لن تستقر أسواق النفط العالمية قبل تراجع سعر برميل النفط دون مستوى 40 دولاراً، فالولايات المتحدة الاميركية رفعت انتاجها النفطي بأسرع وتيرة في ثلاثة عقود، والامارات العربية تخطط لزيادة انتاجها قبل العام 2017، ومنظمة اوبك لا تفكر بخفض إنتاجها. كلّ ذلك يقود الى فائض نفطي يومياً يقدّر بمليوني برميل وفق قطر.
بات الجميع ممّن يتعاطون العمليات المرتبطة بالقطاع النفطي من مُنتمين ومسوّقين وتجار مقتنعين بأنّ انخفاض اسعار النفط سوف يستمر وهو الاكبر منذ العام 2008. ويتوقع الكثيرون ان يبلغ سعر برميل النفط قبل نهاية شهر شباط المقبل مستوى 35 دولاراً. ويأتي ذلك مع تمسّك كل من المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والكويت بقرار عدم تخفيض الانتاج ولجم تراجع الاسعار.
كما يتوقع ان تبقى الاسعار منخفضة لفترة من الزمن، الأمر الذي يدفع الكثير من المنتجين للتحسّب لتراجع دراماتيكي لأسعار النفط. وكانت الاسعار قد تراجعت في التاسع من شهر كانون الثاني الجاري دون مستوى 50 دولاراً للمرة الاولى منذ نيسان من العام 2009 عندما بلغت الاسبوع الماضي 48,39 دولاراً للبرميل.
واكدت منظمة اوبك، وهي اكبر منتج للنفط في العالم، أي انها تنتج نحو 40 في المئة من الانتاج العالمي على مدى 12 مرة متكررة، انها لن تخفض انتاجها مهما تراجعت الاسعار. واذا ما تراجعت الاسعار دون مستوى 40 دولاراً، فإنّ الانتاج النفطي في بعض المناطق، ومنها بعض انحاء الولايات المتحدة الاميركية، لن يعود مُربحاً.
وقد يصمد المنتجون لبرهة من الزمن بفضل عقد اتفاق عمليات مالية مؤجلة ومستقبلية على الاسعار قبل تراجعها، مما يجعلهم يفوقون الارباح خلال فترة ما، لكن بعد ذلك لن يعود بالإمكان الصمود اكثر. وكانت اسعار النفط تابعت أمس تراجعها دون مستوى 50 دولاراً لكل من النفط الاميركي في نيويورك ومزيج برنت الخام في اوروبا.
وكان النفط تراجع الى 45 دولاراً للبرميل قبل بيانات اميركية توقعت ارتفاع حجم المخزونات الاستراتيجية الاميركية من النفط. ويعكس ذلك ارتفاع حجم المعروض من ناحية وتراجع الطلب في المقابل، ما دفع الاسعار الى ادنى مستوى لها في خمس سنوات ونصف السنة.
وكان النفط قد تراجع نحو 5 في المئة خلال العام الماضي. وهي الخسارة الاكبر منذ الازمة المالية العالمية في العام 2008. وجاء ذلك مع ارتفاع حجم الانتاج الاميركي من النفط بأكبر نسبة في ثلاثة عقود من الزمن. وقابل ذلك رفض منظمة اوبك تخفيض حجم انتاجها النفطي. ولا يتوقع ان تصِل الاسواق الى حالة من التوازن بين العرض والطلب قبل تراجع اسعار النفط دون مستوى الاربعين دولاراً.
وعلى رغم كل شيء فإنّ الامارات العربية المتحدة تخطط الى رفع حجم انتاجها النفطي الى 3,5 مليون برميل يومياً بحلول العام 2017 مقابل 2,7 مليون برميل حالياً. وتقدر قطر الفائض في المعروض العالمي من النفط يومياً بنحو مليوني برميل.
الاسواق المالية
كان نشاط بورصة بيروت الرسمية محدوداً نسبياً أمس فبلغ 101925 سهماً قيمتها 809966 دولاراً. وسجل تبادل 30 عملية بيع وشراء داخل ردهة البورصة ارتفع منها سهم واحد وتراجعت ثلاثة اسهم واستقر سهمان.
فقد تراجع سعر أسهم سوليدير الفئة (أ) بنسبة 0,62 في المئة الى 11,16 دولاراً، واسهم بنك عودة العادية بنسبة 1,46 في المئة الى 6 دولارات،
واسهم شركة الاسمنت الابيض لحامله بنسبة 6,66 في المئة الى 3,50 دولار. وارتفع سعر اسهم سوليدير الفئة (ب) بنسبة 0,09 في المئة الى 11,04 دولاراً في حين استقرت اسهم بلوم وبيبلوس المدرجتين على 6,80 و1,60 دولار.
وفي الاسواق الاوروبية ارتفعت الاسهم امس بنسب تراوحت بين 0,70 في المئة في كل من بورصات فرانكفورت وباريس ولندن بدعم من تحسن بيانات مبيعات المفرق على رغم تراجع اسعار النفط.
وفي اليابان تراجعت بورصة طوكيو 0,64 في المئة الى 17087 نقطة. وزادت بورصة هونغ كونغ 0,79 في المئة الى 24216 نقطة. اما في بورصة نيويورك فختمت الاسهم على تراجع تجاوز 0,54 في المئة في بورصة وول ستريت للمؤشرات الرئيسية الثلاثة داو جونز وستاندرد اند بورز وناسداك.
امّا في اسواق الصرف العالمية فتابع اليورو تراجعه الى ادنى مستوى له في تسع سنوات اذ انخفض 0,20 في المئة الى 1,1803 دولار. كما تراجع الجنيه الاسترليني 0,36 في المئة الى 1,5116 دولار. وزاد الدولار 0,08 في المئة الى 118,44 يناً، و0,08 في المئة الى 1,1984 دولار كندي و0,28 في المئة الى 1,0176 فرنك سويسري.
وفي اسواق السلع تراجع سعر النفط الاميركي في نيويورك أمس دون مستوى 45 دولاراً مع توقّع ارتفاع المخزونات الاحتياطية الاميركية. فتراجع 2,47 في المئة الى 44,93 دولاراً للبرميل. كما تراجع سعر مزيج برنت الخام في اوروبا بنسبة 2,32 في المئة الى 46,33 دولاراً للبرميل. وتوقع البعض مراوحة الاسعار بين 40 و45 دولاراً لفترة من الوقت.
اما اسعار الذهب فزادت أمس بنسبة 0,54 في المئة على 1239,4 دولاراً للاونصة، كما زاد سعر الفضة بنسبة 2,33 في المئة الى 16,95 دولاراً. غير ان التوقعات تبقى سلبية إزاء الذهب خلال العام 2015 الجاري على خلفية اتجاهات الاحتياطي الفدرالي الاميركي على مستوى رفع اسعار الفائدة، ويتوقع ان يتراجع الذهب في مرحلة اولى دون مستوى 1130 دولاراً للأونصة.
ويتأثر المعدن الاصفر باستمرار ارتفاع الدولار مقابل اليورو، لكن الارتفاع امس جاء على خلفية تراجع في اسواق الاسهم. ونصح البعض بشراء الذهب اذا ما تراجع الى 1170 دولاراً للاونصة.
“الجمهورية – طوني رزق”