https://www.youtube.com/watch?v=bagtHNX3F6k
أكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان، أن المشروع الأوحد للدروز في سورية هو الدولة السورية ولا مشروع طائفي أو عرقي لديهم، حيث ضمانتهم هي الدولة والنظام والجيش العربي السوري بقيادة الرئيس الأخ الدكتور بشار الأسد، كلام أرسلان جاء خلال زيارته للجمهورية العربية السورية والتي استمرت لأيام للقاء وفد مشايخ الدروز في فلسطين المحتلة لجنة التواصل الدرزية عرب 48، الذي قام بزيارة دينية لسورية برعاية الدولة والرئيس الأسد وبتنسيق وتنظيم من قبل أرسلان والحزب الديمقراطي اللبناني، إذ استهل زيارته بلقاء وفد المشايخ في مقام النبي هابيل، بحضور مشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سورية الشيخ يوسف جربوع والشيخ حمود الحناوي وفي لبنان الشيخ نصرالدين الغريب، والشيخ الجليل أبو نبيه كبّول وحشد كبير من المشايخ والفعاليات السياسية والحزبية والأمنية.
كما كان لأرسلان لقاء جامع مع الوفد الفلسطيني ومع حشد من مشايخ سوريا ولبنان في قاعة مقر إقامة الوفد في مجمع صحارى – الديماس، وزار والوفد النصب التذكاري للجندي المجهول ووضعت أكاليل من الزهر عليه، ثم كان لأرسلان وشيخ عقل لبنان الغريب وشيخ عقل سورية جربوع زيارة لكل من قرى وبلدات عرنة، مقروصة، حرفا، حلس وحضر حيث كانت لهم استقبالات شعبية مهيبة ولقاءات حاشدة في كل بلدة.
وفي كلمة له، قال أرسلان: “أصحاب العمائم البيضاء الطاهرة النقية الصافية، أصحاب الدين، أصحاب الشهامة و الشرف و العزة و الكرامة،أصحاب القضية الوطنية الكبرى، أبناء معروف في فلسطين و لبنان و سوريا و جبل العرب و جبل الشيخ و ادلب وجرمانا و في الجولان العربي السوري المحتل، لم أكتب أي كلمة لأني أحببت أن أتكلم معكم من القلب و من العقل التوحيدي الوجداني الأصيل. نحن و أياكم مؤتمنين، مؤتمنين ليس على مشروع خاص بنا، نحن و اياكم مؤتمنين من الأسلاف الذين نعتز و نفتخر بتاريخهم الوطني و القومي، نعتز بشهدائنا عبر ألف سنة منذ ظهور الدعوة، نعتز بصمودنا و وقوفنا و اسكاننا الجبال بمهمة عسكرية و سياسية، نحن لم نسكن الجولان و جبل لبنان و جبل العرب و جبل السماق وجبل الشيخ بالصدفة، نحن سكنا هذه المناطق لأننا كنا مضطهدين ليس في مشاريع خاصة، كنا مضطهدين كأمة و كمشروع وطني لهذه الامة، مشروع حضاري و قيم و له امتداده التاريخي، لأن مهمتنا كانت حماية الثغور، لجأنا الى الجبال بمهمة عسكرية، لا أحد منا أو من عائلاتنا أصله من هذه الأمة، نحن آتون من اليمن على الحيرة و معرة النعمان الى جبال لبنان، نحن أصحاب قضية وطنية كبرى، نحن أصحاب مشروع عروبي، نحن أصحاب مشروع وحدة قومية، نحن الدروز أصحاب لاهوت قومي و كل من يتنكر لهذا اللاهوت ليس منا، لا من قريب و لا من بعيد، من لا يشعر مع كل عمامة، و مع كل طفل و شيخة و شيخ و من لا يحترم مقاومتهم و صمودهم و رفضهم للتهويل و الهوية، ليس ممكناً أن يكون موحد، من لا يحترم دماءهم، عرب ال 48 ما وحملوه و ما يحملوه يوميا “اللي بياكل العصي مش متل البعدا” حملوا لواء العروبة و الوطنية و القومية، في وجه من؟ في وجه الإرهاب، نحن نقول الإرهاب التكفيري، ولكن من هو أخطر من الإرهاب التكفيري هو من صنعه و من حماه و موله و من تبنى امتداده، نحن كل عمامة من هذه العمائم الطاهرة و من على رأسهم نوجه له تحية صافية نقية من القلب شيخنا الجليل الشيخ علي معدي، أنا لا أستطيع أن أنسى عندما صار تطويق حضر و كانت مهددة من الإرهاب التكفيري و كانو الصهاينة يأخذون جرحى جبهة النصرة بإسعافات الجيش الإسرائيلي إلى المستشفيات الإسرائيلية لمعالجتهم، و هم مطوقين حضر و يقصفونها، و اليهود نزعوا الشريط ليسمحو لجبهة النصرة أن تتسلل عبر الأراضي الفلسطينية المحتلة لتزيد من الطوق على حضر، شاهدت عبر وسائل الإعلام الشيخ علي معدي يأتي من الجليل من الجليل إلى حدود حضر و بدأ يخطب، هؤلاء هم بني معروف، أصحاب الهوية و القضية، نحن تمسكنا بسيادة الرئيس أخي الكبير الدكتور بشار حافظ الأسد الذي يصون هويتنا و وطنيتنا و شرفنا و عزتنا و قيمنا الحضارية في الإسلام الحضاري و ليس المتخلف، عندما نتكلم في اللاهوت، هو هذا الإنتماء، سوريا ليس إسم بلد فقط كأي دولة، سوريا تمثل عمقنا الإستراتيجي و وحدة الراية لمستقبل أولادنا و تمثل اللاهوت القومي المسيحي الإسلامي، و العروبة الصادقة ناصعة البياض المحررة من النفط و البترو دولار، هذا النفط الذي يجب أن يكون ثروة للعرب و لقضايا العرب تحول إلى نقمة للعرب و قضاياهم، بشار الأسد دافع ليس فقط عن الأمة بل عن العالم بتصديه و مثابرته و عزمه و سياسته الحكيمة الصادقة في وجه إرهاب يهدد العالم بأسره و ليس فقط العرب، فمن كان قادراً غير بشار الاسد أن يصيغ هذا التحالف الإقليمي بأبعاده الإقليمية و الدولية لصد هذا المشروع الإرهابي الإسرائيلي الغربي بامتياز، لم يكن ممكن لأي شخصية أن تلعب هذا الدور، شخصيته الفذة و الحكيمة الصادقة جعلت منه أن يحارب أعتى أنواع الإرهاب في العالم بصدرع مع وحدة و تماسك الشعب السوري البطل بالجيش العربي السوري الذي نوجه تحية لكل شهيد و كل أسرة شهيد سقط من الجيش العربي السوري.
مشايخنا الأجلاء، أنتم من علمنا، فإما علمتمونا خطأ و تتحملون المسؤولية أو إذا مشينا على الدرب الذي علمتمونا إياه عليكم أنتم أن تقوموا بالدور المطلوب منكم لأنكم أنتم أولياء الارض، من خشي من بشر مثله سلط عليه، أليست هذه الحكمة الشريفة؟
نحن اليوم نتغنى بأجدادنا و طبعا رمزنا الوطني و القومي الكبير رحمه الله سلطان باشا الأطرش و أهلنا في جبل العرب و شهداء جبل العرب و الجولان و سوريا و لبنان و فلسطين و الأردن، كلنا نتغنى بها و نضع صورا للباشا في بيوتنا لأنه كان رمزا كبير نقتدي فيه، إنما يا أخواننا و أعزائنا الباشا توفي، الباشا ليس شخص بل قضية و توجه و عنفوان و عروبة، سنة 1921 جاءت سلطة الإنتداب قسمت سوريا إلى أربعة دول، فكانت ثورة سلطان باشا الأطرش لوحدة سوريا و إسقاط مشاريع الفتنة الطائفية و المذهبية و العرقية في سوريا، و كل من يريد أن يمتثل بسلطان الأطرش و أن يكون وفي لمسيرته يجب أن يكون وفي لمبادئه، نحن عندما نتغنى برموزنا، نتغنى بهم على المضمون و الرسالة التي ضحوا من أجلها، سلطان الأطرش هو الذي رفع شعار “الدين لله و الوطن للجميع”، و هو الذي أراد هذا الشعار أن يكون عنوان الثورة العربية السورية الكبرى، ثورة ال 1925 هذه رمزيتها و هذا عنوانها، و كل من يحاول أن يغير في مضمونها متآمر علينا إن كان من داخلنا أو خارجنا، سمعت في الآونة الأخيرة البعض يقول حماية الدروز، هل الدروز لهم مشروع خاص لنقول حماية الدروز؟ لا، بل الدروز هم مشروع الوطن، و مشروع الإنتماء الوطني و القومي، يحاول البعض أن يدغدغ لنا المشاعر الرخيصة ليفصلنا عن المحيط، كل من يحاول و لو التفكير أن يجعل من الدروز حرس حدود لإسرائيل ستقطع يده مهما علا شأنه، هذه محرمات و ليست سياسة، هذا يعرضنا إلى الذبح و تشويه تاريخنا و كل قطرة دم سقطت من آبائكم و أجدادكم، ليس في الدروز مشاريع خاصة وكل من يحاول من داخل فلسطين أو من داخل لبنان أو البعض الصغير داخل سوريا، أن يلعب في العواطف المهترأة، هذا متآمر علينا و على أولادنا و على عيشنا الكريم في هذه الأمة قبل الصهاينة، و هذا أخطر ما يكون علينا كطائفة، سمعت بعض الكلام أنه لماذا شباب الدروز يلتحقوا بالتجنيد الإجباري، لنكون واضحين، نحن مسؤولون عن كل شبر أرض من أراضي سوريا و لبنان و فلسطين، هذا المشروع و عزتنا و كرامتنا من وحدة أمتنا، محاولات تشويه صورتنا من داخلنا أمر خطير علينا و لن نساهم به و لن نشارك فيه و سنحاربه بكل ما اتينا من قوة و بعزم و ارادة و تماسك، و أنا أقول دائما بوصلتنا الحقيقية الصادقة النقية الشريفة التوحيدية هي الجولان، واهالي الجولان هم بوصلة الدروز في هذا الشرق و هذه الأمة، و أحيي كل فرد من أخواننا في الجولان العربي السوري المحتل، الجيش العربي السوري حامينا و حامي كرامتنا و وجودنا و مؤتمن على أولادنا أكثر من ما نحن مؤتمنين عليهم، فعندما يكون هناك قائد عظيم في هذه الأمة مثل الرئيس الدكتور بشار الأسد لا أحد يحاول أن يلعب بالنار، هو ضمانتنا، الدولة السورية هي العمق الإستراتيجي لدينا و أي خطأ في هذا الموضوع هو خطأ استراتيجي نرتكبه بحق أنفسنا قبل حق أي أحد آخر.
أنا من هذا المنطلق أطلب من أخواني في كل سوريا لا تسمحو للنوايا السوداء أن تتغلغل بصفوفكم، عندما يكون الهدف واضح والاستراتيجية واضحة، تكون النهاية التي نقطفها بعزة نفس و كرامة لأننا نحن شعب و أمة لا نستطيع أن نعيش بلا كرامة و عزة نفس.
أما في ما خص شهداء جبل العرب الذين سقطوا مؤخراً، بإسمكم و بإسمي و بإسم الجميع أتوجه أوّلاً بالتعزية إلى أخي سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد، لأني أعتبر أنه يتعزى بكل فرد يسقط من أفراد الشعب السوري، كما أتوجه إلى مشايخ العقل المشايخ الأجلاء في جبل العرب بالتعازي الحارة، أما في ما خص الأسرى المخطوفين، نحن على مواكبة تفصيلية و الرئيس الأسد حماه الله مواكب شخصياً و مطلع على تفاصيل كل هذا الملف، و ما يهمني في هذا الأمر أن هذا الموضوع في أيادي أمينة، في ما خص الدولة السورية و الجبش بأيدي أمينة، في ما خص الإرهاب التكفيري، هذا الأمر نسعا مع سيادة الرئيس المواكب لهذا الموضوع.
كذلك كانت كلمات عدة أبرزها لشيخي عقل الطائفة الشيخ الغريب والشيخ جربوع شددا فيها على ضرورة التمسك بالهوية العربية السورية في ظلّ القيادة الحكيمة للرئيس بشار الأسد والجيش العربي السوري الباسل.