شيّع الحزب الديمقراطي اللبناني و بلدة بعلشميه الشهيد البطل سامر أبي فراج الذي سقط في احداث قبرشمون الاحد الماضي، حضره إلى جانب رئيس الحزب الأمير طلال أرسلان، ممثل عن المرجع الروحي الشيخ الجليل أبو سليمان حسيب الصايغ، وممثل عن المرجع الروحي الشيخ الجليل أبو يوسف أمين الصايغ، وممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصر الدين الغريب القاضي الشيخ نزيه أبو ابراهيم، الأمير مجيد أرسلان، وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، رئيس حزب التوحيد وئام وهاب ممثلاً بنجله هادي، الحاج بلال داغر ممثلاً حزب الله، سلطان فياض ممثلاً التيار الوطني الحر، نبيل أبو نكد ممثلاً الحزب السوري القومي الاجتماعي، طارق بك الداوود، أمين عام الحزب الديمقراطي وليد بركات وأعضاء المجلس السياسي والهيئة التنفيذية ورؤساء الدوائر والوحدات الحزبية، ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية، رؤساء بلديات ومخاتير واهل الشهيد وحشد من الحزبيين والمناصرين الاهالي.
بعد كلمات باسم العائل والحزب واصدقاء الشهيد وقصائد رثاء له، ألقى ارسلان كلمة قال فيها: “بالأمس دفنا الشهيد الغالي البطل رامي سلمان، واليوم ندفن الشهيد المغوار المحب سامر أبو فراج، إنما لن ندفن لا من قريب ولا من بعيد القضية، ومن يعتبر بأن مرور التشييع هو طي صفحة، فهذا الامر من المستحيل أن يتم. نحن طلاب حق والناس لها حق أن تعيش بحرية وديموقراطية، بكرامة واحترام وبعزة نفس وعيش لائق وكريم. الفتنة اشد من القتل، فنحن لسنا اصحاب فتن، إنما نعم، من يتطاول عليه أن يدفع الثمن، هذا هو الحق والا نكون أصبحنا في شريعة الغاب، لا سلطة لا دولة لا قانون لا أمن، وبالتالي تصبح الناس معرضة في أي لحظة، لا سمح الله لما وصلنا اليه منذ اربعة أو خمسة ايام”.
أضاف: “بينكم اليوم شهداء احياء، وعلى رأسهم رفيقنا وعزيزنا ابن البيت الذي ذبح اهله، لم يعرف والده فكان عمره ثلاث سنوات، أخي الوزير صالح الغريب الشهيد الحي. أخي ورفيق دربي المخلص الامين الوفي لواء جابر هو أيضا شهيد حي وأكثر من ثلاثين لن اسميهم الان هم شهداء أحياء. نحن بماذا نطالب؟ وما هي الجريمة اذا كنا نطالب بإحالة القضية على المجلس العدلي؟ أنطالب نحن بمحكمة دولية؟ أوليس المجلس العدلي هو جزء لا يتجزأ من الجسم القضائي اللبناني؟ إنما نعم وسأقولها بكثير من الصراحة، باللف والدوران والزوربة التي تحصل عندنا في هذا البلد، في الاجهزة الصغيرة ممكن أن يطلع معهم أن سامر ورامي ممكن أن يكونا انتحرا، نعم ثقتنا وصلت الى هنا بالدولة. وطبعا أنتم تعرفون ذلك وتعيشون هذه الظروف. في حملة الفساد يمسكون قاضيا أو اثنين أو ثلاثة، وبالتوازن الطائفي أو المذهبي وكأن الحرامي له مذهب وله دين، بينما الكبار لا يقترب منهم احد، فنحن معنا لا تمشي الامور هكذا، كل القضايا الكبرى التي حصلت في البلد أحيلت على المجلس العدلي ومنها قضية استشهاد الشهيد صالح العريضي سنة 2008، وأحيلت على المجلس العدلي. لماذا لم تقم القيامة عندها ولماذا الآن؟”
أضاف: “البارحة تحدثنا في الرملية واليوم في بعلشميه. سأوجه كلمة صريحة وواضحة وأحمل مسؤولية، واطالب وأناشد باسم الجبل وباسم بني معروف ووأدا للفتنة، لسنا على استعداد لأن يقتل أولادنا في الجبل مهما كان انتماؤهم السياسي. الاهل الذين يربون ويعلمون اولادهم ليسوا على استعداد لأن يقتل اولادهم على الطرقات، فهذا عار على كل مسؤول أو من يدعي حسه بالمسؤولية. نحن واجباتنا أمن المجتمع وسلامة المجتمع وواجباتنا أن نتقيد بحكمتنا الشريفة وبتوحيدنا الأصيل ومرجعياتنا الدينية الكريمة، فلا كلمة المشايخ تحترم ويقبل بها، ولا القانون يحترم ويقبل به ولا الدستور يحترم ويقبل به، ولا شريعة التوحيد بصدق اللسان وحفظ الاخوان تحترم، فالى أين سيذهب الناس والى أين نوصل مجتمعنا؟”
وتابع: “يوم ننام لننهض صباحا حتى نقاتل المسيحي، وعندما ننتهي وننام لنحرض اولادنا واهلنا على السني، واليوم الثالث نحرضهم على الشيعي والرابع على سوريا والخامس على طلال ارسلان، كيف نعيش معا؟ أي سياسة وأي حكمة وأي عقل وأي اتزان يقبل بهذا الشكل استباحة المقدسات والخصوصيات؟ انتهت الحرب، واذا لم تنته الحرب علينا الوقوف بجرأة وليس بمواربة ونقول إن الحرب لم تنته. شبابنا يقتلون من اجل ماذا؟ ما هي القضية؟ إن حبلت بمصر تلد عندنا، هكذا نحن تربينا؟ الخلاف في السياسة عند الدروز ليس جديدا، فالخلاف السياسي منذ أن قال “كوني فكانت” ومنذ الدعوة يوجد آراء سياسية مختلفة. “بدا هلقد” صار هناك مفاتيح وبوابات! نحن بأي عصر نعيش؟ انظروا العالم أين صار وأين نحن؟ لا أحد منا الا وتعب على اولاده، ولم يترب احد الا بكفاح ونضال أهله وربما انهم اضطروا لأن يبيعوا ارزاقهم ويهاجروا من اجل لقمة عيش كريمة حتى يعلموا اولادهم تعليما صحيحا، بينما نحن نعرض حياتهم للموت على الطرقات”.
وقال: “أطالب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري ورئيس الحكومة الاستاذ سعد الحريري، بأن يعوا مخاطر ما حصل، فأي تلكؤ في هذا الموضوع، لا يحمل احد المسؤولية للآخر، نقول ورغم أن الغريم معروف، ولكنني أتحفظ، أتحفظ حتى أرى قرار الدولة باحترام نفسها قبل احترام الناس. احترام نفسها بتحويل الملف على المجلس العدلي، وبعد تحويله نحن جاهزون لأي شيء، ضمن القواعد والأصول التوحيدية الاصيلة وضمن حق تنفيذ القانون، بحق كل من تطاول على دم الناس وعلى حق الناس وكرامة الناس. لسنا مضطرين لكي نصل إلى وقت نقول للناس بان تحمي نفسها، فنحن لسنا كذلك ولا نطالب بذلك، لأجل ذلك نقول فلتتحمل الدولة مسؤوليتها كاملة في إحقاق الحق. فلا رامي سيرجع ولا سامر سيرجع، نحن عقيدتنا متينة ومؤمنون ومسلمون وراضون، إنما رأفة بالآتي، إذ بدأت الفتنة في الخلوات وانتقلت الى حاصبيا ثم الى راشيا والجاهلية والشوف الاعلى وعين دارة والشويفات، والبارحة انتقلت الى قبرشمون والبساتين، فهل الدنيا “فلتانة”؟”
أضاف: “هذا الجبل، من يقول له خصوصية، نعم له خصوصية فلنتفق عليها، ما هي هذه الخصوصة؟ هي خصوصية العيش الوطني الكريم، هي خصوصية العيش المشترك الكريم، خصوصية أنها المنطقة الوحيدة في لبنان التي فيها مثال للعيش المشترك بين كل من يحمل الهوية اللبنانية، وهذه هي خصوصيتنا. آمل عدم التلكؤ في هذا الموضوع، وبعد اليوم عندما ننتهي من مراسم دفن إبننا سامر، أخوته اخوتنا ووالده والدنا وأخواله أخوالنا وعائلته عائلتنا، وبعلشميه ضيعتنا والجبل عريننا. ولنا شرف الانتماء الى هذا المذهب الشريف منذ يوم الدعوة وحتى اليوم، ضميرنا مرتاح ونريد أن نعيش بكرامتنا، ونطالب بأن يحترم كل فرد بإنسانيته كإنسان وحريته كإنسان وله الحق الطبيعي بالعيش الكريم، فالعيش الكريم ليس حكرا لفلان غير فلان”.
وتابع: “سامر أثارك وأقدامك التي داست جبل الشيخ وحضر وعرنة والمجدل وغيرها من قرى السويداء وجبل الشيخ، وصورك عندي التي كنت ترسلها لي أنت ورامي، حيث كنتما تدافعان عن كرامتنا على حدود الجولان. دمكم أمانة في رقابنا كأخوة ورفاق، في حزب واحد إنما دمكم في رقابنا كموحدين وكجبل، ودمكم أمانة في رقبة كل لبناني من الرئاسة الأولى الى الرئاسة الثانية. وكل من يتعاطى بخلفية سياسية في هذا الموضوع سنكون له بالمرصاد، كائنا من كان، لا شمسية فوق رأس أحد”.
وختم ارسلان: “هذا موقفنا اليوم. سننتهي من التشييع إنما معركتنا لاحقاق الحق ستبدأ بعد دفن سامر أبو فراج احتراما لعاداتنا وتقاليدنا، ورغبة مشايخنا الافاضل. وإن شاء الله ألا نعزي بعضنا بعضا بغال، وان كان الموت حقا علينا جميعا، وان شاء الله ألا نضطر لتعزية والدة بولدها ولا والد بولده وتكون خاتمة الاحزان للجبل ولأهلنا الكرام في لبنان وفي كل المناطق”.
ختاماً وبعد تأدية التحيّة الحزبية للشهيد، أقيمت الصلاة عن روحه ووري جثمانه الثرى في جبّانة العائلة.