لأنّ الوحدة في صرح الأوطان أيقونةٌ من الجمال ومشهديّة عظيمة باعثة للطمأنينة والتّماسك والتّكاتف، تستكمل مبادرة الألفة والمحبّة وترسيخ الثّوابت لطائفة الموحدين الدروز في جبل لبنان وجبل العرب، بزيارة تاريخيّة قام بها شيخا عقل طائفة الموحدين في سوريا أصحاب السّماحة الشّيخ حمود الحناوي والشيخ يوسف جربوع برفقة وفد كبير من مشايخ سوريا ومشايخ لبنان على رأسهم الشيخ أبو سليمان حسيب الصّايغ، والشّيخ أبو مصطفى حسيب الصّايغ، والشّيخ مروان فياض، والشّيخ أمين العريضي، لشيخي العقل في لبنان الشّيخ ناصر الدّين الغريب والشّيخ نعيم حسن وعدد من المرجعيات الروحية.
وفي حديثٍ خاص مع شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشّيخ ناصر الدّين الغريب، صرّح أن وفد المشايخ أراد رد الجميل بزيارة دينيّة كبيرة إلى لبنان، بعد الزّيارة التي قام بها وفد من مشايخ لبنان إلى جبل العرب مع رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان لتفقّد ما آل إليه الوضع، بعد أن تبلّغوا حدوث اعتداءات على حدود جبل العرب. وقد أعلن أنّ “المشايخ في لبنان يقفون إلى جانب أشقائهم في سوريا في السّرّاء والضّرّاء بهذا الوقت العصيب الّذي تتعرّض له سوريا الشّقيقة لمؤامرة كونيّة من كل الجهات”.
وأردف أنّ “إسرائيل” هي البيئة الحاضنة لهؤلاء التّكفيريين في القنيطرة والجولان وجبل الشّيخ، وأنّ السّلطان العثماني الجديد رجب طيب أردوغان يحتضن “داعش” من جهة أخرى، لذا “حذّرنا أهلنا في سوريا ولبنان من التّكفيريين، وحدّدنا أعداءنا وفي مقدمتهم العدو الصّهيوني، واحتسبنا عدوًا من يرتمي في أحضان الكيان الإسرائيلي، ومن يذبح أبناءنا وعسكريينا في لبنان، ومن يعتدي على الأبرياء والأطفال والنّساء إن كان في لبنان أو سوريا أو العراق”. وشدّد الشيخ الغريب على أنّ “الظّرف أوجب أن نكون معًا في خطٍ واحدٍ لبنانيين وسوريين وعرب بوجه أولئك الوحوش الذين لا شبيه لهم عبر التّاريخ”.وتخلّل جولة المشايخ المطالبة بالتّنسيق التّام بين الجيش الوطني اللبناني والجيش العربي السّوري ليواجها المشروع التّكفيري.
وقد أمل المشايخ خيرًا في موقف بعض رجال السياسة وعلى رأسهم الرّئيس سعد الدّين الحريري الذي بارك للجيش وقيادته بإنجازاتهم في طرابلس.وحول ما يتداول عن أن الجولة تسعى إلى وضع استراتيجية مشتركة للتصدي للتّكفير، صرّح الشّيخ الغريب أنهم “لا يستطيعون أن يفصلوا بين مقاومة الجيوش العربيّة لهؤلاء التكفيريين وبين قوات الدّفاع الوطني إن في سوريا أو في لبنان. فالموحدون لا يبنون على قاعدة طائفيّة، بل من الأفضل أن يبقوا مجاهدين على قاعدة وطنيّة وقوميّة، لأن المذاهب أعطت نتيجةً معاكسة لما يبتغون”. وشدّد على وقوفهم خلف الجيش، الضّمانة الكبرى للبنان وسوريا الشّقيقة.ومن جهته، صرّح شيخ عقل طائفة الموحدين نعيم حسن لدى زيارة المشايخ إلى دارته بأنّ هذه الزيارة روحية أخوية تؤكّد على ثوابت طائفة الموحدين الدروز الوطنية والإسلامية والعربية، وفي تثبيت العيش المشترك والتآلف والوحدة والتعاون بين أبناء كل المكونات، أكانت في لبنان أم في سوريا. واعتبر الشيخ جربوع أنّ هدف الزّيارة هي بالدرجة الأولى المحبّة والتّعاون للتصدي للأخطار التي قد تحدث في المنطقة والخطر الآتي إليها.
أما الشيخ الحناوي فأشار من ناحيته إلى أنّ البلدين شريكان في المصير، وهذا الأمر يدفعهما دائمًا إلى أن يكونا يدًا وموقفًا واحدًا.وستختتم جولة المشايخ في خلوات البياضة ومنطقتي راشيا وحاصبيا.