تسليم وتسلم في وزارة المهجرين أرسلان: لا للمعايير غير الموحدة

وطنية – تمت في وزارة المهجرين مراسم التسليم والتسلم بين الوزير السابق طلال أرسلان وخلفه غسان عطاالله، في حضور المدير العام للوزارة المهندس أحمد محمود ورئيس هيئة الصندوق المركزي للمهجرين العميد نقولا الهبر ومستشار أرسلان المحامي فرحان أبو حسن ورؤساء الدوائر والأقسام في الوزارة وموظفيها وحشد من الإعلاميين.

بداية قال أرسلان: “أنا مسرور جدا فوق أي تصور لتسليم مهام وزارة المهجرين لشخصية مميزة أكن لها كل احترام وتقدير، وتمارس العمل بشفافية، كيف لا وهو ابن الشوف وابن منطقة نعتز ونفتخر بأن نكون من أبنائها، رغم كل المعاناة التي حصلت أيام الحرب المشؤومة والتي نحن ومعاليه بريئان كل البراءة منها ومن نتائجها ومن طرق معالجتها. غسان عطاالله ابن بطمة، عاش مع الناس وعلى الأرض وليس في أبراج عاجية، يعيش هموم الناس وكنا على اللائحة نفسها في الانتخابات الماضية”.

أضاف: “لا أحسده رغم سروري الكبير بهذه المهمة، لأن هذه الوزارة لم تنشأ، والصندوق رغم شكري الكبير للمدير الأستاذ أحمد محمود والعميد نقولا الهبر المشهود له بشفافيته، ولا أنكر كل التعاون الذي أبدوه معي. المدير العام للوزارة كان مؤتمنا وأنا أثق بتعاطيه بهذا الموضوع، وكذلك العميد الهبر، ضمن إمكاناتهما. إنما هذه الوزارة تشبه كل شيء بمفهوم القانون والدستور، ولا تشبه وزارة بمفهوم الوزارات لأنها تخضع كثيرا لمعايير غير موحدة. وحتى إذا كنا نطبق قاعدة الظلم بالسوية عدل في الرعية لا تصلح. ومن أجل أن تكون ذمتي بريئة، فالمهجر هو الذي عانى، وكذلك المقيمون عانوا الأمرين، وسوف تفاجأ معاليك بأن هناك قرى برمتها بعد الإطلاع على تفاصيلها، في الشوف الأعلى مثلا أو في جرد عاليه، أبسط قواعد البنى التحتية ما زالت غير موجودة فيها، وقواعد الألف باء في الإنماء غير موجودة. هذه الوزارة صدر قانون عام 1996 وسمح لها عبر الصندوق المركزي للمهجرين بأن تنشئ بنى تحتية في مناطق التهجير في الجبل، فهل يعقل أن هناك قرى حتى الساعة ليس فيها شبكة لمياه الشفة؟ الجبل دفع كثيرا ولا يزال، وهذه الوزارة، مع احترامنا لكل لبنان وكل معاناة الشعب اللبناني، الهدف من إنشائها هو معالجة مسألة ما حدث في الجبل. تمددت وتوسعت وراحوا يزيدون عليها مناطق أخرى. كل لبنان دمر، لكن هدف هذه الوزارة والصندوق للجبل، ومثل بسيط إخواننا في شرق صيدا الذي تعرض أيضا للتهجير، نرى كيف أن المنطقة هناك بنيت بأقل كلفة بكثير مما صرف على الجبل، فلا عذر عندما نرى قرى شرق صيدا خلال ثلاث سنوات بعد إنتهاء الحرب، قد تمت العودة اليها وإعادة الإعمار والبناء فيها، بينما ما زلنا في الشوف وعاليه كميقيمين وكمهجرين نعاني يوميا فقدان أبسط قواعد الحياة الكريمة التي ليست منة من أحد بل هي من واجبات الدولة”.

وتابع: “إنه ليس ملف طلال أرسلان أو غسان عطاالله أو فلان أو الحزب الفلاني والرئيس الفلاني، إنه ملف يخص السلم الأهلي والوطني في لبنان، والتعامل معه يجب أن يكون من هذه الخلفية. كفى التعامل مع ملفات الدولة على أنها مزرعة سائبة. لا تبنى الدولة ولا مؤسساتها وثقة المواطنين بها إذا ما استمررنا بالأساليب نفسها. أتمنى لك التوفيق ويدنا بيدك. ونحن في كتلة نيابية واحدة ومستعدون للمساعدة، كما أتمنى عليك وأعرف أنك ستنجح، وليس مسموحا لأحد بأن يعطل مسيرتك. وكي تتمكن من النجاح يا معالي الوزير أول نقطة يجب أن تعالجها، مع احترامي للجميع، هي مسألة العلاقة بين الوزير والصندوق، ولا علاقة للعميد الهبر بهذا الموضوع. لا يجوز أن تبقى أنت تأتي بالمال ولا تعرف تفاصيل صرف هذه الأموال. إنها مخالفة لكل قواعد القانون. ونصيحة أخوية، إبدأ ببت هذا الموضوع وإلا سيحصل تأخير، وأنا أعرف أنك ديناميكي ونشيط وتواكب أدق التفاصيل. لذلك العمل لا يتعب منه بل المراوحة في المكان نفسه بهذا الخصوص متعبة”.

وشكر ختاما “مستشاري فرحان أبو حسن الذي واكبني في كل الوزارات التي تسلمتها منذ 30 سنة وحتى اليوم، وفي وزارة المهجرين تفصيليا، وكان يدي اليمنى”.

عطاالله

ثم تحدث عطاالله فقال: “بعد كلام الصديق الكبير، أود أن أختصر ولن أطيل. أشكر الأمير طلال على ثقته بي وكذلك الوزير باسيل، وأقول إننا جئنا الى هذه الوزارة للعمل 24 على 24 بوجود المدير العام الصديق والساعي دائما لحل كل مشاكل الناس. وسنتعاون مع العميد، لكن مشوارنا ليس طويلا، وسوف نحاول تسهيل أمور الناس في أسرع وقت ممكن. الأمير طلال سلمني خارطة طريق عن السنتين الماضيتين لعمله في الوزارة، تختصر نصف العبء علي، ونحن في انتظار أن يصبح ما وعدنا به واقعا، وبالاتفاق مع الرئيس باسيل وكل القوى في الحكومة وحاكم مصرف لبنان من أجل تأمين المال لهذه الوزارة لإقفال كل الملفات العالقة في أسرع وقت، على أمل أن يصبح هذا الأمر واقعا في أقرب فرصة. وسنبدأ بإعادة دراسة كل الملفات بتفاصيلها، وكل صاحب حق سيأخذ حقه، وكل ملف مكتمل سيحول الى الصندوق بأسرع وقت وستتأمن له المبالغ المطلوبة. لا يمكننا إضافة شيء الآن وسنبدأ العمل على أمل أن نعقد مؤتمرا صحافيا للتحدث بالتفاصيل والأرقام. نشكر الأمير طلال على إنجازاته في هذه الوزارة وأطلب من المدير والعميد التعاون لتسهيل الأمور كافة. كذلك نقدم هذا القفل كما وعدنا الناس بأن نقفل هذه الوزارة ونحولها الى وزارة الإنماء لإنماء المناطق والعودة الكريمة للناس وإعادة الحياة الى مناطقها”.

وسئل عن العلاقة بين “التيار الوطني الحر” والحزب التقدمي الإشتراكي وكيف ستكون مع النائب السابق وليد جنبلاط، فأجاب: “إذا ما عدنا عشر سنوات الى الوراء، وخلال التوترات في ما بيننا، كنت وسيطا لتقريب الأجواء، ويمكننا أن نستمر بلعب هذا الدور اليوم. ولا أعتقد أن وليد بك هو ضد حل ملفات الناس والإسراع في إقفال وزارة المهجرين، وبالتأكيد سنتعاون، وأعتقد أن التوترات غيمة صيف وتمر”.

وعن إمكان زيارته المختارة قال عطاالله: “سوف نرى في حينه إذا كان هناك من حاجة. وأهم شيء الآن أن نبدأ بالعمل وننهي كل أمر عالق. فاسم وزارة المهجرين بعد 29 سنة أصبح عبئا حتى على الحكومة. نريد العمل على وضع صورة جديدة للدولة تعطيها صبغة سياحية وإقتصادية جيدة، ونريد توفير فرص العمل وأن نعطي البلد حياة جديدة. فاسم وزارة المهجرين يذكر بالحرب، وواجبنا اليوم بأسرع وقت أن نحول الإسم الى إسم يعطي الناس تطلعات بمستقبل جديد لهذا البلد. وهذا القفل سيبقى على مكتبي ما دمت وزيرا، حتى أتذكر دائما أنني أعمل لإقفال هذه الوزارة”.

وردا على سؤال قال أرسلان: “أنا عملت مع فريق العمل في الوزارة وأشكرهم جميعا وخصوصا المدير العام والعميد الهبر والأستاذ فرحان، وقد أعددنا مشروع قانون لإقفال الوزارة وكان العائق من شقين: المالي حيث لا نستطيع مقاربة موضوع المهجرين من دون تأمين الأموال اللازمة، والمسألة ليست نظريات، من أجل إعطاء الناس حقوقها. أما الشق الثاني فهو سياسي، وأنا قلتها بشكل ملطف على الرغم أن الـLBC تحب أن تدخل في التفاصيل، على قاعدة أن الشيطان يكمن في التفاصيل. عندما ذكرت قرى شرق صيدا وأنها خلال ثلاث سنوات بعد الحرب عادت، فلا مبرر لتبقى وزارة المهجرين 29 سنة، هذا أمر لن نسمح به، ونقولها بكل صراحة هناك أمر غير طبيعي، والقرار السياسي كان مفقودا وعندما وجد القرار السياسي في شرق صيدا، وسوف أسمي الأمور بأسمائها، أي عندما عمل على الموضوع الرئيس نبيه بري والرئيس الحريري الأب وأسامة سعد، عندها تأمنت الأموال خلال سنتين وعادت الناس الى شرق صيدا. فماذا كان ينقصنا في الجبل بعد 29 سنة سوى غياب القرار السياسي الواضح والصريح والشفاف لحل هذه المعضلة التي دفع ثمنها المقيم قبل المهجر، وأنا مسؤول عن هذا الكلام؟ المهجر الذي ذهب وسكن في جونية، مع احترامي له ولمعاناته، هناك حركة إقتصادية في جونية لا تقنعه بالعودة الى الجبل، إنما المقيم الذي بقي في الجبل لا يزال على زراعة البندورة والبقدونس. هناك أمر غير طبيعي في هذا الملف. اليوم لا مشكلة لدي بوجود غسان وبرعاية فخامة رئيس الجمهورية المؤتمن على الدستور وعلى العودة، وأنا أثق بقرار فخامته وتعاطيه الصادق والشفاف بموضوع المهجرين كما تعاطيه الصادق والشفاف بموضوع النازحين والعبء الموجود على البلد إقتصاديا إنمائيا وخدماتيا وتربويا وصحيا وغير ذلك”.

وأعرب عن اعتقاده أن “الأمور ستسير الى الأمام بشكل أسرع، وعلينا أن نحصن الوزير عطاالله، فهو لم يأت ليعطل أو ليضع شوكا في طريق أحد بتاتا. هذا الوزير شاب طامح ولديه عنفوان الشباب والإيمان بالعيش المشترك والسلم الأهلي وبنهضة الجبل، فدعوه يعمل دون وضع عصي في الدواليب، لأن العصي ليست لغسان عطاالله ولا لميشال عون مع حفظ الألقاب ولا لطلال أرسلان. العصي بالدواليب تؤثر سلبا على الناس الذين أصبحنا نشعر بأننا عبء عليهم. فلا يجوز أن يدفع المواطن ثمنا لخلافاتنا السياسية. هذه ليست سياسة إنما تجارة”.

وأخيرا قال عطاالله: “نحن اليوم إذا ما وضعنا معيارا موحدا في هذه الوزارة لكل الناس، فكل الناس ستستفيد وصاحب الحق سيأخذ حقه من أي طائفة، وكل معترض لديه حق. نحن وزارة لكل الناس ولا عرقلة أمام أحد. وكل مواطن يشعر بأن هناك عرقلة في ملفه فليسأل زعيمه، لأننا نحن لن نعرقل. لقد أتينا لحل مشكلات الناس بمعيار واحد الى أي جهة انتموا. القرار موجود لأن لدينا اليوم رئيس جمهورية قرر منذ فترة إقفال هذه الوزارة، وسنعمل على إقفالها، وهناك ثقة كاملة بما يقوله فخامة الرئيس، ونحن سنعمل على تنفيذ هذا الوعد بأسرع وقت ممكن. المطلوب فقط من كل السياسيين في البلد ألا يعرقلوا عمل هذه الوزارة، من أجل الناس ومن أجل إقفال هذه الوزارة بعد 29 عاما، لأن لبنان لم يعد يحتمل وضعه في صورة الحرب وذكرياتها وجراحها. لقد انتهينا من هذا الملف وسنفتح ملفا أفضل وصورة أجمل عن لبنان. وأي تعطيل لهذا الملف هو تعطيل لكل البلد ولحقوق الناس، فالمياه عندما تصل الى الضيعة فهي تصل الى كل الناس، وأتمنى على الجميع تخفيف المحاربة والعرقلة. سنعمل على إنجاز ما يمكن إنجازه في هذه الحكومة وأعدكم في أقرب وقت بأن تلمسوا التغيير. الحكومة كلها شباب وحيوية ومن أول جلسة كان كلام الرئيس واضحا، وهو يسعى لإعطاء طاقة إيجابية لهذه الحكومة، ورئيس الحكومة مهتم جدا بأن تسير المشاريع، وسنبرهن أننا نستحق فعلا المكان الذي نتولاه. الوزارة ستقفل وستنتقل الى نوع آخر من العمل، والموظفون أمانة، دعونا نقوم بهذه النقلة النوعية اليوم ونتساعد جميعنا عليها، والنجاح سيكون للجميع بإذن الله”.