“الفيل في الغرفة” تعبير مجازي شاع استخدامه في انكلترا أولاً، ويستخدم عندما يتم تجاهل الحقيقة الواضحة أو المشكلة البارزة.
لا يمكن لأي شخص مهما كان قليل الملاحظة أن يغفل عن وجود الفيل في الغرفة. الاشخاص الذين يتظاهرون بعدم وجوده هم في الواقع يتجنبون التعامل مع قضية كبيرة وخطيرة أو هم “عملاء الفيل”.بشكل عام يصل ارتفاع الفيل الى 4 امتار ووزنه الى 7000 كلغ، وبشكل خاص الفيل اللبناني أكبر من ذلك بكثير، حجمه ووزنه بإرتفاع مستمر ومرشح ليصبح بحجم الوطن.
وبالرغم من ذلك قلة هم الذين يعترفون بوجوده وبضرورة التخلص منه قبل أن يتضخم ويبدأ بتحطيم كل شيء.كبر الفيل واليوم انتقل الى بلدة عرسال ليوقع الخراب والدمار والشهداء في صفوف الجيش والمواطنين. عندما كان صغيراً دخل خلسة الى مجلس النواب عندما مدد لنفسه، والى مجلس الوزراء عندما تغاضى عن تعثر السلطة التنفيذية، والى القصر الجمهوري عندما حل فيه الفراغ.
دخل الفيل من قصة ألف ليلة وليلة الى سلسلة الرتب والرواتب، ومن قصة ليلى والذئب الى النازحين السوريين في لبنان وجبهة النصرة والداعش، ومن كذبة الوفاق الوطني والعيش المشترك الى الامن بالتراضي، ومن الاقتصاد الضرير والسياسة الضعيفة وقصة “آنّا كرنينا” وطواحين الهواء الوهمية. فأصبح لكل طائفة في لبنان طواحينها الخاصة ولكل حزب مهندس طواحين.قلة الشفافية، غياب الرقابة والمحاسبة، سكوت الشعب عن الفساد العام، تفكك المجتمع المدني لأسباب مناطقية وطائفية وحزبية، وبدعة الأمن السياسي بالتراضي، وقائع مُعاشة قدمت للفيل أفضل أنواع العلف.
نحن ومن يمثلنا في مجلس النواب بحاجة أن نعترف بوجود المشكلة وربما على السلطة المتخصصة صاحبة الشرعية أن تعلن حالة الطوارئ وتدعو مجلس النواب فوراً الى اجتماع تاريخي يقر بوجود المشكلة وضرورة اقتلاعها من الجذور، وبتفعيل المؤسسات الدستورية فوراً ووقف بدعة الأمن بالتراضي وإقرار الأمن بالقانون وفصله عن السياسة وإقفال جميع المعابر الحدودية غير الشرعية، ومن ثم البحث والتشاور بين السلطات المعنية كافة ومن ضمنها المواطن (مصدر وغاية كل سلطة) لصياغة الحلول والبحث في كيفية التطبيق