيت القديم والمهجور بالمشروع وصممت قاعة احتفالات، اذن كان هناك دمج بين المشهد والذاكرة.
وفي حديث لموقع التحري مع غنوة، وعلى غرار سؤال: ماذا لو اتى من يتبنى ويمول مشروعك؟ اجابت مكي مع ابتسامة عريضة نكون قد دخلنا سلك العمل وتكون البداية مشرقة ويتحول الحلم الى حقيقة.
2- المشهد منتج ثقافي: مشروع سكني معاصر لمتطلبات منزلية تقليدية (يسمينة كردلي)
عملت على مشروع سكني لاهالي البلدة، وحرصت على وجود بستان وساحة وبركة مياه، وحافظت في مشروعها على “العريشة والسطيحة”، وعملت على ترك مساحة معينة بين كل بيت.
3- المشهد منتج اقتصادي: معمل لخمر التفاح في “فسقين” اي اول القرية بعد ترشيش (طارق قرم)
اتى المشروع لاستهلاك فائض التفاح من المواسم، فمن المعروف ان كفرسلوان تشتهر بزراعة التفاح، وفي المشروع ايضاً بناء لخزانات لري المحصول الزراعي.
4- المشهد منشأ الثقافة: مشروع بيوت اصطياف على اطراف البلدة (لين شلماتي)
ارادت لين ان تريح السائح، فعملت على مشروع سكني من بيوت صغيرة في حضن الطبيعة على اطراف البلدة لتكون قريبة بعيدة بنفس الوقت، مؤلفة من طابق واحد متدرجة مع المنحدر.
5- المشهد تراكم اجتماعي عمراني: مركز ترفيه لكبار السن في حارة تقليدية (محمد علي عيتاني)
المشروع له علاقة بالمشهد كتراكم تاريخي وبالتواصل الاجتماعي فقرر عيتاني ان يستخدم البيت المهجور بعد ساحة البلدة، وعمل على بناء دار لكبار السن، مكان ليجتمعوا به ليتواصلوا مع بعضهم ومع الاجيال الاخرى.
6- تحديات المكننة والمشهد: نشاطات سياحية لترميم مشهد محافر اليرز (احمد صبوري)
عمل صبوري على اشكالية محافر الرمل ودخول المكننة الى الجبال، التي غيرت معالم الجبل ونهشته، فأراد تأهيل المكان وتصليح الثغرة عن طريق زرع الاشجار وبناء صالات للمهرجانات ومدرجات، اما في الاماكن التي تعاني من خطر الانزلاق اخترع مثل مبنى يدعم الرمل ويحمي من انزلاق التربة.
7- العلاقة الوجدانية بالمشهد: مصح في حرش السنديان (افين حطيط)
هو مصح او مكان للراحة في اطراف الحرج، خرجت الفكرة من ان الفرد بحاجة الى ما يدله على هويته وهكذا مكان يساعد من يعاني من تعب الاعصاب.
8- المشهد تشكيل فني: مدرسة موسيقية وصالة عرض في الاحراش (عماد قازان)
رأى عماد المشهد كتشكيل فني، لوحة فنية من صخور ومنحدرات وشجر فاقتبس فكرة التشكيل الموسيقي، وعرض بناء مشروع ليستقبل فنانين لكتابة الموسيقى مثلاً، وايضاً بناء صالة لعرض منتجاتهم في المنطقة الحرجية.
وكان هناك كلمة باللغة الانكليزية، لرئيس قسم الهندسة في LAU خوسي مادريغال، قال فيها:
ان لبنان ليس فقط بيروت..
وشكر اهل كفرسلوان على استقبال طلابه، مشيراً الى ان العمل سيتكرر مع طلاب السنوات القادمة.
ونذكر ان المعرض سيستمر لغاية الاثنين 7 تموز في المستوصف الخيري كفرسلوان، يومياً من العاشرة صباحاً حتى الساعة الثانية عشر ظهراً.