استقبل رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان بدارته في خلدة، وفداً من عائلة المقدّم في الأمن العام داوود فيّاض يتقدّمه مشايخ من العائلة وفعاليات وأقرباء وأصدقاء، بحضور نجله مجيد أرسلان، عضو المجلس السياسي ومدير الداخلية في الحزب لواء جابر، مدير مكتب أرسلان أكرم المشرفية ورئيس دائرة الجرد في الحزب نبيه الأحمدية.
بعد كلمات ألقيت باسم الوفد شكرت أرسلان على وقوفه إلى جانب العائلة والمقدّم فيّاض في الظروف الصعبة التي مرّوا بها خلال توقيفه بقضية انفجار مرفأ بيروت لما يزيد عن 10 أشهر، ونوّهت بالمواقف التي أطلقها مطالباً بإحقاق الحقّ والعدالة؛
تحدّث أرسلان فقال: “الجرح والنزيف والاجرام الذين حصلوا نتيجة انفجار المرفأ، نحن والمقدم فياض في مركب واحد تجاههم، وكما شعرنا باشمئزاز وأسف ووجع فهو كذلك، وما أصابنا من ألمٍ أصابه وأصاب جميع اللبنانيين، والمقدم فياض أدّى واجباته الوظيفية على أكمل وجه، وبعد أن جرى توقيفه ظلماً تابعنا الموضوع منذ اللحظة الأولى، وطالبنا بإخلاء سبيله ليس من باب إخلاء السبيل فقط، أو باعتباره مرتكباً ومذنباً وأردنا إخلاء سبيله، بل من باب تحقيق العدالة، حيث أنّ إخلاء سبيله كان جزءاً من عدالة التحقيق، وجميعنا يريد معرفة من المسؤول وكيف حصلت هذه الجريمة بحق بيروت واللبنانيين”.
وتوجّه بالشكر إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي “تابع معنا لحظة بلحظة هذا الموضوع، من باب التأكيد والإصرار على ضرورة إحقاق الحقّ والعدالة”، وأكّد أن “هذه المتابعة لم تكن من باب الوساطة، بل كانت لتثبيت العدالة ومسارها بالإطار الصحيح، مع الثقة الكبيرة في القضاء المختص بالملف”.
وحول المستجدات الداخلية، أشار أرسلان إلى أنّ “الأزمة طويلة ولا أحد يملك الحلول الجدية والجذرية، لأن العقلية في إدارة الدولة ما زالت كما هي، والدولة نهبت وانكسرت وأفلست خزينتها كما سرقت أموال الناس والمودعين، وبالتالي النعيم الذي كنّا نعيش فيه كان وهماً وليس ملموساً أو ضمن خطة ملموسة تحافظ على استمراريته، والسياسات المالية والإقتصادية والنقدية التي كانت قائمة أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه اليوم”.
وأكّد ضرورة الوصول إلى تأليف حكومة إنقاذية اليوم قبل الغد، إلاّ أن أي حكومة ستتألّف لن يكون أمامها حلول جاهزة بانتظار البدء بها لمعالجة الأزمة الحاصلة، وحتى اللجوء إلى صندوق النقد الدولي، فهي خطوة صعبة وصعبة جداً نتيجة شروطه القاسية علينا كلبنانيين، والتي تبدأ بتحرير كامل لسعر الصرف، ورفع كلّي للدعم عن كل السلع والمواد، علماً أننا نطالب بترشيد الدعم وليس برفعه بشكل كامل، ولا تنتهي بتخفيض عدد موظفي القطاع العام إلى النصف”.
وختم أرسلان بالقول: “إنّ تشبيه ما يحصل في لبنان ومقارنته مع اليونان وقبرص وغيرها من الدول هو أمرٌ بعيد عن الواقع، حيث أنّ اليونان أقرّت اصلاحات وخطّة استمرت لحوالي 10 سنوات لكي تخطّت أزمتها، وبدعم مطلق من الإتحاد الأوروبي؛ وثمّة من يقارن الوضع بما حصل في مصر بعد تعاونها مع صندوق النقد الدولي على مدى 3 سنوات لتخطّي أزمتها، وهذا أمر صحيح، إلاّ أن الحكم الرئاسي في مصر سمح للرئيس السيسي باتخاذ اجراءات قاسية على مدى 3 سنوات لتخطّي الأزمة، إنما في لبنان لا صلاحيات لرئيس الجمهورية، ولا دولة إلا في الشكل، ولا نعرف لمن نحمّل المسؤولية، ولهذا نكرّر ما نقوله دائماً أن أزمتنا هي أزمة نظام وليست أزمة حكومات واستحقاقات، ولا بدّ من إيجاد صيغة جديدة للنظام كي نستطيع أن نحكم أنفسنا ونخرج من الإنهيار الكبير”.