طلال إرسلان لموقع المنار: أزمة لبنان بنيوية وليست رئاسية اجرى المقابلة ابراهيم عبدالله

 

طلال إرسلان لموقع المنار: أزمة لبنان بنيوية وليست رئاسية
 سيادة الفراغ لا يقتصر فقط على موقع رئاسة الجمهورية او الحكومة او المجالس النيابية بل يتعداه ليطال الهيكل البنيوي في تركيبة الدولة والنظام السياسي .

مقاربة اطل بها رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني “المير” طلال ارسلان في مقابلة مع موقع المنار الالكتروني ، وتميز بها عن غيره من السياسيين ليس على خلفية التقليل من اهمية رئيس الجمهورية ، وانما نتيجة حرصه على بناء الدولة، طارحاً الصوت في وجه حكومة تكرس مبدأ الكانتونات المطمرية على غرار الكانتونات الكهربائية والمائية والصرف الصحي الجاثمة على صدورنا كامر واقع استلحاقاً لنظامنا الطائفي والمذهبي المعيب.

أجرى المقابلة ابراهيم عبدالله

– اين اصبح ملف الانتخابات الرئاسية في لبنان ؟ هل العقد مازالت على حالها؟ ام انه جرى حل بعضها؟

كل شخص في هذا البلد لديه مقاربة مختلفة حول معالجة الامور او حول مسألة مناقشة موضوع الاستحقاق الرئاسي، وانا لدي مقاربة مختلفة عن الاخرين ، أنا اعتبر انه ليس هناك ازمة رئيس جمهورية ، ولا ازمة حكومات في البلد ، ولا ازمة مجالس نيابية ، انا مقتنع تمام الاقتناع انه هناك “ازمة بنيوية في تركيبة الدولة وفي تركيبة النظام السياسي في البلد”، هذا النظام الذي سُمي بالطائف ، واصبح دستورا ساهم مساهمة جدية في “تعزيز الانقسام بين اللبنانيين، وتعزيز الفساد في ادارات الدولة بكامل اجهزتها ومؤسساتها”، عزَّز الفرقة بين اللبنانيين حتى اصبح البعض من الطبقة السياسية في لبنان يختلف بمفهوم المفردات الوطنية للبلد ، منها “سلاح المقاومة” حيث يعتبر البعض ان هذا نقاش سياسي في حين انا اعتبره “نقاشا بنيويا في التفكير حول أي لبنان يريد ، وهل هناك مصلحة للبنان بوجود المقاومة او لا، والعدو الاسرائيلي على الحدود مع ظهور الجبهة التكفيرية على الحدود الشرقية” .

واعتبر ان هذا النوع من النظام السياسي جعل كلمة وتوصيف الخيانة وجهة نظر، وهذا اخطر ما يكون عندما “يختلف الشعب على انقسامات استراتيجية وليس تكتيكية”.

وراى ان الطائف وجد على قياس معين ، وبعد عام 2005 انفرط بين ايدينا ، ولم نستطع ادارة البلد بالشكل الصحيح وبالتالي “لا بد من مقاربة جدية والدعوة لمؤتمر تأسيسي حقيقي لتحديد اي لبنان نريد”، واعتبر ان “الاولية هي وضع اليد على الجرح وجلوس اللبنانيين مع بعضهم  البعض معترفين بكل صراحة بان هناك ازمة بنيوية في تركيبة النظام السياسي في لبنان”.


– النظام البديل، كيف يمكن التوصل الى اتفاق يجنب اللبنانيين التناحر والنزاعات؟

لفت المير ارسلان الى ان “جزءا من الاصلاحات هو انتخاب رئيس الجمهورية من قبل الشعب بالاضافة الى قانون انتخاب عصري ليس على قاعدة اضعاف الدولة المركزية وتعزيز الطائفية والمذهبية على حساب المواطنين، هذه المسائل عندما تبحث على الطاولة تحدد اي لبنان نريد”، وخير دليل على ذلك ما حصل امس في مجلس الوزراء فيما خص مسألة النفايات خرجوا منها على قاعدة ” حتى النفايات سوف نوزعها محاصصة”، مستغرباً كيف ان “دولة تنظر الى النفايات كنظرتها الى الطوائف والمذاهب”، والامر منسحب ايضاً على الكهرباء والمياه وكأن كل منطقة سوف تستقل بكهربائها ومائها والصرف الصحي والان نفاياتها وكأنه تكريس “لمفهوم الكانتونات وان النظام السياسي يكرس الانقسام بين اللبنانيين بدل ان تعمل الدولة على توحيدنا ورعاية جمعنا”، مطالباً الدولة بـ”وضع حلول على حجم لبنان لا على حجم مناطق وكانتونات”.

– هل يمكن للحوار بين حزب الله وتيار المستقبل أن يسهم في التوصل الى خاتمة ترضي اغلب اللبنانيين في ملف الاستحقاق الرئاسي؟

قال ارسلان انه من المشجعين على مبدأ “الحوار والتواصل بين اللبنانيين”، متمنياً ان “نصل الى خواتيم مرضية في ملف الاستحقاق الرئاسي”، ولكن حقيقة الامر مع الاسف هي “مجرد البناء على ارض رملية” آملاً البناء على ارض صخرية، مشيراً الى ان “مبدأ تعزيز مفهوم الدولة واطلاق نظام سياسي حديث يكمن من خلال اخراج الناس من مستنقع الطائفية والمذهبية” .

ولكن على الرغم من تشكيك البعض بجدوى الحوار الا ان المير من خلال تقييمه، وضع رأيه في “خانة التطابق مع رأي الرئيس بري حيال الوحدة الوطنية التي تجلت خلال التفجير الارهابي الذي اصاب جبل محسن وكانت نتاج ثمرة الحوار القائم بين حزب الله وتيار المستقبل” ، مضيفا ان “جو الحوار عكس نفسه على الملف الامني” في اشارة الى حركة وزير الداخلية نهاد المشنوق بالامس فيما خص “امارة” سجن رومية مستبشراً خيراً بذالك.


– هل انت راضٍ عن البيت الدرزي الداخلي؟

اعتبر ارسلان فيما خص البيت الدرزي الداخلي انه ونسبة للوضع القائم في المنطقة هناك نوع من الرضى على الرغم من اختلاف الرؤى يوجد سقف يلزم الجميع قائم على “الاحترام المتبادل وفهم موقع كل فريق واحترام هذا الموقع، وهذا يعزز من تخفيف الاحتقان على الساحة الدرزية في ظل هذه الازمة الصعبة التي تمر على لبنان وسوريا والمنطقة”، موضحاً انه طالما هناك سقف محصور بالخلاف السياسي هذا الوضع “لا يؤثر على العلاقات السياسية بين كافة الافرقاء على الساحة الدرزية”.

– كيف يقرأ المير ما جرى من صدام بين المجموعات التكفيرية والدروز في الجولان؟

الدروز في كل الوطن العربي لا يمكن ان يكونوا مع هذه الظاهرة الغريبة على مجتمعنا وثقافتنا وتاريخنا وفكرنا القومي، لافتاً الى ان “دروز سوريا موقفهم واحد مع الدولة السورية بقيادة الرئيس بشار حافظ الاسد في مواجهة هذه الظاهرة الارهابية ، وبالتالي مصيرهم واحد كمصير باقي اطياف الشعب السوري” .

– هل الدروز في لبنان في مناطق التماس مع المجموعات المسلحة قادرون على حماية انفسهم ؟

عندما نقول ان الدروز موقفهم واحد خلف الدولة السورية، هذا الامر ينطبق حكماً على لبنان من خلال موقفهم الداعم للجيش اللبناني ، وهم طبعاً قادرون على حماية أنفسهم من خلال قيامهم بدور مميز في هذه المسألة لا سيما في منطقة العرقوب من خلال التنسيق مع اهالي المنطقة لمنع ادخال هذه الظاهرة خصوصاً ان البيئة الحاضنة غير موجودة لدعم تلك الظواهر.

من خلال علاقتك بالقيادة السورية، كيف تقيّم الوضع الميداني؟

وصف ارسلان الوضع الميداني في سوريا مقارنة بالماضي بالممتاز ، وان الامور متجهة الى الوضع الايجابي ، واثبت الشعب السوري وحدته ورفضه لكل انواع الانقسامات تحت العنوان المذهبي والطائفي الذي جربه الغرب في شتى الوسائل ان كان عبر التكفيريين او عبر وسائل اخرى من اضعاف الشعب السوري بانقساماته الطائفية والمذهبية ، معتبراً هذا المشروع “قد سقط في سوريا واثبتت الدولة قوتها المركزية”، وراى ان “سوريا متجهة الى تعزيز مكانتها ووضعها على الصعيد الاقليمي والدولي”.

– الروس نشطون في هذه الايام على خط الوساطة بين المعارضة والقيادة السورية ، هل هناك اي تقدم في هذا الملف يكسر الجمود المهيمن على الخط السياسي؟

لفت الى ان الرئيس الاسد ابلغ الجميع منذ زمن انه مع الحوار ، والامر بات الان في ملعب الاخرين .

– اتصالات المير مع الروس والايرانيين

عبر رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني عن ارتياحه من الموقف الروسي والموقف الايراني ونظرتهم الى كل ما يجري في المنطقة خاصة في سوريا، مؤكداً ان العلاقة مميزة مع سفارتي البلدين ، وقال ان موقفه متطابق مع مساعد وزير  الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف حول ما يحصل من مؤامرة كونية على سوريا والمنطقة.

سوريا هي معيار مكافحة الارهاب فعلاً وليس قولاً، ولا يمكن لمن يحارب الدولة السورية ان يكون في مسار الاحرار الرافضين للارهاب.

– كيف يقرأ المير ارسلان ظاهرة تفشي الارهاب وتشظيه داخل الدول الداعمة للارهاب ومن ضمنها فرنسا؟

رأى المير ارسلان ان ظاهرة الارهاب التي تشهده منطقتنا وسوريا بالتحديد تشكل خطرا على العالم بأسره، ولفت الى ان هذا الارهاب ليس محدودا بل يهدد المنطقة والعالم بأسره .

واعتبر أن سوريا هي معيار مكافحة الارهاب فعلاً وليس بمجرد القول ، ولا يمكن لمن يحارب الدولة السورية ويغطي ممارسات المنظمات الارهابية ان يكون في مسار الاحرار الرافضين للارهاب.

واشار الى ان المخرج الوحيد للغرب للخروج من نفق الارهاب الذي ادخل نفسه به نتيجة السياسات الخاطئة هو سلوك الطريق الوحيد عبر التفاوض مع الرئيس الاسد ، وغير ذلك يعتبر بمثابة “محاربة طواحين الهواء”.

الدروز جزء لا يتجزأ من هذه المنطقة، هذه المسألة مجبولة بالدم الدرزي، ليست ظرفية يحددها موقف من هنا او من هناك.

–  الموقف الوطني للمير من الاحداث الجارية ورسالته للشارع العربي بشكل عام والدرزي بشكل خاص.

الدروز جزء لا يتجزأ من هذه المنطقة ، والدروز لم يخرجوا من جذورهم الوطنية والقومية والتاريخية ، وهذه المسألة ليست ظرفية يحددها موقف من هنا وموقف من هناك ، هذه المسألة مجبولة بالدم الدرزي ، ولا يمكن فصلها، لا خيارات في هذه المنطقة سوى وحدتنا على المستوى العربي بدعم مقاومتنا ووحدتنا على المستوى الاسلامي.


تصوير : وهب زين الدين