وليد بركات: الجماعة الإسلامية حراكها في العرقوب من منطلق إنساني وحريصة على استقرار المنطقة..الجيش يقوم بدوره في حماية المنطقة ونحن معه ولا بيئة حاضنة للتكفيريين والإرهابيين في العرقوب

 في حديث لـ”جنوبية” مع الامين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات حول الاوضاع في جبل الشيخ أشار إلى أنّ “ما يحصل في سورية يجب ان يبقى في سورية، وثانيا فإنّ السوريين على اختلاف انتماءاتهم منخرطون مع الجيش بمواجهة التيارات التكفيرية، والصراع الدائر ليس صراعا مذهبيا او طائفيا انما هو صراع وطني بامتياز. وبالتالي ما يجري في السويداء يأتي في سياق المواجهات اليومية بين قوات الدفاع الوطني والجيش السوري في مواجهة جبهة النصرة وداعش وسائر المنظمات الارهابية التي تريد السيطرة على هذه المنطقة وتريد تحويلها الى منطقة حزام أمني على غرار ما كان يعرف في الجنوب ايام الاحتلال الاسرائيلي اي دويلة سعد حداد”.

وأضاف بركات أن أهل السويداء “كسائر السوريين يعرفون مصلحتهم جيدا ومنخرطون مع الجيش السوري ويدافعون عن كرامتهم وهم يقفون بمواجهة الإرهابيين الذين يريدون قتلهم وتهجيرهم، وابناء هذه المنطقة يواجهون الارهاب وليسوا بحاجة لدروس في كيفية الدفاع عن ارضهم”.

وتابع بركات بالقول: “هم منخرطون الى جانب مكونات المجتمع السوري في مواجهة هذه التيارات التي تقتل السنّة كما الدروز، كما قتلت الإيزيديين والمسيحيين”.

وأكد وليد بركات أنّ “خطر هؤلاء واضح فهم يعتدون على الناس ويحاولون احتلال القرى وتهجير الاهالي وتدمير القرى والمنازل من دون اي مبرر الا السيطرة على المنطقة وتحويلها الى امارة تتعاون مع الكيان الغاصب المحتل، والدليل ان جرحى هؤلاء يتم إدخالهم إلى الكيان الغاصب للعلاج، كما انّ مرابض الجيش الاسرائيلي تقصف مواقع الجيش السوري لمنعه من التقدّم”.

وردا على سؤال ما إذا كان يلتقي مع الدعوات الى حمل السلاح من اجل الدفاع في قرى راشيا وغيرها، رأى وليد بركات ان: “الناس اساسا مسلحون هناك، والجيش موجود للدفاع عنهم. وفي حال تمكن التكفيريون من التقدم نحو العرقوب وراشيا وحاصبيا فإنّ الجيش اللبناني سيتصدى لهم. وحسنا فعل عندما منع جرحى النصرة من الدخول الى مستشفيات لبنان واعادهم الى بلدهم”.

وأكد بركات انّ “الجيش منتشر على الحدود مع سوريا من شبعا حتى راشيا الوادي وهو يقوم بمهامه بمواجهة الارهاب والاهالي على استعداد للقيام بحماية بيوتهم من اي محاولة يريد ان يقوم بها التكفيريون في حال حصولها”.

وقال بركات: “الجيش اللبناني مستعد وجاهز وقام بدوره ولن يُسمح بعرسال ثانية في هذه المنطقة”. ولفت الى انّ “أبناء المنطقة يميّزون بحالة وعي كبيرة ويدركون المخاطر التي يمكن أن تترتب على ذلك”.

وعن موقف الجماعة الاسلامية، قال بركات: “الجماعة الاسلامية تتحرك من منطلق انساني وهم حريصون على حماية المنطقة وابقاء ما يجري في سوريا ، وباعتقادي هم يعملون بالتوجه نفسه لأهالي المنطقة وليسوا على استعداد لدخول اي جبهة وهم حريصون على الاستقرار”.

وعن وجود خلايا نائمة يمكن ان تتحرك لدعم النصرة في حال انقلبت الموازين في القرى السورية المتاخمة لراشيا والعرقوب، أكد بركات ان “لا بيئة حاضنة للتكفيريين في منطقة مقاومة قاومت اسرائيل وهم وطنيون عروبيون، وبالتالي يدركون حجم المخاطر التي تحصل في سوريا، وهم مدركون ان اسرائيل يمكن ان تستغل وضع المنطقة، وكونهم عانوا من الاحتلال لا يمكن ان يشكلوا بيئة حاضنة للتكفيريين سواء النصرة او داعش ولا يوجد خلايا نائمة لهؤلاء في منطقتنا”.

وختم بركات: “المنطقة ليست مثل عرسال، والتساهل الذي حصل في عرسال لن يحصل في المنطقة والجيش هنا يسيطر على الحدود من شبعا الى راشيا الوادي، اضافة الى ان البلديات تقوم بدورها من مراقبة حراسة وغيرها والقوى السياسية جميعها متعاونة مع الجيش”.

وكان رئيس بلدية شبعا محمد صعب قد أكد في حديث اعلامي أنّ “النصرة وداعش كذبة كبيرة، ولو كانا موجودين لما زارنا كبار السياسيين، والذي يروج لهكذا مخططات وأخبار، يهدف الى ضرب البلدة، فبعد أحداث عرسال، وضعت البلدية جميع الذين يأوون السوريين في بيوتهم أمام مسؤولياتهم، ودهمنا شقق السوريين وتوقفنا عن استقبالهم، وكلّ ذلك بالتنسيق مع الجيش والقوى الامنية”. كما اكد رفضه فكرة الأمن الذاتي.
في حين اعتبر مراقب متابع، رفض الكشف عن اسمه، من اهل المنطقة، انّ “الاوضاع دقيقة جدا ولا يحتمل الوضع التصريح للاعلام، ونحن كأهل منطقة لدينا سلاحين سلاح الجيش اللبناني وسلاح محبة بعضنا البعض اي سلاح التعايش. واعتقد انه لا مخاوف، لا احد يريد القتال، ولا التسلح. ورفض فكرة الخلايا النائمة، فبحسب رأيه، ذلك ليس الا من اعمال المخابرات”.

وختم انّنا “نعيش على خط زلازل نحتاج معه الى حلقة نار تقوم عليها الأبنية البشرية التي تتحمل الصدمات”. وبحسب رأيه فإنّ “العرقوب وشبعا قرار واحد، والخطر الاصعب هو من داخلنا، اما الصراع الخارجي فلا يخيف أبدا”.