استقبل رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجرين الأمير طلال أرسلان، بدارته في خلدة، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين جابر أنصاري يرافقه السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي على رأس وفد من أركان السفارة، بحضور الأمين العام في الحزب وليد بركات، حيث جرى عرض لآخر المستجدات السياسية إقليمياً ومحلياً.
أنصاري
وبعد اللقاء صرّح أنصاري قائلاً: “في سياق زياراتي إلى الشخصيات والمرجعيات اللبنانية المحترمة، تشرفت بزيارة معالي الأمير طلال أرسلان، والذي نعتبره سواء بما يمثل من مكانة شخصية أو من خلال انتمائه لهذه الأسرة السياسية التاريخية العريقة في لبنان نعتبر أنه يمثل مدرسة سياسية تؤكد على الوحدة الوطنية وعلى التلاقي ما بين اللبنانيين الأعزاء، ونحن نشعر أن هناك أجواء من الوحدة الوطنية والشراكة والتوافق السياسي الداخلي الذي برز طوال الفترة الماضي، هذه الوحدة الوطنية التي تجلت من خلال أمرين أساسيين، الأمر الأول هو هذا الإحتضان الشعبي اللبناني العارم للجيش اللبناني الباسل من جهة وللمقاومة اللبنانية البطلة من جهة أخرى في مجال التصدي المشترك لدرء الخطر الإرهابي المتطرف عن لبنان الشقيق، وانعكس من ناحية أخرى في مجال الإنجازات السياسية الهامة التي تحققت في لبنان سواء من خلال المصادقة على قانون جديد للانتخابات التشريعية أو من خلال الإنجازات السياسية البنّاءة، وكما تعلمون جيداً فإن الإحتلال الإسرائيلي الصهيوني ما زال محتلاً أرض فلسطين، وبالمقابل فإن ارادة الشعب الفلسطيني المقاوم ما زالت تعبر عن نفسها من خلال هذا الحراك الجماهيري ومن خلال هذه الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الباسلة في وجه الكيان الصهيوني، ولكن نحن نشعر بانها انتفاضة يتيمة ومتروكة لوحدها، لذلك فإن في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة وأكثر من اي وقت مضى، نعتبر أنه ينبغي من كل الغيارة والمخلصية على مصلحة هذه الأمة أن يتكاتفوا ويتعاونوا ويقفوا إلى جانب بعضهم البعض من أجل وضع حد نهائي لهذه الآزمات الاقليمية المستعصية والتوحد مرة أخرى خلف البوصلة الاساسية التي تأخذنا باتجاه القضية الركزية والمحورية في العالمين العربي والاسلامي ألا وهي القضية الفلسطينية المحقة والعادلة، ونحن نعتبر أن هذه الإنجازات والإنتصارات الميدانية الكبرى التي تحققت على الأرض في مجال مواجهة الإرهاب والإرهابيين سواء في لبنان أو في المنطقة، هذا الأمر يعتبر مؤشراً إيجابياً بأننا بدأنا نقترب رويداً رويداً من البوصلة الأساسية باتجاه تحرير فلسطين المحتلة من براثم الكيان الصهيوني، لأننا حقيقة نعتبر أنه طوال الفترة الماضية وبسبب وجود هذه الظاهرة المشؤومة المتمثلة بالارهاب والتكفير، هذه الظاهرة كانت تشغلنا في مواجهتها ومقارعتها، لذلك فعندما نضع حداً نهائي لهذا الإرهاب التكفيري، فبإمكاننا أن نتوحد مرة أخرى كقوى تنتمي إلى جبهة المقاومة والممناعة من أجل العودة إلى الجذور إلى الينابيع إلى تحرير فلسطين، واليوم وكما أشرت في سياق حديثي فقد كان لقاءً بناءً إيجابياً ومشرقاً مع الأمير طلال أرسلان، وقد كانت فرصة كي نتشاور ونتبادل وجهات النظر مع معاليه حول كافة الأحداث والمجريات السياسية المحلية والإقليمية، ونأمل أن تستمر مثل هذه العلاقات الأخوية بيننا”.
أرسلان
من جهته قال أرسلان في كلمة له: “نرحب أولاً بالأخ والصديق معالي مساعد وزير الخارجية الإيرانية حسين جابر الأنصاري في لبنان بشكل عام وفي هذا البيت بشكل خاص، وبسعادة السفير فتحعلي والوفد المرافق لهما، كما يعلم الجميع بأننا نكن كل الإحترام والتقدير وندعم ونوافق على كل الخطوات التي تقوم بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية بانفتاحها على جميع اللبنانيين وبسياسة الإحتضان وسياسة دعم الوفاق الوطني في هذا البلد، نشكر ونقدر عالياً دور إيران بدعمها للمقاومة الوطنية وما تعني المقاومة الوطنية في النسيج الوطني العام في لبنان وانعكاسات هذا الوضع على الأمة بشكل اساسي، نحن نعتبر بأن منطقة الشرق الأوسط بأسرها بحاجة إلى هذا الدور الفعال الذي تقوم به الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبحاجة إلى هذا الدعم وبحاجة إلى هذا التبني من أجل محاربة القوى الإرهابية التكفيرية التي هي في قاموسنا عملة واحدة للصهيونية الإسرائيلية في هذه المنطقة، وبالتالي الوجود الإيراني في هذه المنطقة هو امتداد لأهل هذه المنطقة وهو امتداد لما نشعر به في هذه المنطقة بالتعرض لنا بكل مشاريع الفتنة التي أتتنا على هذه المنطقة وكانت إيران وما زالت وستبقى في مواجهة كل المخططات الارهابية التكفيرية الاسرائيلية وامتداداتها على المستوى الإقليمي والدولي، وانعكاسها على وضع العيش الكريم في هذه الأمة. نحن في لبنان نعتبر بأن قراءتنا قراءة واحدة وموقفنا موقف واحد، لأن جميعنا مهددون، العالم بأسره مهدد ليس فقط لبنان وسوريا والعراق وإيران والخليج وغيرها من الدول، وكما قال معاليه نحن نوافقه ونؤيد بهذا الرأي، كيف نتناسى القضية الأم منبع كل ما يحصل هو القضية الفلسطينية وآثار انعكاسات القضية الفلسطينية على الوضع الإقليمي والدولي، والعربي بشكل خاص، للأسف يريد البعض أن يقول ويثبت ثقافة جديدة والتي نرفضها رفضاً قاطعاً، وسنواجهها بكل الإمكانيات والطرق والسبل المتاحة، وهي ثقافة القول للعرب بأن عدوّكم هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية وصديقتكم إسرائيل، هذا امر معيب وهو من الثقافة الإسرائيلية التي تريد نهب أموالنا وضرب تاريخنا وضرب أوطاننا وضرب كرامتنا وضرب شرفنا وضرب عزتنا في هذه الأمة وفي هذا العالم، فكيف يمكن أن يسمح لأيّ كان كبيراً أم صغيراً أن يفكر مجرد تفكير بهذا الأمر، والذي نعتبره خيانة بحد ذاته، هنالك خطوط حمراء، كما قال معاليه باللقاء الداخلي بيننا، الأخلاق في السياسة، أين هي الأخلاق في السياسة في هذه المنطقة اليوم؟؟ هل الأخلاق في السياسة أن نربي أجيالنا على قاعدة أن اسرائيل العدو أصبحت صديقة، والحمل الوديع وأن مشروع العرب وعزة العرب وكرامة العرب أن توجه الأنظار إلى إيران؟؟ هكذا نريد تربية أبنائنا وأحفادنا؟؟ على هذه الثقافة الإسرائيلية بامتياز؟؟ ليست ثقافة لا إسلامية ولا عربية ولا وطنية ولا قومية ولا تمت لنا بصلة عبر كل تاريخنا المشرّف في هذه الأمة، أهلاً بكم معاليك وسعادة السفير في بيتكم، سنبقى على تواصل شاكرين دوركم الدائم في حماية لبنان وانفتاحكم ، وأشدد وأصرّ على كلمة انفتاحكم على كل اللبنانيين، لأنكم فعلاً منفتحون على الجميع في لبنان على قاعدة تدعيم الوفاق الوطني اللبناني على قواعد سليمة تحمي لبنان من المؤامرات والمخططات التي تحيط بنا جميعاً”.