في افتتاح «مُلتقى القادة الإقتصاديين المتوسطيين» فرعون: لبنان يطمح الى دور أساسي في التنمية

لا تعليق
إقتصاد
2
0

أعلن وزير السياحة ميشال فرعون من برشلونة، أن النمو الاقتصادي والسياحي في لبنان «رهن التهديدات الأمنية في المنطقة، علماً ان اقتصادنا يحافظ على الاستقرار مقارنة بالاضطرابات، في حين انها لا تزال ضمن احترام الدستور والسلم الأهلي»، مشيراً إلى أن «لبنان يطمح إلى أن يكون لاعباً أساسياً في حركة التنمية الإقليمية».
افتتح اتحاد غرف التجارة والصناعة للبحر الابيض المتوسط «أسكامي» امس في قصر المؤتمرات التابع لغرفة برشلونة، الدورة الثامنة لـ«ملتقى القادة الاقتصاديين المتوسطيين» برئاسة رئيس «أسكامي» محمد شقير ومشاركة وفود من دول المتوسط، وشارك في الملتقى وفد كبير من لبنان في مقدّمهم الوزير فرعون، رئيس اتحاد رجال اعمال المتوسط جاك صراف، رئيس الجمعية اللبنانية لتراخيص الامتياز شارل عربيد، المدير العام لمعهد البحوث الصناعية بسام الفرن، رئيس معرض رشيد كرامي الدولي حسام قبيطر، رئيس الغرفة الفرنسية – اللبنانية نائب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان غابي تامر، نائب رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان نبيل فهد، ورؤساء نقابات اقتصادية ورجال اعمال.
} شقير }
افتتح شقير الملتقى بكلمة أبدى فيها سعادته «لوجدود هذا العدد الكبير من القادة الاقتصاديين المتوسطيين في المنتدى والذي اصبح لقاءً اساسياً في اقتصاد المنطقة لا سيما في مجال الشراكة بين القطاع العام والخاص».
وبعدما عرض شقير التطورات الاقتصادية العالمية التي حصلت منذ الحرب العالمية الثانية وصولاً الى الازمة الاقتصادية والمالية الاخيرة، قال: تبيّن لنا انه لا يوجد نظام اقتصادي مثالي، لكن ظروفاً متفاوتة يجب ان نواجهها بأهداف واضحة وفعالة. وهاجسنا الاساسي في المتوسط حالياً هو البطالة وضرورة اتخاذ الخطوات المناسبة لمواجهتها، كما ان إعادة الاعمار ورفع مستوى بلاد الجنوب ضرورة لا محال منها بالنسبة الى أمن المنطقة بأجمعها، كذلك فالنمو الشامل لا يتحمل التأخير.
وختم «كل مؤسسة تقفل اليوم مأساة وكل مشروع يتأخر كارثة»، داعياً الى «تنظيم اقتصاد السوق أكثر من اي قت مضى، وعلينا التوجه الى قطاعات الانتاج حتى تعود الدورة الاقتصادية الى سابق عهدها».
} فالس }
وألقى رئيس غرفة برشلونة مايكل فالس كلمة رحّب في مستهلها بالوفود المشاركة، مشدداً على «ضرورة التعاون والتكامل في ما بين القطاع الخاص في منطقة المتوسط، الذي يشكل الحجر الاساس في دفع عمليات التعاون الاقتصادية بين دول منطقة المتوسط».
أما الرئيس التنفيذي للمعهد الاوروبي للمتوسط سينان فلورنسا فقال «نلتقي اليوم من اجل وضع رؤية للتعاون بين جمعيات ارباب العمل لتحقيق النمو وامتصاص البطالة»، مشدداً على «ضرورة توطيد الاعمال بين شمال المتوسط وجنوبه، كما ان هناك ضرورة لوضع رؤية موحّدة لمستقبل المتوسط.
ثم تحدث نائب الامين العام للاتحاد من اجل المتوسط كلودية كوتيزيه الذي اشار الى «القوة الاقتصادية الكبيرة التي تمتلكها دول منطقة المتوسط لتحقيق التمنية ومستقبل افضل لابنائها».
ونوّه عربيد بـ «أهمية منطقة المتوسط على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية»، مشيراً في هذا الاطار الى «الدور الكبير الذي تلعبه العلامات التجارية والامتيازات كقاعدة للتطور الاقتصادي». ولفت الى «اهمية انشاء اتحاد جمعيات تراخيص الامتياز المتوسطي للدور الذي يمكن ان يلعبه على مستوى تنمية العلاقات الاقتصادية وتحقيق النمو وامتصاص البطالة».
وتحدث صراف فعرض تجربة اتحاد رجال اعمال المتوسط والتعاون الذي يقيمه مع المؤسسات المتوسطية المماثلة «لتحقيق التنمية المستدامة وخلق فرص عمل للشباب». وقال: علينا العمل على مواجهة تحديات العولمة، والعمل على حل مشكلات البطالة، وشدد على ان «تعمل أوروبا بجدية لحل أزمة العراق».
رئيس الاتحاد العالمي لغرف التجارة بيتر ميهوك أشار الى تغيّرات اقتصادية جوهرية حصلت على المستوى العالمي، ويجب علينا العمل لتكون هذه التغيّرات ايجابية ومفيدة للاقتصاد العالمي. ونعمل من اجل ان يكون لمنطقة البحر المتوسط دور اقتصادي أفضل في العالم.
} فرعون }
وبعد كلمة لسكرتير العلاقات الخارجية في حكومة كتالونيا روجيه ساجي، ألقى الوزير فرعون كلمة قال فيها: من دواعي سروري وشرف لي ان أشارك اليوم في هذا الحدث في برشلونة مع شخصيات معروفة في القطاعين الخاص والعام، خصوصاً ان لبنان له حصة كبيرة غداً في هذا المؤتمر بحلقة سياحية خاصة مع وفد يمثل القطاع الخاص وقطاع السياحة الذي يشكل إمكانية كبيرة في بلدنا وشريحة مهمة من الناتج القومي الاجمالي ما يعادل 10 الى 20 في المئة بحسب الخبراء الاقتصاديين.
وأضاف: نموّنا الاقتصادي والسياحي رهن التهديدات الأمنية في المنطقة، علماً ان اقتصادنا يحافظ على الاستقرار مقارنة بالاضطرابات، في حين انها لا تزال ضمن احترام الدستور والسلم الأهلي. لكن للبنان واللبنانيين روح المقاومة على الصعيد الاقتصادي والثقافي بعدما تصدوا للإحتلال الاسرائيلي وللهيمنة السورية».
وأشار الى ان «لبنان لديه طموح إلى أن يكون لاعباً أساسياً في حركة التنمية الإقليمية، علماً انه شارك وعانى منذ تاريخه من التأثيرات الإقليمية، اليونانية، الرومانية، المصرية، الكنعانية، البيزنطية، العثمانية، المسيحية والإسلامية ولا سيما الفينيقية».
وتوجّه بالشكر الى طالب الرفاعي ومنظمة السياحة الدولية «لتبنيهم طريق الفينيقيين لتطوير السياحة الإقليمية العربية»، وتمنى «اعتماد هذا الموضوع في هذا المنتدى وأن يعطى حجمه في المتوسط».
وقال: لبنان موجود في البُعد المتوسطي، واللبنانيون معروفون بحب التجارة وهم نشيطون في القطاع الخاص في الشرق الأوسط وإفريقيا والجالية الاغترابية كبيرة في أميركا وأوستراليا، لذا هم مستعدون لبذل جهودهم وطاقاتهم لإنجاح هذا المؤتمر.
وأضاف فرعون: لبنان في أمسّ الحاجة الى يد المجتمع الدولي الممدودة له، للحفاظ على رسالة الحوار والثقافة والأديان والحرية والديموقراطية. انه بحاجة الى شركائه وأصدقائه لعدم انجراره في زوبعة العنف وكما هو بحاجة لهم، فهم ايضاً بحاجة الى هذا النموذج اللبناني للعيش المشترك والتسامح، واحترام الأقليات الذي هو معدوم في المنطقة، لانه اذا تملكت موجة الاٍرهاب من لبنان فإن احد أواخر معاقل الأمل تقع، وموجة الاٍرهاب ستحل على أوروبا ويمكن ان تدوم لعشرات السنوات.
} توقيع اتفاقات }
بعد حفل الافتتاح، وقع شقير بصفته رئيساً لاتحاد غرف المتوسط ثلاثة اتفاقات مع كل من صراف بصفته رئيس اتحاد رجال اعمال المتوسط، ومع رئيس الاتحاد العالمي للغرف التجارية بيتر ميهوك، ورئيسة جمعية الرحلات البحرية السياحية كارلا سالفادو.
وبعد انعقاد جلسة العمل الأولى، وقع شقير مع رئيس شركة «ميس» العربية للمعارض، اتفاقاً لإقامة معرض للمنتوجات الاوروبية الغذائية في جدة.