هكذا يرد الدروز على دعوة جنبلاط للعودة إلى الإسلام

لا تعليق
مقالات وتحليلات
2
0

هكذا ينظر رجال الدين الدروز والحزب الديموقراطي لدعوة جنبلاط  العودة إلى الإسلام..

أكثر من شهر مرّ على دعوة رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، الموحدين الدروز، للعودة إلى الإسلام، لكن مفاعيل هذا الموقف  لم تنته حتى اللحظة، خاصة داخل الطائفة.

الزعيم الدرزي خاطب الموحدين خلال جولة له في حاصبيا وراشيا بالقول: “عودوا إلى جذوركم، عودوا إلى الإسلام والفرائض الخمسة، وأعيدوا بناء المساجد.. أصلنا مسلمون، ولا يمكن أن نستمر في هذا الجهل، مهمتكم ومهمة العُقّال بناء مدارس خاصة لتعليم الدين الحقيقي”.

موقف وإن وجده البعض غريبا، إلا أن وقعه كان مختلفا بين الموحدين، سيما رجال الدين منهم، حيث لم يخفوا استغرابهم وحتى غضبهم من دعوة جنبلاط، والتي اعتبروها طعنا في إسلام الدروز.

وفي هذا السياق، يوضح مرجع ديني درزي لـ”الكلمة أون لاين”، أن هذا المذهب يندرج  في إطار المذاهب الإسلامية وليس ديانة مستقلة بحد ذاتها، مذكرا بالفتوى التي أصدرها “الأزهر الشريف” والتي أقرّت بانتماء الدروز إلى الإسلام.

وإذ أوضح المرجع ذاته أن هناك خصوصية باطنية للطائفة، شدد في الوقت عينه على أنها لا تلغي التزام الموحدين بظاهر الدين الإسلامي.

وعلى هذا الأساس، استغرب المرجع الديني كلام جنبلاط عن “عودة” الدروز إلى الإسلام، معتبراً أن  الموحدين يتواجدون في المنطقة منذ الآف السنين، وتربطهم علاقات جيدة مع محيطهم بالإجمال، ولفت إلى أن أي حركة متشددة ظهرت في المنطقة لم تشكل خطرا على الطائفة.

وقبل الغوص أكثر في الموضوع، لا بد من الإشارة إلى أن اعتراض مشايخ الدروز لقي صدى لدى النائب جنبلاط استدعى منه توضيح موقفه بالقول إنّه قصد من تلك “الدعوة” التأصيل الثقافي الإسلامي لا العودة إلى الدين الإسلامي الموجود والمتأصّل بطبيعة الحال عند الموحّدين.

وبعيداً من موقف رجال الدين، تواصل موقع “الكلمة أون لاين” مع الحزب الديموقراطي اللبناني ، بهدف استطلاع رأيه حول موقف جنبلاط.

وفي هذا الإطار رأى د. سليم حمادة، مستشار رئيس الحزب طلال ارسلان، أن كلام رئيس اللقاء الديموقراطي صدر في مكان وزمان لهما خصوصية معينة، وأضاف قائلا ” ليس هناك أدنى شك بأن خلفية الكلام تستند إلى حرص وليد بك على ألا يكون الدروز في هذه المرحلة الحساسة بالذات في مواجهة مع إخوانهم في الطوائف المحمدية الأخرى، على قاعدة الحقد والكراهية وتصفية الحسابات التاريخية”.

ولفت حمادة في السياق إلى أن النائبين جنبلاط وأرسلان، وكذلك مشايخ الدين في الطائفة، يعرفون تماماً أن الموحدين الدروز هم جزء لا يتجزأ من الإسلام، ولا داعي لـ”عودتهم” إليه، لأنهم لم يخرجوا منه أصلا.

وعلى هذا الصعيد، ذكّرمستشار رئيس الحزب الديموقراطي بفتوى الأزهر الشريف التي صدرت في أواخر الستينيات من القرن الماضي، والتي تنص على أن كل من ينطق بالشهادتين هو مسلم، معتبرا بالتالي أنها تشكل دليلا واضحاً على انتماء الدروز الإسلامي.

هذا ولفت حمادة إلى أن الطقوس التي ينتهجها الدروز في صلاتهم وممارستهم الدينية تثبت بالدليل القاطع على انتمائهم إلى الإسلام، لكنه استدرك بالقول “علماً بأن طقوسهم تختلف عن طقوس البعض الآخر من المذاهب، تماماً كما يختلف عنها المذهبان الشيعي والعلوي.”

إلى ذلك، ذكّر حمادة بالبحوث الأكاديمية التاريخية “رفيعة المستوى”، التي قام بها “أمير البيان” شكيب أرسلان، مؤكداً أنها تشكل الدليل القاطع على انتماء الدروز إلى الإسلام وسيرتهم المشرقة في تاريخه، وهم معروفون بأنهم “سيف الإسلام”.

وربطاً بكل ذلك، شدد د. حمادة في حديثه لموقعنا على أن المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق “الزعامات السياسية” الدرزية، وتحديداً النائبين أرسلان وجنبلاط، تلقي عليهما مسؤولية جدية لـ”حفظ” هذه الطائفة من خلال الدعوة إلى نبذ التطرف والحقد والكراهية مع كل الطوائف سواء المسيحية أو المحمدية، وذلك حرصاً على “وجود” الدروز في المنظومة الإسلامية، والتي تعاني اليوم من العصبية المذهبية والطائفية، كما التقسيم والشرذمة.

وختم مستشار رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني بالإشارة إلى أن الدروز لم يخرجوا يوماً من بيوتهم بفعل حملات عسكرية، بل كانوا في تاريخهم “مدافعين عن أنفسهم إذا ما تعرضوا للمخاطر”.

ضحى العريضي  -خاص-

Alkalimaonline.com

http://www.alkalimaonline.com/article.php?id=284836