كتب المحامي رمزي حلاوي** للديمقراطي اللبناني للاعلام :
تتسارع وتيرة الأحداث لحظة بلحظة ،حتى صبحنا نتعامل مع الوقائع بندا بندا ونعالج الأزمات مرحلة مرحلة ،ففي لبنان هناك مشاكل كون في وطن ،سندات خزينة لكل دولة تستخدمها عند كل حالة إعسار سياسي مستشرف يهدد عظمتها ودورها ،بحيث تنام البلاد على خبر وتستيقظ على أذمة ليست في الحسبان ،سياحة مرحلية حيث صبحنا نشهد سواح ما يلبثوا أن يصلوا إلى مطار بيروت حتى يعودون أدراجهم إلى أوطانهم بفعل حدث غير متوقع ،حتى أنهم يحجزون ويلغون الحجز ويعودون ويحجزون فبفعل عامل أجنبي تنفجر الساحة المحلية لتعلق سياحتهم إلى لبنان على شرط عودة السلم والإستقرار والأمان.الإستثمارات رتبت حقائبها وغادرت لبنان، والعقارات ينخفض الطلب عليها بفعل تجميد الأموال في أيدي مالكيها خوفا من شبح الفتن المتنقلة والحرب الكونية التي تقترب رياحها من سماء لبنان وبالتالي لأنهم غير جاهزون لمغامرة ليست أيضا بالحسبان، رياح هذه المرة بفعل إرادة إلهية تهب و تختفي بعيدا عن سماء لبنان ،إفادات مدرسية تمنح لطلاب لبنان في خطوة جبارة صعبة لمعالي الياس السامي الإحترام خوفا على مصير مجهول ينتظر هؤلاء وفي المقلب الأخر هناك أهالي تنتظر زودة 121% على رواتبهم في سلسلة من المسرحيات والأفلام والمناقصات والمزايدات ،حيث لم ولن يجرؤ أحد على وضع بصمة النهاية خوفا من إنهيار إقتصادي يهدد الكيان ،هذا من جهة أما من جهة أخرى فهناك هيبة منقوصة لوطن إسمه لبنان بتعرضه لعمل إرهابي جبان في قطعة من سماء لبنان إسمها مدينة المقاومة والشرفاء عرسال ،تلك المددينة التي تشكل 5% جغرافيا من مساحة لبنان لا بل أكبر من قطاع غزة ،يضربها الإرهاب بإعتداء على الجيش اللبناني عبر مؤامرة قوامها تواطىء محلي وأجنبي وعربي في آن ،حيث دامت المعارك لأيام وبسحر ساحر بعد تعربد المسلحين المرتزقة في عرسال بأحيائها وشوارعها ،وبعد ان كانت إمارة عرسال تعلن ،حتى جاء القرار بالإنسحاب نتيجة عاملين الأول هو تفاجىء المرتزقة الإرهابين بباسلة جيش لم يكن له هذا الحساب وبسالة غير متوقعة في الذود عن لبنان ،بفعل إمتزاج دماء خلدون حمود ذاك الشهيد من بلاد وادي التيم إبن راشيا مع إبن بيروت البار العقيد نور الجمل مرورا ومرورا بأبناء عكار،عكار الخزان الوطني للذود عن كل لبنان ،والعامل الأخربفعل سحب تلك الورقة من طاولة القمار الدولية نتيجة حصاد الأهداف من جراء الإنقلاب المنظم الجبان، وتمرير التسويات في بلاد العم السام .عرسال تتحرر بعد أيام والمرتزقة الإرهابين يأسرون أكثر من ثلاثين بطلا ً غدرا وتواطئا من الداخل والخارج ،ليقبع لبنان أمام تلك الوقائع على بركان سيفه ذو حدين إما الذوبان في مشروع الشرق الأوسط الجديد المقنع بدولة المؤمرات وإما الإنتصار . أما والملف الوطني الذي يهم كل الوطن ويجعل من قلوب الأباء والأمهات والإخوة والأخوات والأبناء والأحفاد تذوب شوقا لعودة الأبطال ،ثلاثون بطلاً مقاوما يمثلون كل بقعة من لبنان ،يأسرون في كمين غادر وبفعل خيانة ذوي القربة،لتبدأ حمامات الدم الإجرامية التي لم تشهد البشرية ببشاعتها بفصل رأس إنسان عن جسده وليس الإكتفاء بالذبح المتعارف عليه فقط إجراميا ً ،وتبدأ المساومات من جهة أخرى على دماء الشهيدين إبن الشمال المقاوم سني المذهب وعربي الهوى ولبناني الهوية شهيد الجيش اللبناني وكل الوطن علي السيد ،فهبت عكار حزنا ودمعا على فقيدها المغوار ،ويعلن الوالد علي قربان في سبيل الوحدة والوطن ،ليأتي الجواب بعد يأس سريع من المرتزقة بقطع رأس مدلج إبن البقاع والسهل الشهيد عباس مدلج شهيد الجيش والوطن ليسهل طريق فتنة مذهبية ظنها المرتزقة أنها ستأخذ طريقها سريعا ويعلن لبنان إمارة ساقطة في دولة الإرهاب والمؤامرات ،حتى يأتيهم تعانق الشمال والبقاع بدماء علي وعباس ،بزيارة الشمال إلى البقاع برسالة تضامن ووحدة من والد الشهيد علي بجانب والد الشهيد عباس ،أن طائر الإسلام سيبقى يغرد بجناحيه السني والشيعي ولن يقوى أحد على التفرقة والتقسيم والفتنة الملعونة من الله .هنا كانت الصاعقة وهبت رياح جنون المرتزقة وأسيادهم فأخذت الرؤوس تقطع وتقطع ، حتى تاريخ اليوم ولحين كتابة هذا المقال كمين للجيش بعبوة ناسفة حاصدة شهيدين على مذبح الوطن وثلاث جرحى شفاهم الله ،فبين وسيط قطري وتركي واللواء يتوقف قطع الرؤوس بشرط إطلاق الإخوان من أوتيل رومية بعد سنوات من السجن دون محاكمات ،ربما هذه قضية إنسانية أن يخضع كل إنسان لمحاكمة عادلة ،لكن ليس مبررا أن تسلك طرق الإرهاب لأخذها ،فما بين إطلاق سجناء أوتيل رومية ذات درجات الخمسة نجوم وبين هيبة الدولة ،أسرى يناشدون عبر الأقمار الإصطناعية العمل على تحريرهم والعودة بهم إلى عائلاتهم سالمين ،يكمن اللغز وتتشرف الصفقات على مأدبة الدول واللاعبين الدولين الكبار ،فكان شرط المرتزقة مقايضة كل عنصر بالجيش بخمسة عشر سجينا في سجن رومية والدولة تعتبرها نكسة لهيبتها ،إلا أنه نحن نقول ،ملعون تلك الهيبة التي يذبح أبناؤنا فيها وتفصل رؤوسهم عن أجسادهم تماما كما سلخهم عن وطنهم ،ملعون تلك الهيبة التي تساوم على كرامة وطن وجيشه ،فأين الحكومات من عروضات دول لدعم الجيش بالعتاد والأسلحة المتطورة دون قيد أو شرط ،أين الحكومة من الوقوف متفرجة على دول تشترط دعمها للجيش والوطن بشروط مقنعة تحمي عدو لبنان الأوحد والأمة العربية جمعاء ،ملعون تلك الهيبة إن كنا سنستقبل أبطالنا الذي لم يبخلوا حيث أتوا من كل لبنان للذود عن لبنان من بوابة عرسال أن نستقبلهم أجزاء مقطعة ،نعم هناك شهداء ذهبو قربانا ضحية إجرام الإرهاب في نهر البارد وصيدا والضنية ،ولكن هم ذهبوا ليبقى لبنان وليس ليذوب لبنان وشعب لبنان وجيش لبنان في مشروع دولة الإرهاب والمؤامرات . أما الخيار الآخر لبقاء لبنان ،هو الإسراع في الذهاب إلى إنتخابات نيابية ديمقراطية تعيد الهيبة الحقيقية للبنان ونكرر الهيبة الحقيقية التي تتجسد هنا وليس هناك بعدم مقايضة أبطال من لبنان بسجناء إرستقرطيون قابعون في سجوننا بحكم ذاتي فيما أبطالنا في الجرود هناك بين بشر من نوع وزمان لا يعرف معنى مفهوم الإنسانية إلى حد ما ،هيبة نعيدها بذهاب النواب فورا وقسرا كواجب وطني إلى قبة البرلمان لإنتخاب فخامة رئيس البلاد ،هيبة نستعيدها بعودة تسير المرافق العامة والمؤسسات في كل لبنان ،هيبة بضرب معاقل الفساد والإتجار بالعباد ولقمة عيشهم ومستقبلهم ،هيبة بالقضاء على معاقل المافيات السياسية والحزبية ومشاريع الجمعيات المقنعة والصناديق المستحدثة التي يتقاسمها إقطاعي من هنا وإقطاعي سياسي من هناك ،هيبة نستعيدها بتوقيع إتفاقيات وعقود مع دول أرادة الكرامة للبنان عبر تزويد الجيش بالعتاد والأسلحة المتطورة دون قيد أو شرط ،هيبة تعيد الأدمغة والطاقات إلى وطن السلام والعلم والنور والمعرفة والحضارات ،هيبة تعيد سواح الكون إلى أصغر وطن مساحة على وجه هذه الكرة الأرضية بلا إبطاء ، هيبة تعيد المياه والكهرباء والحياة إلى وطن النور والمياه والحياة ،هيبة وهيبة وهيبة صدقونا ولنعلنها بصراحة أنكم أنتم ساسة لبنان أفرغتم وشوهتم هيبتنا الوطنية بأعمالكم التي لم تصب يوما إلا في خانة الإنقاص من تلك الهيبة .
أما ونحن في وسط البركان ،لا يسعنا إلا أن نقول ،أننا نحن من نقرر بوصلة الإتجاه ،فإما إلى الذوبان وإما الى الإنتصار ،وحتما سيكون سبيلنا الإنتصار بفعل جيش كبير وقائد كبير وشعب عظيم مسلم ومسيحي ووطن إستثنائي في عالم الأوطان ،فنحن من علمنا أن لكل قاعدة إستثناء ،فليكن لبنان القاعدة والإستثناء اليوم هو وحدة وسيادة وكرامة لبنان ،فأمام هذا الإستثناء علينا أن نتوحد ونتكاتف ونتصدى يداً بيد من الشمال إلى الجنوب مرورا بالسهل والجبل وبيروت لكل من تسوله نفسه اللعب بمصير وطن إسمه لبنان ،بمصير شعب علم وأبدع وعمر كل البلدان ،ومقاومة سطرت أعظم إنتصار على صهيونية الكيان الغاصب المنتحر على سفوح الشقيف وبنت جبيل وساحل بيروت منارة المقاومة والشوف الأبي ووادي التيم ،فلا إنتصار دون معادلة الدولة والجيش والشعب بإحتضان مقاومة صانة وجود تلك المقدسات الثلاث .فلا وقت للتكابر والعناد والكباش السياسي وتسجيل مواقف من هنا ومن هناك ،الموقف الوحيد المطلوب اليوم هو لغة العقل والوعي الوطني والإيمان بلبنان وطن نهائي لكل أبنائه ومنارة وشعارا للحرية والحياة لكل البلدان ،أقفلوا الحدود على كل الإتجاهات وإحموا بيتنا من كل عدوان ولا تنسوا سوريا أنها دولة شقيقة وليست عدوة كما يصنفها البعض ولنصوب البوصلة فقط تجاه عدو تاريخي وأبدي واحد لكل لبنان والأمة جمعاء والذي من أجله ندفع سندات وتستحدث دولة مرتزقة من هنا وهناك . يبقى الكلام الأخير حيث ينفع الكلام قبل فوات الأوان ،لا يظن أحد أن لبنان إستطاع أن يحلق سابقا بجناح واحد وهو يستطيع اليوم ،فإما الهلال إلى جانب الصليب وإما نعم لذوبان لبنان في غياهب النسيان .
** المحامي رمزي حلاوي : أمين سر المجلس السياسي في الحزب الديمقراطي اللبناني