رداً على المقال المنشور في صحيفة “الأنباء الإلكترونية” بعنوان “إلى أمير خلدة: دلنا على إنجاز واحد من إنجازاتك!”، نرّد بما يلي، علّ من يسألنا يذكر ماضيه ومسيرته جيداً، ويبدّل سؤاله ويحوّل مساره: تتهافت أبواق بيك المختارة على نحو غير مسبوق بأي وسيلة لتشويه صورة رئيس كتلة ضمانة الجبل الأمير طلال أرسلان، وينسبون إليه ما تحمله ثقافتهم ومسلكيتهم وأداءهم الرخيص وطالعتنا بالأمس فهلوية صحيفته بمقال خنفشاري تبرئ ولي أمرها من إخفاقات على مدى ثلاثة عقود.
يتساءلون مدعين البراءة ويرفعون مسؤوليتهم عن خراب الجبل، لكن من الأجدر اليوم أن نذكرهم بأن وليد جنبلاط حصل على فرص تاريخية للنهوض بطائفة الموحدين الدروز وتلقى دعمًا وتعاطفًا محليًّا، إقليميًّا ودوليًّا بعد وفاة الشهيد كمال جنبلاط، واعتاد على الأحادية بعد وفاة بطل الاستقلال الأمير مجيد أرسلان وفي الوقت الذي كان فيه الأمير طلال أرسلان يتابع دراسته في الخارج، فاستغل المقاومة الفلسطينية الفدائية المؤمنة بوحدة القضية على امتداد الجغرافيا العربية، وآثر على نفسه الإستفادة من الوصاية السورية إلى أقصى الحدود وكان دمية بيد رموز مخابراتها. هنا، ماذا قدم وليد جنبلاط للدروز في تلك الحقبة غير البطش على يد الإدارة المدنية واستحدث وزارة المهجرين بعد إتفاق الطائف ليجعلها باباً للذهب والثروات ومدخلاً للصفقات له ولقياداته ومناصريه حتى باتت هذه الوزارة من الأسباب الأساسية لانهيار الإقتصاد اللبناني والخزينة العامة.
نسأل البيك بماذا استبسل إلا بتصفية القيادات الدرزية النظيفة في الجبل بعد الحرب وأبقى ما يشبهه كي لا نستفيض أكثر!؟ ماذا قدًّم للجبل من مشاريع إنمائية وخاصة أنه وضع يده على الأوقاف الدرزية الأغنى في لبنان؟! سيقولون لنا مشفى “عين وزين” و”الشحار الحكومي” و”الوطني” و”الإيمان” و”الجبل”. ممتاز! هذه مشافي الجبل معروفة بـ “فوت وموت”، (وبالأساس ليس هو من بناها حتى)، إذًا ماذا بذلوا من جهود لتطويرها ولخدمة الناس من تسهيلاتها بدلا من الموت وهم في طريقهم إلى مشافي العاصمة؟!
ماذا عن المدارس التي تتباهون بها؟ فعلا مضحك! مدرسة العرفان التوحيدية تستقبل الميسور وتهمل الفقير!
ماذا عن الجامعات؟ أقساط خيالية معدَّة لذوي الدخل المرتفع! أما المنح التي تكذبون من خلالها على الناس، تشترونهم بها وهي من حقهم لأنكم تستولون على أموال الأوقاف وتغرون الناس بها لتبقى تابعة لكم!
أخبرونا اي وزارة استلمتوها ولم تسلِّموها من دون إفساد وثروات وقصور؟! وزارة الشؤون الاجتماعية صورة لمّاعة لاستنسابيتكم، والصحة لحملاتكم الإعلامية لا العملية، والأشغال لصفقاتكم، والزراعة لدعواتكم بتشريع الحشيشة، والتربية لانهيار النظام التعليمي ونتائج الامتحانات الرسمية الفاضحة!
نسألك يا بيك عن الـ ١٧٥٣ وظيفة التي كانت للطائفة المعروفية قبل إتفاق الطائف، ولم تعد من حقها… وهبتها لطوائف أخرى في إطار “مرِّق لي لمرِّقلَك”، وفي نهاية المطاف، نجد شبابنا عاطلين عن العمل مجبرين على الهجرة وغير راغبين في العودة.
لو ملكنا في الماضي نصف ما تملك من حصانة ودعم وكتلة نيابية، لحولنا جبلنا إلى نموذجٍ يحتذى به في الخدمات والتوظيفات والإنماء والتطوير. لكن، لكل زمنٍ ظروفه ونحن اليوم في زمن الإنتصار لا الهوان، الإصلاح لا الفساد، والثنائية لا الأحادية، فنتائج الإنتخابات البرلمانية كشفت المستور وسقطت كتلتكم من 13 نائب إلى 9. كنتم تمثَّلون سابقا بوزيرين في الحكومة، وإذا استمريتم على أدائكم، وزير ونصف قد يضْحي إنجازاً!!
دعنا وشأننا يا بيك أنت وأوباشك، نسعى بصدق للمطالبة بحقوق الدروز المهدورة ونعمل من دون عراقيلك! ولا بد أن نذكرك لأنك تناسيت أحداث 11 أيار والموقف التاريخي للأمير طلال أرسلان إلى جانبك الذي حمى مسيرتك السياسية التي كان يمكن أن تكون مقبرتها وحافظ على كرامة الدروز ووحدتهم.
نحيطك علمًا بأن كتلة “ضمانة الجبل” الضامنة للجبل ولبنان والعالم العربي بالشكل والمضمون ترسل لك سلامها بعيداً عن العُقَد وتدعوك لربط جأشك وممارسة اليوغا والتأمل، فالعناء لأجل المستحيل انتحار.
ليليان حمزة