أرسلان لل mtv: آن الآوان ليتحرّر الدروز من الإقطاع المالي والسياسي

تشهد الساحة السياسيّة هدوءاً حيناً وتصعيداً حيناً آخر، بوتيرةٍ تفرضها الملفات والحسابات والتسويات. وحدها الساحة الدرزيّة تبقى في حالة غليانٍ دائم، منذ ما قبل الانتخابات النيابيّة، في اشتباكٍ كلاميّ، وأحياناً ميدانيّ، مستمرّ.

أما دارة خلدة فتعتبر نفسها في موقع ردّ الفعل، أو الدفاع عن النفس، ضدّ ما يصفه “المير” بـ “عقدة وليد جنبلاط، وهي رفض كسر الأحاديّة الدرزيّة”.

في زمن كورونا، يخرج رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان من الحجر الكلامي. المناسبة هي الردّ بالمباشر، في حوارٍ مع موقع mtv، على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

يقول ارسلان، بلهجة عالية النبرة طبعت الكثير من إطلالاته: “اعتاد جنبلاط، منذ ثلاثين سنة، أن يستغلّ السوريّين والأجهزة الأمنية السورية بالتحديد لتطويقنا واحتكار الوضع الدرزي، ولسنا نحن من قُدِّم له لسنوات منزل في المزّة على حساب الدولة السورية ثم انقضّ عليها”.

ومن سين سوريا ينتقل ارسلان الى سين السعوديّة، ليتحدّث عمّا يسمّيه “استغلال جنبلاط علاقاته بالمملكة ومن ثم طعنها”، ويتابع: “والأمر سيّان بالنسبة الى علاقته بالجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله ثم الانقضاض عليهما في الداخل والخارج”.

من عرض الماضي يصل ارسلان الى الحاضر، ليواصل هجومه المباشر على جنبلاط الذي “يحاول استخدام رئيسي الجمهوريّة والحكومة، على الرغم من التناقض معهما، لاحتكار التعيينات”.

ويضيف، باللهجة المرتفعة نفسها: “آن الأوان ليتحرّر الدروز من الاقطاع المالي والسياسي،

فهناك كفاءات درزية ليست مضطرة لطرق ابواب الاقطاع للوصول، وهناك الاف الكفاءات من العار التعاطي معها بخفّة وذلّ”.

ويروي ارسلان: “مئات من أبناء العائلات الدرزية باع اهاليهم ارزاقهم وعقاراتهم لتعليمهم في لبنان والخارج ليخرجوا من سياسة الاقطاع التقليدي، ومن المؤسف أنّنا اصبحنا مضطرّين لتوضيح بعض الحقائق للرأي العام”.

ويكشف: “لسنا نحن من اتصل بـ (وزير الداخليّة والبلديات) محمد فهمي وبالمسؤولين لإعاقة تعيين قائد الشرطة القضائية الذي لا يزال منصبه شاغراً منذ شهرين، بينما نطالب باعتماد الاقدميّة لفتح المجال امام جميع الضباط الدروز في قوى الامن والجيش وباقي القوى الامنية للوصول الى حقوقهم الطبيعية، علماً أنّ جنبلاط نفسه من وضع هذا المعيار في رئاسة الاركان ويريد الآن كسره في الشرطة القضائية وباقي المؤسسات”. وسأل: “ألم نتعلم شيئاً من ١٧ تشرين؟”.

وشدّد ارسلان على أنّ “جنبلاط يتناقض في مختلف سياساته، وهذا جوع عتيق لم تسدّه الايام والسنوات”.

وقال: “نتفاجأ بتكليف (النائب اللواء) جميل السيد اكثر من مرّة للتوسط معنا وأخيراً تكليف أحد المقربين لديه، ثم ينقلب جنبلاط على الجميع… هذه السياسة اصحبت مكشوفة لدى الجميع، ولن تمرّ، وأصبحت من الماضي”.

وأشار ارسلان، من دون أن يخفّف من لهجته المرتفعة الى أنّ “أيّ خلل في التعاطي بالشأن الدرزي سنكون له بالمرصاد، وليس لأحدٍ الحقّ، مهما علا شأنه، أن يبيع ويشتري في هذا المجال”.

وختم: “مشكلة وليد جنبلاط ليست مع رئيس الجمهوريّة والعهد ولا مع رئيس الحكومة ولا مع حزب الله… مشكلته تختصر بكلمتين لا ثالث لهما: طلال ارسلان”.