إفتتحت منظمة رابطة الناشطين المستقلين “أندي- أكت” بدعم من مؤسسة “دروسوس” السويسرية، معرضا في “أرت أونج” في الكرنتينا تحت عنوان “مشروع النفايات البلاستيكية في البحر: إلى أين؟”، برعاية وزير البيئة محمد المشنوق وبمشاركة المسؤولين في المنظمتين، ويهدف المعرض الى زيادة الوعي لدى طلاب المدارس وشرائح المجتمع على ضرورة تقليل كمية النفايات المتولدة.
وألقى وزير البيئة كلمة قال فيها: “القمامة أو النفايات البحرية هي النفايات التي يلقيها الإنسان بقصد أو بدون قصد في البحيرات، والبحار، والمحيطات، والممرات المائية. وتتكدس هذه النفايات على خط السواحل في كثير من الأحيان، وتشكل ركاما من الفضلات المبعثرة”.
أضاف: “إن أنواع النفايات البحرية تتضمن الأكياس البلاستيكية، والبالونات، والعوامات والحبال والنفايات الطبية، وقوارير زجاجية وقوارير بلاستيكية وولاعات السجائر وعلب المشروبات وشباك الصيد ومخلفات من السفن السياحية ومنصات النفط. وأظهرت الدراسات أن 80% من المخلفات البحرية هي من البلاستيك، وهي المادة التي تراكمت بسرعة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وبالتالي أصبحت النفايات البحرية مشكلة كبيرة، لأن النفايات، وخصوصا البلاستيكية منها لا تتحلل بفعل البكتيريا”.
وتابع: “إن وجود “حساء البلاستيك” في المحيطات يعتبر مشكلة كبيرة، فالنفايات البلاستيكية تقوم بفرز المواد الأصلية المكونة لها والتي تبقى في الماء لمدة طويلة. كما يمكن أن تتكون سموم على سطح هذه الجسيمات. وبحسب علماء الأحياء، فإن الجسيمات الصغيرة يسهل ابتلاعها، وتتحلل بسرعة بواسطة عصارة المعدة، وبالتالي تصل إلى الأعضاء الأخرى وإلى كل السلسلة الغذائية التي يتكون 20% منها من الاغذية البحرية التي يتناولها الانسان”.
ولفت الى أن “المواد البلاستيكية الطافية والانسكابات العرضية للحاويات البحرية هي مشكلة خطيرة وتشكل تهديدا خطيرا لأكثر من 250 نوعا من الأسماك والطيور والزواحف البحرية، والثدييات البحرية في جميع أنحاء العالم، وأيضا على القوارب والمساكن الساحلية والانسان”.
وأوضح أن “هناك ثلاثة اختلافات أساسية بالنسبة الى مصير النفايات البلاستيكية بين بيئة المحيطات والبيئات على الأرض:
أ- إن معدل الأشعاع الشمسي الذي يؤدي إلى تحلل البلاستيك العائم أو المغمور في البحر هو أبطأ بكثير من معدل الإشعاع الشمسي على الأرض.
ب- خلافا لما يحصل على الارض فإنه ليس هناك وسيلة سهلة لاسترجاع وفرز وإعادة تدوير النفايات البلاستيكية التي تدخل في بيئة المحيطات.
ج- إن تأثير الجسيمات الصغيرة (Plastic nanoparticles) الناتجة من النفايات البلاستيكية والعواقب الإيكولوجية لها في البيئة البحرية ليست واضحة، مع أن تفاعل هذه النفايات مع الأنواع العوالق الحيوانية (zooplankton species) التي تمثل المستهلك الرئيسي هي حاصلة بدون أدنى شك”.
وأكد المشنوق أن “المغزى من هذا المعرض هو التثقيف وزيادة الوعي لدى طلاب المدارس (بالتالي الوصول إلى كل شرائح المجتمع)، على ضرورة تقليل كمية النفايات المتولدة بكل انواعها، وخصوصا البلاستيكية منها، أكانت في المنزل أم في المكتب أم في المدرسة، أم حتى في خلال عمليات شراء الحاجيات المختلفة، واستعمال طرق أخرى لا ضرر بيئيا منها. وإن المفهوم الأمثل لترشيد كمية النفايات المنتجة، هو في تطوير مفهوم يقوم على الوقاية من النفايات، وهذا يعني تقليل إنتاج النفايات، فأفضل النفايات هي التي لا ينتجها الانسان، وبناء عليه فإن هذا العمل يجب أن تشترك فيه كل الوزارات والإدارات الحكومية والهيئات والجمعيات، والمدارس والجمهور العام”.
وختم: “إن مشكلة النفايات البلاستيكية أصبحت تؤرق الكثير من دول العالم، وأصبح هناك ضرورة عاجلة لوجود قوانين وتشريعات صارمة تلزم فرز وإعادة تدوير النفايات البلاستيكية والحد من طمرها في التربة، أو رميها في البحيرات، والبحار، والمحيطات، والممرات المائية”.
وزير البيئة: 80 % من المخلفات البحرية من البلاستيك وتهدد أكثر من 250 نوعا من الأسماك
0