أقام الدكتور عصام شرف الدين وفاعليات مدينة عاليه حفل تكريم لرئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان لمناسبة انتقاله الى مقره الصيفي في مدينة عاليه، في لقاء شارك فيه الوزير مروان خير الدين وفاعليات سياسية وروحية واجتماعية واقتصادية وبلدية واختيارية وحشد من ابناء المدينة والجوار.
شرف الدين
بداية، ألقى شرف الدين كلمة، قال فيها: “لقاؤُنا اليوم في حضور الأمير طلال يتسِم بأرقى معاني الوفاء”، وأشار إلى أن “عاليه ستبقى وفية لتاريخ خط سطورَه بطل الاسقلال المغفورِ له الأمير مجيد أرسلان، من عاليه إلى بشامونْ الى خلدة إلى المالكية في معركة الشرف والبطولة”. وأضاف: “جذوركم ضاربة عميقاً في تربة عاليه وهي لاتنسى ولا الجبل ينسى ولا الضاحية ولا كل لبنان كم بذلتم من تضحيات في مراحلَ صعبة ودقيقة، فكنتم صمَّام أَمان وما زلـتم يوم مَدَدتـم جُسورَ التواصل بينَ جميعِ القوى المتخاصمة”.
وأكد شرف الدين أن “عاليه، وبوجودِكُمْ ستبقى المثال في تَنَوعِ مشاربِــــِها ونموذجاً مُصغراً للبنان الواحد الْمُوَحَّد بِسائرِ مكوِّناتِهِ الاجتماعية والسياسية”، لافتا إلى “التمسك بالقيم التي زرعتُمُوها لنحصد مواسمَ الخيرِ والأمل بوطن حر ديموقراطي تسوده قيم المساواة والعدالة”.
أرسلان
وقال أرسلان: “كنا نقول اننا غدا نتفق على حكومة وبعده على قانون انتخاب وبعده على رئيس جمهورية وبعده ايضا على إدارة مالية واقتصادية للبلد، والكل يعرف في حقيقة نفسه أن لبنان ما عانى يوماً لا أزمة حكومة ولا أزمة رئاسة ولا أزمة حكومات متعاقبة، لبنان يعاني ضعفا مخيفا وفسادا في نظامه السياسي، هذا النظام الذي بات غير قادر على ادارة الازمات التي نواجهها، فإلى متى سنظل نكابر ونقول أن “الطائف” لا يُمس؟”. واضاف: “أنجز اتفاق الطائف على مقاس الادارة السورية في لبنان، وقد سقط عند خروج السوريين من لبنان، وأكبر دليل أنه منذ العام 2005 لغاية اليوم لا نتمكن من تشكيل حكومة كما يجب، ولا انتخاب رئيس جمهورية كما يجب، ولا نستطيع اجراء انتخابات نيابية، وفي كل مرة ننتظر ونبقى سبعة أو ثمانية أشهر وسنة وسنة ونصف السنة في حالة الفراغ على مستوى الحكومة ورئاسة الجمهورية”. وتابع أرسلان: “الآن، وحيال هذا الواقع نسمع في وسائل الاعلام أن الرئاسة في ايلول او في تشرين، أو الرئاسة بعد النصف الاول من العام 2015، من يحدد متى الرئاسة؟ في المنطق العقلي هو الدستور، في منطق ميزان القوى القائم في لبنان منذ العام 2004 أي منذ عشر سنوات الى الآن، هو التوازن الاقليمي والدولي، بمعنى انه اذا لم يكن هناك اتفاق ايراني – سعودي لن يكون هناك رئيس للبنان. ومن ثم هل سأل أحد لماذا بقينا سنة ونصف السنة من دون حكومة وبقينا في تصريف الاعمال، ماذا حصل؟ نمنا مساء واستيقظنا صباحا وبقدرة قادر أصبح لدينا حكومة، (الرئيس) تمام سلام كلف بتشكيل حكومة وبعد نحو سبعة أشهر نمنا واستيقظنا على حكومة في البلد، ومن ثم نسمع “الطائف” لا يمس، ما هو “الطائف”؟ “الطائف” شجع وحمى الفساد وأفسد الطبقة السياسية في البلد قبل غيرها، ماذا فعل “الطائف”؟ هو جاء نتيجة تسوية اقليمية وضعت بشروط معينة، كان المطلوب في “الطائف” أن يكون هناك مايسترو، وهذا المايسترو خرج من لبنان، والناس أنفسهم الذي أنجزوا “الطائف” وأعطوا ادارة البلد 30 سنة للسوريين، هم انفسهم الذين أرادوا خروج السوريين والحفاظ على “الطائف”، كيف جمعوا هذا مع ذاك لا أحد يعرف؟”. وقال: “اليوم تتعرض المنطقة الى اخطر ما يمكن ان نشهده بما يسمى بدولة “داعش”، الخلافة الاسلامية في العراق وسوريا، ومن ثم يقولون المطلوب هو أنظمة ديمقراطية، ولكن الديمقراطية في مفهومنا هي ثقافة قبل ان تكون ممارسة، من يحدد مفهوم الديمقراطية؟ هذه سوريا تحت شعار الديمقراطية حكمنا جبهة النصرة وداعش فينا، هذه مصر تحت شعار الربيع العربي جاء الاخوان المسلمون، هذه ليبيا واليمن وتونس، ما يحصل تحت شعار الربيع العربي هو المزيد من التفتيت، واستبدال ما يسمى بالقومية العربية بمذاهب اسلامية”.
ولفت أرسلان إلى أن “موجة التكفير جاءت ونمت على انقاض ما كان يسمى بالأمة العربية الواحدة والقومية العربية العابرة للطوائف والمذاهب والاثنيات فاذا بنا اليوم نعود الى عصر ما قبل الجاهلية واذا أكملنا هكذا سيكون الآتي أعظم”. واستطرد: “نأتي الى لبنان فنجد أن الكل ينتظر التسوية الخارجية لتعكس نفسها على التسوية الداخلية، لان في لبنان ليس ثمة من يمسك بالقرار، لماذا لا نعترف بهذا الواقع؟ لماذا نظل نكابر؟ تحت شعار السيادة والحرية والاستقلال، طار ما تبقى من حرية وسيادة واستقلال، وأكبر دليل اننا لا نستطيع انتخاب رئيس جمهورية، كيف تكون السيادة والحرية والاستقلال؟ لا اعرف”.
وختم ارسلان بأنه “ضمن هذا المقياس، لبنان سيد حر مستقل، شعار ولا اجمل، ولنأتِ على التطبيق فالمضمون فارغ بالكامل، فأمام هذا الواقع ما عاد هناك ما يحمي لبنان ككيان الا نظام سياسي متين”.
بعدها، أقيم حفل عشاء على شرف أرسلان.