أعلن رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني وزير المهجرين الأمير طلال أرسلان، في احتفال حاشد حضره أكثر من 10 آلاف شخصاً، بدارته في عاليه، لائحة “ضمانة الجبل”، بحضور عدد من الوزراء والنواب ورؤساء بلديات ومخاتير قضاءي الشوف وعاليه وفعاليات حزبية وشخصيات، والتي يرأسها أرسلان وتضمّ إلى جانبه كل من: الوزير طارق الخطيب عن المقعد السني في الشوف، الوزير سيزار أبي خليل عن المقعد الماروني في عاليه، الوزير السابق ماريو عون عن المقعد الماروني في الشوف، اللواء علي الحاج عن المقعد السني في الشوف، العميد مروان حلاوي عن المقعد الدرزي في الشوف، سمير عون عن المقعد الماروني في الشوف، الياس حنا عن المقعد الأرثوذكسي في عاليه، عماد الحاج عن المقعد الماروني في عاليه، مازن بو درغم عن المقعد الدرزي في الشوف، غسان عطالله عن المقعد الكاثوليكي في الشوف وفريد البستاني عن المقعد الماروني في الشوف.
بعد النشيد الوطني اللبناني، وكلمة تعريف من علاء حمّص، ألقى أرسلان كلمة قال فيها: “من عاليه… عاليه الأحرار… عاليه المدينة النيّرة… عاليه عروسة المصايف… عاليه الإباء… عاليه العزّة والكرامة والشرف والشهامة… عاليه الإنطلاقة إلى الإزدهار والإنفتاح والنمو… عاليه القرار، التي كانت ولا زالت الحجر الزاوية من الإنطلاق إلى كافة الساحات الوطنية على مساحة الوطن”.
وأضاف: “لا يمكن الإبتعاد عنك يا عاليه، وأنت ستبقي في الروح والدم الذي يجري في عروقنا، وأنت التي انطلق منك أهم زعامات وقيادات لبنان، وخاصة الزعيم الوطني العربي الحر بطل الإستقلال الأمير مجيد أرسلان، الذي كان وسيبقى بوصلة التحرر والصدق والوفاء والكرامة ونظافة الكف الذي لم يركع في حياته إلاّ لتقبيل العلم اللبناني الأوّل في بشامون..”.
وتابع: “أردناها معركة رياضية ديمقراطية بامتياز، لكن عندما نقول معركة رياضية ديمقراطي لأننا نرفض الإنغلاق والانعزال والتقوقع الذي هو مقتل الأحرار، مقتل للكفاءات، مقتل للطموح، مقتل للإنماء، مقتل للناس، ومقتل للشباب الصاعد.. ومخاطبة الناس هي أخلاق وإدارة شؤون الناس هي آمانة في أعناق كل مسؤول مهم كبر أو صغر، مخاطبة الناس بالعقل والحكمة والتعقل والانفتاح بالضمير والحكمة، فمخاطبة الناس بالغرائز إن كانت مذهبية أو طائفية أو حتى حزبية هي تخلّف بامتياز، لا يمكن لزعيم أو قائد أو حزب أو مسؤول أن يحصر المعرفة فيه، ونحن أصحاب الحكمة والعقل والضمير، فليس مسموح لأحد ان ينتهك كرامات الناس على كل باب استحقاق بمخاطبة الناس بالغرائز والتي ومنذ 50 سنة ما زلنا ندفع ثمنها غالياً، مخاطبة الناس بالغرائز هي إفلاس كامل، هي هيمنة وتسلّط على الناس ولقمة عيشهم وصحتهم وتربيتهم، هي آفة على المجتمع بأسره، هي الفشل بعينه في تقديم البدائل الإنمائية، الإقتصادية، الصحية، التربوية، الزراعية، الصناعية، السياحية والإستثمارية في شتى المجالات”.
وأردف قائلاً: “كفى خلق خصوم وهميين، الناس ملّت وأرهقت من الوعود والكذب والنفاق، والذي يريد أن يعيش مع الناس ويكون من الناس، لا يعيش معها قبل شهر أو شهرين من الانتخابات، بل منذ بداية صدور النتائج عليه أن يكون مع الناس ومن الناس، العيش على أمجاد الماضي “ما بطعمي خبز”، الماضي يجب أن يؤخذ منه العبر لنتعلم أين أصبنا وأين أخطأنا لنصحح، ولنقدم الأحسن والافضل للمجتمع، لأنه وبكل قناعة أقولها الحرمان اصبح معشعشاً في الجبل على كافة المستويات”.
وأضاف: “وأود هنا أن أشكر كل الأصدقاء والرفاق الذين انسحبوا من الانتخابات لصالح لائحة ضمانة الجبل وهم: العميد أدونيس نعمة، ورئيس بلدية الكحالة السابق الاستاذ جورج بجاني، الاستاذ سلطان فياض، والصديق الصدوق رفيق الدرب مروان أبو فاضل، وأقول أمامكم اليوم.. فريق عملٍ واحد، ركيزته اتفاق سياسي بيننا في الحزب الديمقراطي اللبناني وبين حزب التيار الوطني الحر، وتحالف مع أصدقائنا ورفاقنا وأحبائنا في الحزب السوري القومي الإجتماعي وشخصيات مرموقة لها تاريخ في العمل الوطني… نخوض هذه الإنتخابات متكافلين متضامنين وهدفنا الأساس رفع الظلم والإهمال الذي يفتك بالجبل الذي هو قلب لبنان الحبيب.. ولا يكون ذلك إلاّ بالعمل الصادق… المتواصل في مجال التنمية للنهوض بالجبل… فالتنمية هي هدف السياسة الوطنية التي نؤمن بها.. لو اعتمدت التنمية بالفعل لما حلّت بنا هذه المصائب التي يتخبّط بها شعبنا حيث الأزمات تتوالد… والفساد يستشري كالنار في الهشيم… وجيل الشباب يفقد الأمل ويبحث عن الهجرة من أرض الوطن”.
وتابع: “فالإهمال والظلمُ لا يميز بين الناس ولا بين طوائف… تعرفون رأيي بالطائفية والتعصُّب. يا إخوان…الطائفيّة شرّ كلها، وشرّ ما فيها.. تمسّك ضحاياها بها..إن الجبل محروم بشكل شبه كامل على صعيد التنمية…التنمية التي هي أساس قيام دورة حياةٍ وعمرانٍ سليمة… توفر شروط حياة طبيعية… كريمة… لأهل الجبل… التنمية تشجّع الشباب، والأجيال الصاعدة على البقاء في هذه الأرض، أرض الوطن… وليس الهجرة عنها وتركها فريسة للمجهول. إن مرافق الإنتاج في الجبل مهملة بالكامل… مهملة إهمالاً مريباً… يرسم أكثر من علامةِ استفهام حول خلفياته وأسبابه”.
وقال أرسلان: “لقد مضى على الطائف ثلاثون عاماً… أي ثلاثة عقود من الزمن… ولم يشهد الجبل خطّة إنمائية واحدة. أليس من المستغرب ذلك ؟؟؟…رُبَّ قائل أن الدولة مفلسة… الأمر الذي يمنع إطلاق وتنفيذ خطط وبرامج تنمية… إقتصادية وإجتماعية…هذا الكلام غير صحيح بالمطلق… هذا الكلام غير صادق.. ويراد منه تقديم أسباب تخفيفية وتقديم تبريرات لسياسة الإهمال المتواصل… ولعدم إطلاق وتنفيذ خطط وبرامج تنمية”.
وأردف بالقول: “لقد عرف لبنان طفرة مالية هائلة… منذ العام 1992 ولغاية 2005… كان من الممكن الإستفادة منها لإطلاق وتنفيذ خطط وبرامج تنمويّة في مناطق الجبل… تغطي العديد من الثغرات…ما من شريحة مجتمعيّة في الجبل إلا وتعاني من هذا الإهمال… هذا الإهمال المتواصل في المجالات التي ذكرتها… هو المسؤول مباشرة عن استشراء الفقر والحرمان… وانعدام فرص العمل في القرى الجبليّة التي تعاني ما تعانيه من البطالة بحيث صار طموح الشباب هو الحصول على تأشيرات الهجرة… من الجبل ومن لبنان… الأمر الذي يحدث هذا النزيف السكاني الخطير في مناطقنا وتحديداً في صفوف جيل الشباب”.
وتابع: “فقط للتذكير.. تعلمون جيداً كم من مرةٍ وجهت فيها نداءً إلى إخواننا نواب الجبل.. أدعوهم إلى لقاء للبحث في كل المشاكل الإجتماعية والخدماتية والسياسية التي حرمنا منها بعد الطائف، توصلاً إلى تنسيق الجهود لرفع الظلم الذي يعاني منه أهلنا… ولم ألقَ يوماً أي تجاوبْ، كان الجواب الوحيد هو الصمت المطبق. هذا الصمت المطبق.. نفسه.. كم عانينا ونعاني منه في موضوع المهجرين وقرى العودة التي ما زالت وإلى اليوم تعاني من أزماتٍ حياتية خانقة حيث القرى الدرزية – المسيحية يفتك بها الإهمال والحرمان. وتذكرون مطالباتنا المتواصلة لوجوب الإهتمام الفعلي بمأساة المهجرين ليكون للمصالحات قاعدة متينة تقفل نهائياً صفحة المأساة وتعيد للعيش الوطني معناه… بحيث نبني معاً… كلبنانيين… في هذا الجبل حياتنا المشتركة… يسودُها الإحترام… وتصان فيها الحقوق الإجتماعية والإنسانية، فتضع حداً للهجرة المتمادية في أوساط أهلنا المسيحيين الذين هم ثروة قيّمة جداً… كم أعطت للبنان وللمشرق خصوصية وفرادة وتألقاً، ولن أطيل أكثر في موضوع المهجرين حيث سيكون لي مؤتمراً صحفياً خاصاً لهذا الملف قريباً”.
وأضاف: “في الحديث عن الإهمال والظلم واللامبالاة، تركت مسك الختام لأهلنا الأعزاء في إقليم الخروب.. الإقليم محرومٌ من كلّ شيءٍ.. محرومٌ إنمائياً… محرومٌ إقتصادياً… محرومٌ إجتماعياً… ومنكوبٌ بيئياً… على الرغم من عطاءات الإقليم للدولة اللبنانية، ورفدها بخيرة أبنائه من ذوي الكفاءات العليا… في ميادين القضاء والإدارة والقوات المسلّحة… من جيش وأمنٍ داخلي وأمنٍ عام… وغيرها من المرافق العسكرية الوطنية… إقليم التضحية والوطنية… صار مضرب مثلٍ بإهمال الدولة وظلمها. نحن في مدرسة الأمير مجيد أرسلان… بطل الإستقلال وبطل حرب فلسطين… ورمز المحبة والوحدة بين اللبنانيين… تعوّدنا أن نغلّب الوحدة الوطنية على أي اعتبار.. بالعمل والممارسة والتفاعل الإنساني على قاعدة الإحترام والمحبة وعدم التمييز بين لبناني وآخر”.
وقال: “قبل أن أختم، أتوجه بتحيّة أخوّة باسمكم جميعاً إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ونقول له “مشوارنا طويل” وشراكتنا وتحالفنا طويل أيضاً، ولا بد لي أن أوجه تحية إلى أخي سماحة السيد حسن نصرالله، وأقول له من قلب الجبل.. من عاليه، المدرسة الأرسلانية، مدرسة الأمير مجيد أرسلان لا تخون ولا تطعن في الظهر ولا تبيع ولا تشتري في زواريب السياسة في هذا البلد، وأننا على العهد باقون في الحفاظ على المقاومة وعلى كل قطرة دم سقطت من مقاوم على مذبح هذا الوطن والأمة، فلا انتخابات ولا مناصب غيّرتنا عن قناعاتنا في أحلك الظروف، ولفتني قولكم يا سماحة السيد في آخر حديث لك بأنك ستفتح ملف الفساد وستحارب الفساد، وأقول لك بأننا سنخوض معاً المعركة الشرسة وأقصد ما أقول.. المعركة الشرسة المنتظرة ضدّ الفساد والفاسدين ليبقى لنا أمل في قيامة لبنان على أسس وطنية صادقة ونظيفة كما هو شعار العهد الذي أقسم فخامة الرئيس اليمين الدستورية عليه”.
وختم بالقول: “وأخيراً أدعوكم إلى التصويت بكثافة وعزم وإرادة صلبة كالحديد للائحة “ضمانة الجبل”.. المؤلفة من الأخوة: عن قضاء الشوف: الوزير طارق الخطيب، الوزير ماريو عون، اللواء علي الحاج، العميد مروان حلاوي، الاستاذ فريد البستاني، الاستاذ سمير عون، الاستاذ غسان عطالله والاستاذ مازن بو درغم، وعن قضاء عاليه: الوزير سيزار ابي خليل، الاستاذ الياس حنّا، الدكتور عماد الحاج ومحسوبكم. هذه اللائحة التي تضع نصب أعينها موضوع التنمية…. التنمية، ثمّ التنمية… ثمّ التنمية… واستعادة الحقوق المسلوبة والحياة إلى الجبل ويتفاءل الشباب”.
وفي الختام ألقى المرشحون كلمة مقتضبة عبروا فيها عن هدف ترشحهم وبرنامج عملهم للمرحلة القادمة، حيث أكدوا على إعطاء الجبل الأولوية المطلقة في عملهم.