استقبل رئيس كتلة ضمانة الجبل الأمير طلال أرسلان، بدارته في خلدة، وفوداً رسمية وشعبية من مختلف المناطق، قدّمت له التهنئة بتعيين صالح الغريب وزير دولة لشؤون النازحين، بحضور شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصرالدين الغريب، النائب ماريو عون، رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب، قائمقام قضاء عاليه بدر زيدان، قاضي المذهب الدرزي الشيخ نزيه أبو ابراهيم، نائب رئيس الحزب الديمقراطي نسيب الجوهري والأمين العام وليد بركات، الإعلامي سالم الزهران، وأعضاء المجلس السياسي والهيئة التنفيذية ورؤساء الدوائر والوحدات الحزبية، وحشد من رجال الدين ورؤساء البلديات والمخاتير والفعاليات الأمنية والإقتصادية والتربوية والحزبية.
وألقى أرسلان كلمة في المناسبة، قال فيها: “أرحب بشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الأوحد الشيخ نصرالدين الغريب وبجميع المشايخ الأجلاء والحضور، وأقول أولاً التهنئة ليست لطلال أرسلان التهنئة إلى روح المرحوم الشيخ مسعود الغريب، هذا البيت الكريم الذي ضحى ودفع أثماناً باهظة خلال السنوات الماضية وكان له أيادٍ بيضاء على الدروز كل الدروز، صحيح ما يربطنا بهذا البيت الكريم علاقة تتعدى عشرات بل مئات السنين إنما هذه الأصالة وهذه العلاقة الصافية غير الخاضعة لأي مصالح خاصة على حساب المصلحة العامة تجسدت بصدق وبكبر وبوحدانية وبإخلاص وبصمود وبتوحيد سماحة شيخ العقل الغريب، الذي تحمل ما تحمل من أجل كرامة وعزة وعنفوان وحقوق هذه الطائفة، وكل من يقول غير ذلك ليس له ذمة ولا ضمير، هذا البيت الأصيل في ديانته قبل سياسته، باعتراف كل مشايخ التقوى مشايخ الدين الدروز، من أقصاها إلى أقصاها، بديانة وطهر هذا البيت”.
وأضاف: “وصلنا إلى الحكومة، وقيل الكثير الكثير، نعم نقولها بالفم الملآن، وقلناها وحذرنا منها سابقاً والآن نرددها، في الدروز لا يوجد وسطي، ونحن قلنا أنّه يا إماّ نتمثّل وتتمثّل خلدة من بابها العريض والواسع أو لا نتمثّل، انطلاقاً من هذه القناعة والشكر الكبير والتقدير الكبير لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، على صدقه وشفافيته والتزامه الواضح والصريح والمعلن بأنه لا يمكن أن تتألف حكومة بدون التوازن وبدون تمثيل دار خلدة فيها”.
وتابع أرسلان: “نعم، صالح الغريب يمثّل طلال أرسلان في هذه الحكومة، يمثلني بالشخصي وبالعام ويمثل الحزب الديمقراطي اللبناني، ويمثّل كل هذا الفريق السياسي، أما في ما خص المهام التي أوكلت إلى أخي ورفيقي صالح، قضية النازحين، فهذا شرف كبير وثقة كبيرة، ثقة كبيرة بصدقية ومصداقية مسار هذا البيت وهذه الدار بخطى ثابتة عمرها أكثر من 35 سنة بعلاقة نتشرف بها مع الصديق الكبير والأخ الكبير الرئيس الدكتور بشار الأسد، نحن لنا شرف الإئتمان على النازحين من الأخوة السوريين لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين سورية ولبنان انطلاقاً أولاً وكما يقول فخامة الرئيس العماد عون، من مصلحة لبنان ومصلحة اللبنانيين، ولتكن واضحة هذه من أولى اهتمامات فخامة الرئيس، وهذه من أولى اهتمامات الأخوة في القيادة السورية، وعلينا كلبنانيين تحمل مسؤولياتنا كاملة وبجرأة كاملة وبدون بيع وشراء على ظهر مصالح هذا الشعب، لا يمكن أن تستقيم أمور هذا البلد إلا بإعادة التلاصق وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي ما بين لبنان وسورية، وكل من يشوّش على هذه العلاقة لا يمكن أن يكون فيه خير لا للبنان ولا للبنانيين ولا للوحدة بين اللبنانيين”.
وقال: “كفانا متاجرة بالمسلمات الوطنية، صالح الغريب شاب لديه كل القدرة وكل العزم وكل الإرادة بأن ينجز وكل من تسوله نفسه بتعطيل مهامه، سنقولها بالعلن في لحظتها أمام الجميع، لأن هذا الموضوع لا يحتمل أي تلكؤ ولا يتحمل “أنتينات مصديّة” ولا يحتمل مزاجيات إقليمية أو دولية من هنا أو من هناك تبيع وتشتري في لبنان منذ إقرار الـ 1559 في عام 2004″.
وأردف قائلاً: “بإسمي باسم سماحة شيخ العقل الغريب، وبإسم المشايخ والأخوة جميعاً أتقدم منك يا صالح بالتهنئة وأتمنى لك التوفيق في كل المهام الموكلة إليك، ونحن والأخوة سنتعاون لدعمكم ولدعم خطنا بتحالفنا الثابت الواضح والصريح مع التيار الوطني الحر، الذي أنحزنا سوياً اتفاقاً سياسياً ما قبل الانتخابات النيابية وأعلناه من هذه الدار، ونحن ما زلنا متمسكون به حرفاً حرفاً وخطوة بخطوة، وكما أنت يا صالح ستمثلنا في وجودك في تكتل لبنان القوي، أيضاً كتلة ضمانة الجبل التي ستكون من ضمنها، كسبت في هذه الحكومة كما قال أخي المناضل المقاوم الصادق سالم زهران، كسبنا وزيرين، بالإضافة إلى كتلتنا المؤلفة من أربعة نواب، أصبحنا مع صالح الغريب خمسة ومع غسان عطالله وزير المهجرين ستة، وأبشركم بأن اجتماعات الكتلة مع الوزيرين صالح الغريب وغسان عطالله ستبدأ في الأيام المقبلة”.
وختم أرسلان: “وأخيراً أقول، اليوم معنا الوزير وئام وهاب الداعم لكل هذا الخط، وسنواجه سوياً، وسنسعى مع سماحة شيخ العقل الغريب الذي يجمعنا جميعاً تحت عباءته، التي نعتبرها عباءة الدروز وليست عباءة تفرقة لدى الدروز، ونحن سنبدأ أيضاً هذا الأسبوع بالعمل الجاد لإعلان لقاء خلدة الذي ندرس خطواته خطوة خطوة والفشل ممنوع، ومهامه حقوق الدروز، ومشيخة العقل والأوقاف والمجلس المذهبي، ومشاركتنا في الحكم في الدولة، فنحن لسنا أبناء جارية في هذا البلد، إذ تمّ بيعنا وبيع حقوقنا منذ العام 1989، وهذا الأمر لن نتعايش معه ولن نقبل به ولن نسلّم به”.
من جهته ألقى الوزير الغريب كلمة، جاء فيها: “جئنا إلى هذه الدار، دار العزة والكرامة، دار العنفوان والإباء، هذه الدار التي أنجبت الأمراء الرجال الرجال، أمراء الحق والبيان، أمراء السيف والإستقلال وأمراء الوحدة الوطنية، جئنا لنؤكد وقوفنا إلى جانبكم يا عطوفة الأمير ولنؤكد على الثوابت الوطنية، التي كنا وما زلنا عليها حيث أننا ثابتون في الموقف وثابتون في المبادىء وثابتون في القرار، أمامنا الكثير من التحديات الوطنية، مع الإشارة إلى الضغوط الإقتصادية والحياتية والمعيشية حيث لم يعد هناك أي مجال لأي ترف سياسي والجميع ينتظر من هذه الحكومة العمل الدؤوب، وستبقى يدنا ممدودة للجميع ضمن حفظ حقوق كافة الأفرقاء، وهذا ما قلته وتقوله دائماً في خطابك يا أمير طلال، الطائفة الدرزية تتطلب منا عملاً دؤوباً وجهداً مشتركاً لإعلاء شأنها وعزتها وكرامتها، كما يتطلب هذا الوطن والمواطن فيه، الذي يرزح تحت أعباء معيشية وإقتصادية هائلة، الكثير منا جميعاً كمسؤولين من كافة الأفرقاء السياسية”.
وختم بالقول: “نشكرك عطوفة الأمير على ثقتك، وقدّرنا الله وألهمنا أن نكون على قدر هذه الثقة والمسؤولية، ووفقنا واياكم لما فيه خير ومصلحة وطننا الحبيب لبنان”.