الغريب يستقبل يزبك على رأس وفد من العلماء في كفرمتى: لا يظنن أحد أنّه يستطيع اقتلاعنا من أرضنا

استقبل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصرالدين الغريب في دارته في كفرمتى، رئيس الهيئة الروحية في حزب الله الشيخ محمد يزبك على رأس وفد من العلماء، بحضور قاضي المذهب الدرزي الشيخ نزيه ابو ابراهيم ومشايخ من الطائفة، حيث تم التداول في آخر المستجدات الراهنة على الساحتين الإقليمية والمحلية.

 يزبك

ألقى الشيخ يزبك كلمة قال فيها: ” نحن في هذه الدار في كفرمتى نعبّر من قلبنا وروحنا أننا جسد واحد نتألم بأي ألم يحصل بأي عضو من أعضائه ويتكامل هذا الجسد مع كمالة أعضائه، ونشكر الله على وضوح الرؤية اليوم، فكنا منذ البداية واضحين أن ثمة مؤامرة لتمزيق هذا الوطن، الوطن العربي بشكل عام ولبنان بشكل خاص، حتى لو سمعنا بمقولة النأي بالنفس، لكنه يبقى كلام لا ترجمة له على أرض الواقع، فنحن لم ولا نعتدي على أحد، لكن لا نقبل أن يعتدي أحد علينا، المهم هو الطرف الآخر المعتدي يجب أن يأخذ في عين الإعتبار أننا لا نعتدي فنحن في بلدنا، لكن للأسف حصلت موجات غير طبيعية في لبنان، في الواقع الذي كان موجوداً عن أحلام كانت ترسل للبنان، فالآن على الجميع أن يتحسسوا جدية الموقف، فثمة مخاطر سوف تطال الجميع، والمطلوب من اللبنانيين أن نجتمع جميعاً حول مؤسسة الجيش، التي تعبر عن كيان لمختلف فئات الوطن، فهذه المؤسسة تحتاج لدعم، ولا يمكن لأحد أيّ كان أن يقول نحن نريد أمناً ذاتياً، وإلا نصبح بمكان آخر، فالحرص على السلم الأهلي وعلى العيش الواحد يترجم من خلال الدولة القوية والمؤسسة العسكرية القوية القادرة على الحماية وعلى بسط الأمن، فكل من يرغب أن يدفع بكل إمكاناته لدعم الجيش والمؤسسة الأمنية لحماية الوطن وحدوده وداخله، كي لا يدخل علينا أصحاب الشر وأصحاب الفتن، وعرسال خير دليل على ذلك، فكنا ومنذ ثلاث سنوات نشير أن عرسال في خطر وعرسال ستصبح مقراً ليس ممراً، والجو يتهيأ في عرسال لينتقل إلى الشمال، وبأننا سندفع يوماً ما الثمن جميعاً، فهذه نتائج لما كنا نقصده سابقاً، فلم يكن ثمة من يصغي إلى أنّه هناك تيارات تدعم ما هو موجود في عرسال، عن قصد أو عن غير قصد، لكن أين عرسال اليوم؟ أليست هي بلدة لبنانية وشعب لبناني، لكن من يحكمها اليوم؟، ثمة جيش لبناني على أطراف عرسال ليس في الداخل، ويعتدى على الجيش يومياً”.

وتابع: “أين نحن من الأسرى المخطوفين من الجيش اليوم؟ بهذه الأعداد الهائلة التي تتحكم بمصير وطن، ومع ذلك نقول بأن المطلوب غطاء سياسي لدعم المؤسسة العسكرية، ومطلوب من الحكومة التحرك بشكل فاعل لتحرير الأسرى، حتى لا نسمع يوماً بعد يوم عن ذبح جندي تلو الآخر، فنحن الآن نعمل على إطفاء النار في البقاع الناتجة عن أهالي الأسرى الشهداء، ونعمل كي لا تكون ردات الفعل والإنتقام بوابة للفتنة التي يريدها المغرضون والإرهابيون الأعداء للبنان”.

وختم يزبك قائلاً: “نتشرف اليوم بزيارة هذا البيت الكريم لسماحة الشيخ من أجل أن نؤكد المؤكد، أننا في خندق واحد وفي رؤية واحدة لمواجهة مصير واحد جنباً إلى جنب، ولن يتخلى أحد منا عن الآخر، والمطلوب منا كمشايخ وعلماء أن نتحرك مع ناسنا وأهلنا بالخطاب الهادىء والهادف لتبيان المخاطر العامة، وليست المخاطر على أحد دون سواه، فمن استطاع مواجهة اسرائيل بمنطق الوحدة، يستطيع مواجهة داعش وغيرها بالمنطق ذاته، واليوم العالم بأسره متحالف لمواجهة تنظيم داعش، لشعوره بهذا الخطر، فنحن كنا نقاوم داعش قبل أن يشعر هذا التحالف الدولي بالخطر، ونحن مع الجميع بخندق واحد، وعلينا التعاون لدعم الدولة والمؤسسات الفاعلة لإنتخاب رئيساً للجمهورية، فلا يستطيع البلد الإستمرار دون تواجد مؤسسات فاعلة فيه”.

 الغريب

بدوره رحّب الشيخ الغريب بالحضور قائلاً: “نرحب بسماحة الشيخ محمد يزبك ورفاقه من العلماء في دارتهم في كفرمتى، وعندما نتكلم في الشق السياسي أعتقد بأننا نتكلم برأي وكلام الأمير طلال ارسلان ذاته، ونمثل شريحة لا يستهان بها من الطائفة الكريمة. في الحقيقة أنّه من السخرية اليوم أن نرى أميركا تقيم تحالفاً دولياً ضد داعش، وهي التي أسست هذا التنظيم بالمال والسلاح والعتاد، وأما المال فمصدره عربياً، ولقد اجتمعت الكلمة اليوم لمحاربة داعش غربياً وعربياً والحمدالله. عندما بدأت الإنتفاضة في درعا لاموا الرئيس بشار الأسد كيف يتصدى لها، وقد أصبحت اليوم هذه الإنتفاضة “نصرة وداعش”، يهددون الأمن والإستقرار والأبرياء في المنطقة، ويتعاملون مع إسرائيل وجاهة وجهراً في مستشفياتهم، وقد أعطوهم اليوم مراكزاً متقدمة في الجولان والقنيطرة، لعلهم يوفقون بلحد جديد، وأما صمود سوريا بوجه أولئك الطغاة فقد خلص هذه المنطقة من كارثة، فلو تحقق هدفهم بإسقاط النظام لكانت داعش اليوم في كل مكان، في سوريا وفي لبنان وفي كل البلدان المحيطة، ونرى نهج هذا التنظيم في ليبيا وفي غير ليبيا، فلا حكومة ولا مجلساً ولا مسؤولاً، كانوا يريدون أن تطبق هذه الأمور في سوريا وفي لبنان أيضاً، وما زالوا يفكرون بهذا، ولكن قوة الجيش العربي السوري والقيادة الحكيمة قد أسقطت هذا التطلع وهذه الرؤية”.

وقال: “لم ينظروا بما حدث في غزة أولئك العرب الأشاوس، لقد دمرت إسرائيل غزة وقتلت أهلها وشردتهم، إنتصرت إرادة المقاومة نعم، ولكن بعد ماذا؟ بعد خسارة كل شيء على الأرض، ونحن اليوم في لبنان نعاني الأمرين، فهل يمكن أن نرى عسكريين مختطفين بين أولئك المجرمين، وفي مدينة كبرى نقدر لأهلها التضحية، فلقد كانوا يوماً ما مقاتلين مقاومين مجاهدين، أهلنا في السنة هم الذين أوجدوا المقاومة، فأين جمال عبد الناصر الذي غير وجه هذه الأمة بثورته العربية القومية وليست الطائفية، أين السنة اليوم من أقوال جمال عبد الناصر”؟

وأضاف الغريب: “نحن نكن لهذه الطائفة الكريمة ولأحرارها ولعقالها كل الإحترام والتقدير، ولكن نطالبهم بما يحدث في عرسال وغير عرسال، أهذا يصب في مصلحة لبنان والوحدة الوطنية؟، علينا أن نعمل جميعاً جاهدين لهذه الوحدة بكل سياستنا وطوائفنا ومذاهبنا كي يبقى لبنان، لبنان هو العنوان هو الدولة هو الجيش وإذا قلنا الشعب فالشعب اللبناني بأسره بكل طوائفه وفئاته، الشعب والجيش والمقاومة، هذه المعادلة الذهبية التي أنقذت لبنان في الجنوب من عدو شرس يتربص في مصيرنا وفي أوطاننا، في الجولان وفي الجنوب. عين اسرائيل ساهرة في العراق وفي سوريا وفي لبنان، فيجب أن نتحذر دائماً من هذا الكيان المغتصب لأرضنا، ومن ورائه أميركا والغرب، نحن مع المقاومة ومع الشعب ومع الجيش، علينا أن نكون جميعنا بوطقة واحدة للدفاع عن لبنان، حتى يبقى لبنان، وننتخب رئيساً للجمهورية، ونملئ المؤسسات الدستورية بكل ما تحتاج، ولبنان سيبقى وطناً  لكل أهله دون تمييز. الخطر داهم، يهددوننا اليوم في منطقة البقاع الغربي وفي غيرها، فلا يظنن أحد أنّه يستطيع اقتلاعنا من أرضنا، من أي جهة كان، نحن ثابتون هنا باقون كلنا دون استثناء، نحن مع إخواننا في الشيعة، ومع المسيحيين الوطنيين، ومع العقال من أهل السنة سنكون جميعاً للدفاع عن لبنان وعن سيادة لبنان”.

IMG_8704 IMG_8700