إستقبل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نصرالدين الغريب في دارته في كفرمتّى شيخي عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا حمود الحناوي ويوسف جربوع على رأس وفد من مشايخ جبل العرب خلال الجولة التي قاما بها على القيادات والمرجعيات الروحية الدرزية في لبنان، كما زارا عددا من المقامات الدينية، رافقهم بالزيارة الشيخ أبو سليمان حسيب الصايغ.
وعُقد لقاء تم خلاله التداول في الأوضاع التي يمر بها لبنان وسوريا وما آلت اليه الظروف في جبل الدروز وبعد اللقاء تحدث الشيخ الغريب فقال:” إننا نثمن هذه الزيارة الكريمة لأصحاب السماحة الى ديارنا في الوقت العصيب الذي تتحمل فيه سوريا الشقيقة المصاعب والمشقات والحروب الدائمة منذ أربع سنوات تقريباً. لقد عانى الجبل ما عاناه وعانت سوريا من ويلات الحروب والدمار والخراب والقتل بفعل المؤامرة الكونية الكبرى على هذا البلد. إننا نقف الى جانبكم في هذه المصاعب والحروب، إنه لزمن صعب لقد كبر حجم المؤامرة على سوريا وعلى لبنان وعلى الامة العربية.
نرى الأجانب يرسلون السلاح للمسلمين كي يقتلوا بعضهم بعضاً، إن كان في سوريا أو لبنان او في كل مكان. ربما يُتهم بعض الأحزاب في لبنان أنه السبب في ذلك، فأين هذا الحزب في ليبيا وأين هو في العراق إنها لحجة لا يؤخذ بها ولا يُعتمد عليها.
إن المؤامرة كبرى يجب أن نكون جميعنا، نحن أهل التوحيد عصبة واحدة في لبنان وسوريا وفي أي مكان، يجب علينا أن نقدم ما نستطيع تقديمه لإخواننا في جبل العرب بشكل خاص والى سوريا بشكل عام. إننا نأمل خيراً أن تعود المياه الى مجاريها ويعود الأمن والإستقرار الى ربوعنا. نحتسب عدوا واحدا وهو إسرائيل، نحتسب عدوا من يحتضن أولئك التنظيمات التي إرتمت في أحضان هذا العدو، نحتسبهم أيضاً أعداءً، نحتسب من يذبح ويقتل العسكريين أخواننا في لبنان. هؤلاء هم أعداء الأمة. ليس لنا عدوا في المذاهب والطوائف أبداً وقطعاً. إن عدونا هو من يقتل الأبرياء هو من يقتل العسكريين هو من يخرب الأمن والإستقرار. يجب أن يكون هناك تنسيق بين الجيوش العربية لأن الخطر داهم على الجميع، لا يظنن أحد أنه بمنأى عن هذا الخطر. المؤامرة عل العراق وسوريا ولبنان والأردن ومصر وليبيا وكل المشرق والمغرب العربي. هذه مؤامرة كبرى يجب الحذر منها وأن نٌدبّر شؤننا بالتي هي أحسن”.
وختم الشيخ الغريب:”الشعب اللبناني والسوري شعب واحد في بلدين، وكلنا حرص على ان تبقى الدول العربية حاضنة لشعوبها إن كان في لبنان او في سوريا، الجيوش الرسمية ألأساسية الشرعية هي المسؤولة عن الأمن والإستقرار، وعلينا أن نقف الى جانبها. وأن ينسقوا في ما بينهم إن كان الجيش اللبناني أو الجيش العربي السوري. عليهما التنسيق في ما بينهما حتى نصد هذه الهجمات الغادرة والوحشية علينا”.
الشيخ جربوع
وقال الشيخ يوسف جربوع:” نحن في وضع متأزم والمنطقة تتعرض الى خطر من أشد الأخطار، هناك تغيير سياسي وجغرافي وهناك تغيير عقائدي، أفكار جديدة دخلت على المنطقة تُشكل خطراً كبيراً وسوف تشكل في المستقبل بؤرة لتيارات تكفيرية إرهابية ستسبب الدمار للمنطقة.
إن المنطقة بأكملها مُستهدفة من هذا البرنامج الذي تقوده دول كإسرائيل والهدف منه تفتيت المنطقة الى جزيئات وتجزيء المجزأ الذي يهدف الدول الإستعمارية مصلحة. نحن بحاجة في هذا الوقت الى تضامن الجهود والعمل معا للتصدي لهذه الحركات التكفيرية والإرهابية التي ستسبب الدمار لكل المنطقة. ليست سوريا وحدها هي المستهدفة، إنما لبنان ودول المنطقة ضمن مخطط المشروع الكبير”.
وختم:” زيارتنا تأتي في إطار المحبة وعمق التواصل والتشاور في الأمور والتنسيق في ما بيننا في لبنان وسوريا لمواجهة هذا الأخطار الداهمة”.
الشيخ الحناوي
من جهته قال الشيخ حمود الحناوي: ” يمر علينا اليوم في سوريا وفي لبنان وفي غيرها من الاصقاع العربية شدائد ما إلا إمتحانات صعبة، ولكن الشدائد مهما قست وصعبت فللشدائد أهل. فنحن وأنتم قلب واحد وعقيدة واحدة وأصل واحد. ما يؤلمكم يؤلمنا فالجرح واحد تجمعنا الأفراح كما تجمعنا الأحزان والمسافة بين الجبلين مهما بعدت في التواصل والتراحم لا تكون إلا قريبة”.
يا مشايخنا في لبنان والجبل أنتم أقرب لنا من حبل الوريد ونحن أقرب لكم من حبل الوريد. هكذا تعلمنا وعلّمنا توحيدنا. وقد درجنا أن نتعلم من التقاة الصبر الجميل ونتحمل وما مر علينا هنا وهناك مر على الآباء والأجداد. ومع هذا لم تثنهم الشدائد عن الصمود والوقوف لأنهم ملكوا الإيمان وملكوا العقيدة الثابتة التي بدأت مع تميزنا بها منذ الأزل. لذلك مهما تتالت علينا المحن لا يمكن أن تلوي لنا ذراع ولا يمكن أن تحبط لنا عزيمة وما ويدور على الساحة اليوم نقول لكم بأن أخوانكم وأهلكم في سوريا ذمتهم بريئة من كل ما حدث وما يحدث. لم نكن دعاة قتل ولا فتنة ولا دعاة تفسيم. كان موقفنا لا يقل شأننا عن موقفكم في الظروف التي مرت عليكم في الأيام الغابرة. نحن وإياكم جسد واحد إذا تداعى له عضو تداعت سائر الأعضاء”.