كتب كبريال مراد في صحيفة البلد:الخبر اليقين: قطر “غير متحمّسة” في ملف المخطوفين

 

على امل زيارة “الوسيط القطري” أخذ ملف العسكريين المختطفين ساعات اضافية من الانتظار. وبعدما كان المسدس موجّهاً الى رأس علي البزال وجورج الخوري، نجحت الاتصالات في كسب الوقت. فما الذي حصل وماذا سيحدّث تالياً؟

حتى الساعة لا تأكيدات فعلية لخطوات قطرية فاعلة على صعيد الملف. كل ما توفّر لا تخطى ما قيل عن زيارة مرتقبة للوسيط القطري الى جرود عرسال للقاء ممثل عن خاطفي العسكريين. ولكن المعلومات تشير الى أن لا جديد فعلياً حرّك المياة الراكدة في هذا المستنقع المتواصل منذ تسعين يوماً.
في الساعات الماضية، وقبيل الوصول “المرتقب” للموفد، قيل أن ورقة سلّمت بالمطالب الى الجانب اللبناني.وفيما تحفّظ المتابعون الرسميون عن ذكر المضمون، فما توافر من معلومات يشير الى أن الخاطفين طالبوا بممر آمن لهم، وبمبلغ مالي يصل الى حوالى ال300 الف دولار عن كل مخطوف.
… لولا فسحة الأمل
في جانب الأهالي، مطلب وحيد وهو اجراء المقتضى من مقايضة او مبادلة او تواصل او فدية للافراج عن اولادهم. وفي ساحة رياض الصلح، يستمر الأهالي باعتصامهم. وعلى رجاء الأخبار السارة، يترقّبون ما ستحمله الساعات المقبلة على صعيد الملف، بين عودة رئيس الحكومة تمام سلام من المانيا، وتحرّك الوسيط القطري. من يزور الأهالي يشعر بأنهم تنفسوا الصعداء على وقع ما جاءهم من تطمينات عن ارجاء ذبح ابنائهم. وبعدما وصلت الليل بالنهار في الأيام الماضية، تمكّنت العائلات من نيل قسط من الراحة في منازلها قبل العودة الى ساحة الاعتصام. ولكن اللعب على اعصاب الأهالي لم يتوقّف، اذ تلقت زوجة الجندي المخطوف خالد مقبل حسين اتصالاً من داعش هددت فيه بذبح زوجها اذا استمرت الحكومة اللبنانية بالمماطلة. وهي من الوسائل التي باتت اعتيادية للضغط على الأهالي ومن خلالهم على الحكومة.

اللواء ابراهيم القناة الرسمية
ويشير المطّلعون الى أن الشائعات والخبريات كثيرة في هذا الملف، بينما الخبر اليقين يفيد بحسب معلومات “البلد” أن القناة الجدّية الوحيدة لا تزال محصورة بالمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يستمر في مساعيه مع الجانبين القطري والتركي من دون الخروج بايجابية حتى الساعة. فقطر التي تشارك التحالف الدولي في الحرب على داعش، لا ترغب في الدخول طرفاً مفاوضاً للدولة الاسلامية في هذا الملف. وهو حال الجانب التركي ايضاً غير المتحمّس للانخراط في المسار التفاوضي. من هنا، فكل المعطيات تشير الى أن الوضع سيبقى على حاله، الى أن تحين ساعة القطاف على المستويين الخارجي والداخلي.
وتؤكد معلومات “البلد” أن ما يقوم به وزير الصحة وائل ابو فاعور يأتي في سياق المسعى الحكومي للمواكبة الرسمية للملف حرصاً على ارواح العسكريين المختطفين، وتهدئة لخواطر الأهالي المعتصمين، في انتظار التحرّك الجدّي للملف بما يضمن سلوك المسار الايجابي الذي يفضي في نهاية المطاف باستعادة جميع المخطوفين.
لماذا الشريط المصور الأخير؟
يقول المتابعون للملف إن الجهات الخاطفة ارادت في هذا التوقيت تصعيد الضغط النفسي على الأهالي والحكومة من خلال اظهار المخطوفين بوضع مأساوي، والهدف: تسريع التفاوض. وتشير معطيات “البلد” الى أن الجهات الخاطفة باتت في مكان ما في موقع المستعجل للحل في ضوء الخسائر التي تتلقاها من طرابلس الى عكار وضربات التحالف الدولي عليها، معطوفة على اقتراب “الجنرال ثلج” الذي سيحد من حركتها الميدانية ويتتطلب منها التفتيش عن ممر آمن للهروب الى مأوى دافىء.
وفي هذه النقطة تحديداً، تتحدّث المعطيات عن انقسام يعتري صفوف جبهة النصرة، بين اميرها ابو محمد الجولاني، وامير القلمون السورية ابو مالك التلّي، الذي هو وريث ابو حسن الفلسطيني الذي سقط في المعارك السورية، والذي بات ممسكاً بالقلمون وامتدادها اللبناني العرسالي. وفي حين يبدو التلي أكثر ليونة في التفاوض، قابلاً بالمقابل المالي للافراج، فإن مرجعية الجولاني تبقى أكثر تشدداً. وتشير المعلومات الى أن اعدام الجندي محمد حمية على يد النصرة رمياً بالرصاص جاء بطلب مباشر من الجولاني، بينما كان التلّي يرغب بابداء حسن النية في التفاوض.
اليوم، يبدو المتابعون للملف في حال من الاطمئنان بحسب قولهم لعدم اعدام اي مخطوف اضافي. اما حصول عكس ذلك، فيعني أن هناك جهة جديدة سيطرت على المخطوفين بعد تصفيتها للخاطفين على غرار ما حصل في ملف مخطوفي اعزاز وابو ابراهيم.
في الانتظار، فعلى اعصابهم يستمر الاهالي في تحركهم…والساعات المقبلة قد تحمل التصعيد الكبير، ما لم يأت التحرك القطري المنتظر بالنسبة اليهم، بالايجابية المطلوبة.