نظم منتدى الشباب الديمقراطي اللبناني حفل العشاء السنوي الثامن برعاية وحضور رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال ارسلان في فندق هيلتن – حبتور في سن الفيل.
حضر الحفل سفير روسيا في بيروت الكسندر زاسبكين، سفير البارغواي حسن ضيا، نائب رئيس مجلس النواب السابق دولة الرئيس ايلي الفرزلي، والوزارء غازي العريضي، غازي زعيتر، مروان خيرالدين، محمود عبد الخالق، والنواب فؤاد السعد، هنري الحلو، ممثل قائد الجيش العميد طاهر ابو ابراهيم، مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله الحاج عمار الموسوي، صالح حديفة ممثل رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، محافظ الجنوب منصور ضو ، وممثلي الأجهزة الأمنية والأحزاب والشخصيات السياسية والجمعيات والهيئات الإقتصادية ورجال الاعمال، المنظمات الشبابية والطلابية وفعاليات اجتماعية واعلامية وشخصيات.
بعد النشيد الوطني ونشيد الحزب القت عريفة الحفل ليليان حمزة كلمة ترحيبية فقالت”: على الرغمِ من الأيامِ الحالكة التي تلوحُ في سماءِ الوطن، وموجةِ التّكفير التي تنخرُ بطبيعةِ التّنوعِ فيه، والمؤامرة الذي تسعى إلى كسرِ هيبةِ مؤسستِه العسكريّة، نلتقي اليوم جميعًا، لأن نورَ الأملِ باقٍ فينا، ولأنَ التّضحيةَ في سبيلِ العلمِ كفاح، ولأنَ انتمائَنا الصَّلب لهذا الوطن، يضعنا أمام مسؤوليّة كبيرة، للإستمرار، وإقامةِ حفلِ عشاءٍ سنوي، يعودُ ريعَه لتقديمِ منحٍ لطلابِ الجامعات”.
ومن ثم كانت كلمة لرئيس المنتدى محمد المهتار الذي أكد على دور الشباب في الحياة الساسية والعمل الطلابي داخل وخارج المؤسسات فقال:” الشباب هم عصبُ الحياة، والشريانُ الرئيسي في عمليّةِ تطوّرِ وإرتقاءِ المجتمعاتِ والأوطان. هم ذخيرةُ التّقدّمِ ومحاربةِ الجهلِ والأميّةِوالإنحطاط. وهم أساسُ المقاومة على اختلافِ أشكالها: الثّقافية والإعلاميّة والعسكريّة.
من هذه الرؤيا الحضاريّة، انطلقَ منتدى الشّباب الديمقراطي مع نشأةِ الحزبِ الديمقراطي اللبناني ومن قناعةِ عطوفةِ الأمير طلال أرسلان بأن بناءَ الشّباب وإعدادَهم وتحفيزَهم لخوضِ معتركِ الحياةِ هو السّبيلُ الأفضل لصنعِ مستقبلٍ زاهٍ وناصعٍ للوطن الحبيب لبنان.
وهكذا، تدرّجَت المراحلُ وتطور العملُ الشّبابي في المنتدى ليحرزَ إنجازاتٍ مضيئة في مجال إعدادِ الكوادرَ الشّبابيّة، وإنخراطِ الشباب في المجتمع، وتعزيزِ وعيهِم السياسي، وتحصيلِهم العلمي.
فقد أثبتَت الأيامُ أن رحلةَ العمرِ كفاح، والعلمُ هو السّلاحً نحو النّجاح، وأضحَت الإجازةُ الجامعيّة ضرورةً ملحّةً يتحصّنُ بها الإنسان في أيامِنا هذه. وتصدّرَ ترسيخُ مبدأِ التّحصيلِ العلمي أولويات منتدى الشّباب الديمقراطي، إذ تمكّنَ من تقديمِ مئاتِ المنح الجامعيّة للطلاب على مدى السّنواتِ الماضية داخل لبنان، وتمكّنَ من إرسالِ بعضِ الطلاّب إلى روسيا وسوريا والولايات المتّحدة الأميركيّة للتخصّصِ في مجالاتِ الطبِ والهندسة”.
اما الكلمة السياسية التي القاها بالمناسبة راعي الحفل الامير طلال ارسلان جاء فيها:” ان واقع الحال هو أنّ البلاد تدور حول ذاتها، دوران التائهين حول ذاتهم بحثا عن مخرج يحلّ أزمة، يؤدي بدوره إلى مخارج تحل أزمات. فقد أصبح الإتكال على الخارج، لحلّ أزماتنا في الداخل، والأسوأ من ذلك أنه ليس في الإتكال على الخارج وحسب بل تنفيذ إرادة الخارج وهذا ما يصنّف في خانة “الواقعية السياسية”.
وقال:” نحن، في الحزب الديمقراطي اللبناني وفي مدرسة بطل الإستقلال الأمير مجيد ارسلان، نعتبر أن الإتكال على الخارج هو أبعد ما يكون عن الواقعية السياسيّة، لا أريد أن أعطي لجريمة ربط الإرادة الداخلية بقرارات الخارج، الوصف الذي تستحقه هذه الجريمة كي لا أصبّ الزيت على نار الأزمة، ولكن هذه التبعيّة للخارج، أقلّ ما يقال فيها أنها فعل عدم إيمان بلبنان الوطن. هكذا، وبكل بساطة ووضوح، يصبح عدم الإيمان بلبنان الوطن هو القاموس السياسي لمن يريد التعاطي في شؤون الدولة على قاعدة “الواقعية السياسية” الكاذبة المعتمدة في إدارة قرار الدولة”.
وتابع قائلاً:” منذ سنوات قلنا وتوقعنا حدوث الأزمة التي وصلنا إليها اليوم، وأصبحت دولتنا موضع سخرية عند دول العالم بينما الوطن ينزف دما،يعاني من نزيف قويّ في أجيال شبابه وكفاءاته الصاعدة. قلنا منذ سنوات أن الأزمة التي تدور البلادُ في حلقتها المفرغة هي أزمة نظام وليست أزمة حكم أو حكومة. وبناءً عليه طرحنا في العام 2009- في الذكرى السنوية الأولى لإستشهاد أخي ورفيق دربي الشيخ صالح فرحان العريضي- طرحنا فكرة عقد مؤتمر تأسيسي لصياغة نظام سياسيّ جديد يخرج الدولة من هذا المأزق الوجودي، ويبني مؤسسات حضارية تلبّي مطالب الشعب اللبناني، وطموحات أجياله الشابة بدلا من تمضية الوقت في تلبية إرادة أعداء لبنان وقرارات الخارج كما هي الحال اليوم”.
وتأسّف ارسلان على عدم التجاوب مع الفكرة،واعتبروها مخالفة لواقعيتهم السياسية العقيمة، واستمروا في رفضهم هذا حين أعلن أخي سماحة السيّد حسن نصرالله إقتراحا مماثلا، واعتبروا أن اقتراحه يهدد وجود لبنان من أساسه. فقال” لقد رفضوا فكرة المؤتمر التأسيسي خوفاً من تغيير النظام الحالي، الذي أصبح في الواقع نظام تمييز عنصري بامتياز، نظام ِApartheid يقسم الناس إلى درجات في المواطنية، وهو نظام المعتقلات الطائفية والمذهبية. فإنّ هذا النظام هو سبب مآسينا كلها، وسبب مظالمنا كلها فمع مثل هذا النظام لا تنتظروا قيام وحدة وطنيّة بين اللبنانيين… لأنّه نظامٌ يحمي الفساد والخيانة وكلّ أنواع الجرائم، ويغذيها”.
وأضاف:” الأكثر من ذلك هو أنّ نظام التمييز العنصري يكرّس التبعية للخارج، لكونه يحمي الإنتماءات غير الوطنية ويجيز الإنتهاك المستدام للدستور وللقوانين ويوسّع مساحة الفقر والحرمان ويُجهزُ على ما تبقى من البيئة إلى ما هنالك من آفات إن لم نقضي عليها سوف تقضي هي علينا ومن أبرزها اليوم.. آفتان: آفة انتهاك الدستور وآفة الإرهاب الذي بات يهدّد الكيان اللبناني من أساسه.
إنّ عقليّة المعتقلات الطائفية والتبعية للخارج هي التي أوصلت الإرهاب الدولي إلى قلب لبنان،ممّا يعني أن هذا النظام المنحط والذي يصنفني أنا طلال مجيد ارسلان…كمواطن من الدرجة الخامسة… لا بل وأكثر إن هذا النظام يفرّق بين اللبنانيين ولا يجمعهم، وهو البيئة الحاضنة الفعليّة للإرهاب الدولي في لبنان والذي لا خير يرجى منه بل هو الحاضنة الفعلية للإرهاب”.
وقال:” إن هذا الواقع المؤسف والمخزي…يختصر حقيقة الأزمة التي أوصلت الآن إلى اختطاف الجنود اللبنانيين ومقتل بعضهم وتجمع أهالي بعضهم الآخر واعتصامهم على الطرقات…في محاولة للضغط بُغية إنقاذ أبنائهم.
وإننا بالمناسبة نُعلن عن تضامننا وتعاطفنا الكامليْن مع أهالي الجنود اللبنانيين المخطوفين ونترحّم على أرواح الشهداء وندعو إلى الحكمة في تحديد المواقف، وليس الإنفعال. وعلى هذا الصعيد لا بد من توجيه التحية إلى والد الشهيد البطل علي السيّد وإلى والدي الشهيدين البطليْن مدلج وحميّة الذين أعطوا اللبنانيين والعالم دروساً في الإنسانية والتعقل والوطنية”.
وأوصى ارسلان الطلاب بضرورة الانكباب على دراسة ما صدر عن آباء الشهداء الثلاثة، والمحاضرة في مضمون مواقفهم المشرّفة التي تؤكد على صحّة استمرار الرهان على الوحدة بين اللبنانيين، والتفاؤل بإنقاذ الوطن، والإجهازُ على نظام التفرقة العنصريّة المجرم الساقط، قبل أن يجهز هو على الوطن.
واكد إن هكذا نظام يؤدي بالدولة إلى هكذا سلوك مشين فنصل إلى هكذا نتائج.
كما وجه تحية إلى الجيش اللبناني داعياً السلطة السياسيّة عدم التردّد قطعا في قبول الهبات العسكرية الإيرانية والروسيّة، مؤكداً إنّ التمنع عن قبول هذه الهبات هو مؤامرة على الجيش وعلى الوطن.
وختم قائلاً:” نحن الآن في لحظات الحقيقة والأيام تثبت كلّ لحظة أن معادلة الشعب – الجيش – المقاومة هي الوحيدة التي يمكن البناء عليها لحماية الوطن. كما أن تجربتنا نحن في الجبل، مع أخي سماحة السيّد حسن وأخي وليد بك جنبلاط، حوّلت الجبل بالفعل إلى درع من فولاذ.
إنّ هذه التجربة الوطنية المميّزة التي تحترم مبدأ التنوع والتمايز يجب أن تنسحب على كافة المناطق اللبنانيّة، منطقة تلو منطقة.
هذا هو الموقف الوطني المسؤول الكفيل بتثبيت ركائز الوطن في هذه الأرض التي باركها الله
ونحن، قبل غيرنا نعرف معنى ذلك، كيف لا وقد أرسى أسلافنا الميامين حجر الأساس لبناء هذا الوطن منذ العام 659 ميلادي”.
وبعد الكلمات قدم ارسلان والمهتار الدروع التقديرية لكل من قائد الجيش ممثلاً بالعميد طاهر ابو ابراهيم والعملاق الراحل وديع الصافي ممثلاً بنجله الفنان انطوان، وكذلك درع تقدير للشاعر المخضرم طليع حمدان.
وقد تخلل الحفل عرض لفيلم وثائقي عن أبرز انجازات منتدى الشباب الديمقراطي لعام 2013 – 2014/ ومن ثم القى الشاعر طليع حمدان قصيدة بالمناسبة ليختتم الحفل بوصلة فنية احياها الفنان انطوان وديع الصافي وفرقته الموسيقية.