أدى الرئيس السوري بشار الأسد، ظهر اليوم، اليمين الدستورية لولاية رئاسية جديدة في حفلٍ أقيم في قصر الشعب الرئاسي في دمشق أمام أعضاء مجلس الشعب وعدد كبير من الشخصيات.وافتتح الأسد كلمته بعد أداء القسم الدستوري متوجهاً إلى السوريين فقال: «أيها السوريون الشرفاء أيها الشعب الحر الثائر ثلاث سنوات وأربعة أشهر عندما قال البعض نيابة عنكم «الشعب يريد» نعم الشعب أراد… الشعب قرر… الشعب نفذ». وأضاف أن «البوصلة عادت واضحة عند كثير ممن غابت عنهم الرؤية جهلاً أو تضليلاً وانكشفت الوجوه القبيحة على حقيقتها بعد أن سقط عنها قناع الحرية والثورة لتعمل أنيابها في الجسد السوري قتلاً وتدميراً وأكلاً للقلوب والأكباد ونحراً للرقاب وقطعاً للرؤوس».
وتابع: «لم يتركوا وسيلة قذرة إلا واستخدموها. لم يتركوا طريقاً شاذة أو منحرفة إلا وسلكوها وفشلوا»، مؤكداً أن «الانتخابات لم تكن مجرد عملية سياسية إجرائية كما هي الحال في أي مكان في العالم بل كانت معركة كاملة الأبعاد وسخرت كل المعارك الأخرى من أجل ربحها».
وقال الأسد: «كانت الانتخابات معركتنا للدفاع عن السيادة والشرعية والقرار الوطني وكرامة الشعب وكانت المشاركة الكبيرة استفتاء لصالح السيادة ضد الإرهاب بكل أشكاله»، مضيفاً «لقد أسقطتم بأصواتكم الإرهابيين وأسقطتم معهم العملاء من السوريين الذين شكلوا لهم غطاء سياسياً وأسقطتم بذلك أسيادهم أصحاب المشروع بكل ما فيه من دول كبرى وأخرى تابعة منقادة من مسؤولين وأصحاب قرار يملون ويأمرون وامعات يملى عليها وتنصاع وتنفذ». وأوضح أن «هذا الانتصار الذي لم يكن ليتحقق لولا دماء الشهداء والجرحى وعائلاتهم الصابرة الصامدة العاضة على الجرح. لولاهم جميعاً لما حمينا البلاد والدستور والقانون والمؤسسات وبالتالي سيادة سورية ولما كنا هنا نتحدث هذا اليوم».
وأكد أن «الحرب التي تخاض ضد الشعب السوري حرب قذرة وبالرغم من كل الظلم والآلام التي أصابت كل بيت في سوريا وبالرغم من كل الدماء والدمار لم يقرر هذا الشعب الاستسلام أو الخنوع.. فنحن شعب تمنحنا قسوة الظروف المزيد من الصلابة وتدفعنا الضغوطات إلى المزيد من التحدي ونواجه محاولات الإذلال بالمزيد من الأنفة والكرامة والعزة والثقة بالنفس».
وتعليقاً على ما يحصل في المنطقة بالأخص في العراق قال الأسد إن «من نفس المنطلق حذرنا من أن المخطط لن يقف عند حدود سوريا، حينها قال البعض أن الرئيس السوري يهدد العالم لمجرد التهديد، وأليس ما نراه في العراق اليوم وفي لبنان وفي كل الدول التي أصبها داء الربيع المزيف هو الدليل على ما حذرنا منه؟ وقريباً الدول التي دعمت الارهاب ستدفع الثمن غالياً، وسيدركون أن المعركة التي نخوضها هي للدفاع عن الكثير من الشعوب نتيجة القصور عند سياسييهم وقلة استيعابهم لمنطقتنا وسبل التعاون مع شعوبنا».
وتابع الأسد قائلاً «هل كان علينا أن ننتظر سنوات لنكشتف أن استغلال الدين والإرهاب وجهان لعملة واحدة؟ لم تكن تجربة الاخوان الشياطين في الثمانينات كافية»، مضيفاً: «هم أخوان الشياطين لأن القتل والفساد والفتنة من وساويس الشيطان».وفي ما يخص الربيع العربي شرح الأسد: «لو كان الربيع العربي حقيقياً لنطلق من دول التخلف العربية، ولو كان ثورة شعوب لكان انطلق من أكثر الدول تخلفاً واستبداداً، تلك الدول التي كانت وراء كل هزيمة وكان وجودها أهم انجازات الغرب واسرائيل، فأين الحمية التي أظهروها للشعب السوري، ولماذا لم يدعموا غزة بالسلاح وأين هم مجاهديهم ولماذا لم يرسلوهم الى غزة للدفاع عن الشعب الفلسطيني؟».
وتنتهي ولاية الأسد الحالية في 17 الشهر الجاري، وتبدأ ولايته الجديدة في اليوم التالي بحسب الدستور السوري، حيث يجب أن يبدأها بالقسم الرئاسي أمام مجلس الشعب وإلقاء خطابه الأول للمرحلة المقبلة ليحدد رؤيته وسياسته التي سيعمل على تنفيذها خلال مدة ولايته