بركات للمنار: للإرتقاء إلى مستوى الدماء والتضحيات والاستفادة من لحظة الإجماع والتعاون على مستوى السلطة السياسية

 

 

أشار الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات في حديث على شاشة المنار ضمن برنامج “مع الحدث” إلى أن المقاومة تقدّم اليوم نموجًا أخلاقيًا فريدًا من نوعه واعادت العزة والكرامة للعرب وليس للبنان فقط وأضاف ان ” لبنان بات قويًا بمقاومته وليس بضعفه وأن معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي التي انتصرت في عرسال وتخوض المعركة اليوم في الجرود”، داعيًا للإرتقاء إلى مستوى الدماء والتضحيات والاستفادة من لحظة الإجماع والتعاون على مستوى السلطة السياسية.

وأضاف :”هناك من لا يريد هذه الانتصارات لأنهم يعتبرون الانتصار على إسرائيل والمشروع الأميركي-الإسرائيلي وحماية الأمة ولبنان من العدوان هزيمة لهم، بمنطق لا يميّز بين العدو والصديق”.

واشار إلى أن المتغيرات الحاصلة في المنطقة وانتصار جرود عرسال والمعركة في القاع لاستكمال تطهير هذه المنطقة من التكفيريين والانتصارات الميدانية التي تحقّقت في العراق وتتحقّق في سوريا،  اسقطت الرهانات على سقوط سوريا والعراق والعبث بالاستقرار والأمن في لبنان، وبإمكاننا القول أن هذا المشروع الإسرائيلي –الأميركي الإعرابي في المنطقة بدأ يتهاوى على وقع الميدان على هذه الجبهات كلها.

ولفت بركات إلى أن “المقاومة تحمي الجرود وتقف إلى جانب الجيش في معركته في الجرود”، معتبراً أن “هناك واقعية سياسية يجب الاقتناع بها ولكن هناك فريق سياسي معين عقله عقل صهيوني وميليشياوي لا يتغير ولكن هناك جهات بدأت تكون واقعية في نظرتها السياسية للمتغيرات التي تحصل على مستوى المنطقة وللدور التي تقوم به المقاومة في حماية لبنان من العدو الإسرائيلي ومن التكفيريين”.

وسأل “هل يستطيع الجيش مع كل ثقتنا به وبدوره وقدراته والجهود التي يقوم بها أن لا ينسق مع المقاومة في معركته؟ من يصدق أنه لا تنسيق بين الجيش اللبناني والمقاومة و​الجيش السوري​؟”، مشيراً إلى أن “جميع اللبنانيين منخرطين بمعركة ​الجيش اللبناني​ ضد ​تنظيم “داعش”​  الارهابي ومعظمهم مع معادلة الجيش والمقاومة والشعب”. فالتنسيق ما بين الجيش والمقاومة قائم ومتواصل وهو ما يحقق التكامل لتحقيق التقدّم ومحاصرة الإرهابيين.

وأشار بركات إلى أن الاستثمار السياسي اليوم هو في القضاء على داعش نهائيًا وإزالة وجودها من لبنان وعلى الحدود، تحصين الأمن الاستراتيجي الداخلي، تعزيز الوحدة الوطنية والوفاق الوطني ونذهب إلى تعاون جدي من أجل بناء البلد والدولة على أسس صحيحة. ولفت إلى أن الأساس في الحفاظ على استقرار البلد وبناء الدولة هو في الحفاظ على معادلة الجيش والشعب والمقاومة.

وأضاف أن “سقوط المشروع الإسرائيلي- الأميركي في تعديل القرار 1701 وفي تحويل قوات الطوارىء الدولية إلى حرس حدود من قبل الأوروبيين ومن داخل مجلس الأمن الدولي هو مؤشر على تراجع الدور الأميركي والإسرائيلي في المنطقة “، وأن “الانتصار في العراق هو انتصار مدوي للتحالف بين ايران وروسيا والحشد الشعبي والمقاومة “، فالمقاومة اصبحت قوة إقليمية وغير محصورة فقط في لبنان .

واكّد بركات أن سقوط المشروع الإسرائيلي- الاميركي يقابله مشروعٌ يحمي المنطقة ولبنان وأن ملامحه ظهرت في وصول العماد ميشال عون  الى سدة رئاسة الجمهورية وما شكّله من ضمانة وطنية كبرى وانجاز وطني غير مسبوق وضمانة لبناء الدولة وللبعد الاستراتيجي لدور لبنان، ثبّته فخامة الرئيس العماد ميشال عون من خلال تحالفاته الراسخة ومواقفه الوطنية والعربية الثابتة التي تعبّر عن الضمير العربي، ما انعكس بشكل واضح على الساحة الوطنية اللبنانية وعلى جو الوفاق والاتفاق على قانون الانتخاب وإقرار سلسلة الرتب والرواتب والإجماع الوطني على معركة المقاومة في عرسال.

وأضاف :”ومما لا شك فيه أن الرئيس الحريري ايضاً يتميّز بنظرته الواقعية للوضع اللبناني وللتطورات الحاصلة في المنطقة ومواقفه الداعمة لتحرير جرود عرسال من الإرهابيين، وزيارته أمس إلى عرسال التي تعطي معنويات قوية للجيش اللبناني في مواجهة داعش تؤكّد على حجم المسؤولية الكبيرة التي يتميّز بها الرئيس الحريري من خلال نظرته المستقبلية لبناء الدولة ولترسيخ التفاهم الوطني ولحماية لبنان من إسرائيل ومن الإرهابيين في نفس الوقت”.

وختم قائلاً أن “أصوات النشاز التي تُسمع بين الحين والآخر من بعض وسائل الإعلام ومن بعض السياسيين لا قيمة لها على الإطلاق وبالتالي هذه أصوات لا تقدّم ولا تؤخّر في المعادلة السياسية التي ستُرسم للمنطقة وستُرسم ايضًا للبنان”، ونوّه بزيارة الوزراء إلى سوريا وشدّد على ضرورة التنسيق والتعاون ما بين سوريا ولبنان في هذه المرحلة، إن كان على مستوى الأمن أو على مستوى العلاقات الإقتصادية والسياسية لأن سوريا هي بوابة لبنان إلى الخارج وعلى اللبنانيين جميعًا أن يدركوا أهمية التعاون والتنسيق مع سوريا في الوقت التي تعمل دول أوروبية وعربية كانت معادية لسوريا اليوم على تعزيز علاقاتها مع الدولة السورية.