يحلم المنتخب الجزائري باحراز لقبه القاري الثاني وتأكيد تألقه في المونديال البرازيلي الصيف الماضي وذلك عندما يخوض غمار النسخة الثلاثين لنهائيات كأس امم افريقيا في غينيا الاستوائية ما بين 17 كانون الثاني الجاري و8 شباط المقبل.
ويبدو «محاربو الصحراء» مرشحين فوق العادة للتتويج باللقب الثاني في تاريخهم والاول منذ 25 عاما عندما ظفروا به على ارضهم، وذلك بالنظر إلى تألقهم اللافت في المونديال وبلوغهم الدور الثاني للمرة الاولى في تاريخهم وخروجهم بصعوبة وبعد التمديد 1-2 أمام المانيا التي توجت باللقب لاحقا.
وخطا المنتخب الجزائري الخطوة الاولى في سعيه الى التتويج باللقب القاري عندما كان اول المتأهلين الى النهائيات، وهو مطالب بالخروج من مجموعة الموت التي ضمته الى جانب غانا والسنغال وجنوب افريقيا، لشق طريقه نحو الادوار النهائية واللقب.
وتعيش الكرة الجزائرية افضل ايامها، ففريق وفاق سطيف احرز لقب دوري ابطال افريقيا ونال لاعب الوسط الدولي ياسين براهيمي جائزة افضل لاعب في القارة باختيار شبكة بي بي سي البريطانية، وهو يبلي بلاء حسنا في صفوف فريقه الجديد بورتو البرتغالي وساهم في بلوغه الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري ابطال اوروبا.
ويملك المنتخب الجزائر اكثر من نجم بدءا من العرين الذي يحرسه رايس مبولحي مرورا بخط الدفاع والمخضرمين مجيد بوقرة ورفيق حليش وخط الوسط بقيادة براهيمي ونجم فالنسيا الاسباني سفيان فغولي وصولا الى خط الهجوم والقوة الضاربة المتمثلة في اسلام سليماني (سبورتينغ لشبونة البرتغالي) والعربي هلال سوداني (دينامو زغرب الكرواتي).
وعلى رغم ان منتخب بلاده المصنف 18 عالميا والاول في القارة السمراء يملك حظوظا كبيرة للمنافسة على اللقب، فإن رئيس الاتحاد الجزائري محمد راوراوة فضل التواضع بقوله: «هدفنا بلوغ دور الاربعة بسبب الظروف الاستثنائية لهذه البطولة التي نقلت الى غينيا الاستوائية بعدما رفض المغرب استضافتها بسبب وباء الايبولا». ويبدو ان راوراوة استخلص العبر من نسخة عام 2010 في انغولا عندما دخلها «ثعالب الصحراء» مرشحين فوق العادة لاحراز اللقب بعد تأهلهم التاريخي الى المونديال على حساب منتخب مصر في الدور الفاصل، فكان المنتخب الجزائري جيدا وبلغ ربع النهائي بانتصار تاريخي على ساحل العاج، لكنه تلقى صفعة مدوية من الفراعنة الذين سحقوه برباعية نظيفة وتوجوا بعدها باللقب.
وغابت الجزائر عن النهائيات عام 2012 قبل ان تحجز بطاقتها لنسخة 2013 في جنوب افريقيا لكنها خرجت بخفي حنين من الدور الاول، وبالتالي فإن مهمتها هذا العام تكمن ايضا في محو خيبة الامل. ويدخل المنتخب الجزائري نسخة غينيا الاستوائية في ظروف مشابهة لنسخة 2010 وان كانت المعنويات في النسخة الحالية اعلى بكثير.
وطمأن براهيمي الجماهير الجزائرية الى انه ورفاقه سيكونون جاهزين للعرس القاري، وقال: «إطمئنوا، سنكون مستعدين منذ المباراة الاولى امام جنوب افريقيا الاثنين المقبل».
ويقود الجزائر المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف الذي تسلم منتخبا جاهزا ورائعا من سلفه البوسني الاصل الفرنسي الجنسية وحيد خليلودزيتش الذي رفض تجديد عقده بعد قيادته الجزائر للانجاز التاريخي في المونديال.
وتحسن اداء المنتخب الجزائري نسبيا وذلك بشهادة غوركوف الذي قال: «منذ تسلمي المهمة، شددت دائما على ضرورة فرض اسلوب لعبنا على المنتخبات المنافسة لنا، ولن نخرج عن هذه القاعدة في غينيا الاستوائية». وأضاف «فلسفتي هي عينها: فرض اسلوب اللعب على خصومنا في جميع المباريات التي ستخوضها وبهذه الروح سأخوض كاس امم افريقيا المقبلة».
لكن مهمة الجزائريين لن تكون سهلة خاصة في ظل تواجد غانا المتوجة باللقب اربع مرات اعوام 1963 و1965 و1978 و1982 والتي حلت وصيفة في 1968 و1970 و1992 و2010. لكن غانا ستخوض النهائيات بتشكيلة اغلب عناصرها من الشباب بعدما تم استبعاد الاقطاب سولي علي مونتاري ومايكل ايسيان وكيفن برينس بواتينغ وغياب نجم جوفنتوس الايطالي اسامواه كوادوو بسبب الاصابة.