أكد الرئيس السوري بشار الاسد في حديث لمجلة لمجلة “فورن افيرز” الأميركية ان “أي حرب في أي مكان من العالم وكل حرب حدثت في الماضي تنتهي بحل سياسي لأن الحرب نفسها ليست الحل، لنقل إن الحرب هي إحدى أدوات السياسة وهكذا فالنهاية هي التوصل إلى حل سياسي، هكذا نراها، هذا هو العنوان العريض”،
وأشار الى ان “الحديث عن سوريا بانها مقسمة الى ثلاث دويلات ليس دقيقاً، حيث لا تستطيع التحدث عن دويلات ما لم تتحدث عن الناس الذين يعيشون في تلك المناطق، الشعب السوري لا يزال مع وحدة سوريا ولا يزال يدعم الحكومة، أما الفصائل التي تحدثت عنها فهي تسيطر على بعض المناطق لكنها تنتقل من مكان إلى آخر، ليست مستقرة وليست هناك خطوط واضحة تفصل بين القوى المختلفة، في بعض الأحيان تكون متشابكة مع بعضها بعضاً”، لافتاً الى ان “القضية الأساسية تتعلق بالسكان الذين لا يزالون يدعمون الدولة بصرف النظر عما إذا كانوا يدعمونها سياسياً أو لا، إنهم يدعمون الدولة كممثل لوحدة سوريا، هذا ما أعنيه بدعم الدولة، وطالما ظل الشعب السوري يؤمن بوحدة سوريا فإن أي حكومة وأي مسؤول يمكن أن يوحد سوري، والعكس بالعكس، إذا كان الشعب منقسماً إلى فئتين أو ثلاث فئات أو أكثر.. فلا أحد يستطيع أن يوحد هذا البلد هكذا ننظر إلى الأمر”، مضيفاً “إذا سرت في دمشق الآن تستطيع أن ترى جميع ألوان المجتمع السوري سواء كان من الناحية العرقية أو الدينية أو الطائفية، جميعهم يعيشون معاً، الانقسامات في سوريا لا تستند إلى أساس طائفي أو عرقي، حتى المناطق الكردية تتواجد فيها الألوان المختلفة التي تحدثت عنها، وفيها من العرب أكثر مما فيها من الأكراد، إذاً الأمر لا يتعلق بالعرق أو الدين بل بالفصائل التي تسيطر عسكرياً على مناطق معينة”.
ولفت الاسد الى اننا “منذ البداية كنا منفتحين على أي حوار مع أي فريق في سوريا، وأنا لا أقصد الأحزاب السياسية فقط، بل أي تيار أو شخصيات أو لنقل أي كيان سياسي وغيرنا الدستور ونحن منفتحون على كل شيء، لكن عندما ترغب بالقيام بأمر ما فإن ذلك لا يتعلق بالمنصب ولا بالحكومة بل بالسوريين أنفسهم، قد يكون هناك أغلبية في الوسط لا تنتمي إلى أي فريق، فإذا أردت أن تقوم بأي تغيير أو التوصل إلى أي حل سياسي ينبغي لكل سوري أن يعبر عن رأيه في ذلك. طالما أنك تتحدث عن مشكلة وطنية، بالتالي عندما تجري حواراً فإنه لا يكون فقط بين الحكومة والمعارضة.. بل بين جميع الأحزاب والكيانات السورية، هكذا ننظر إلى عملية الحوار، هذا أولاً. ثانياً، مهما كان الحل الذي ترغب بالتوصل إليه في النهاية فعليك أن تعود إلى الشعب من خلال استفتاء لأن ذلك سيتعلق بالدستور وبتغيير النظام السياسي وأي شيء آخر وبالتالي الشعب السوري هو من يقرر ذلك”، مشدداً على ان “الشعب هو الذي ينبغي أن يتخذ القرار وليس أي فريق اخر”، مضيفاً “نحن ذاهبون إلى روسيا وسنتفاوض، لكن هناك سؤال آخر هنا. مع من تتفاوض؟، نحن كحكومة لدينا مؤسسات ولدينا جيش ولدينا نفوذ سواء كان إيجابياً أو سلبياً أو في أي اتجاه، وفي الوقت الذي نريد. أما الأشخاص الذين ستتفاوض معهم فمن يمثلون هذا هو السؤال. عندما تتحدث عن معارضة فإن لذلك معنى، للمعارضة عادة وفي كل الدول ممثلون في الإدارة المحلية، في البرلمان وفي المؤسسات، ينبغي أن يكون لديها قواعد شعبية تتحدث هذه المعارضة نيابة عنها. مشكلتنا في الأزمة الراهنة أن علينا أن نسأل عن نفوذ هذه الجهات على الأرض. عليك أن تعود إلى ما أعلنته الجماعات المسلحة عندما قالت مراراً إن هذه المعارضة لا تمثلنا ولا نفوذ لها علينا، وعليه ومن الناحية العملية فإذا أردت أن تجري حواراً مثمراً ينبغي لهذا الحوار أن يجري بين الحكومة وهذه الجماعات المسلحة، هذه هي الحقيقة،كما أن هناك عاملاً اخر يتعلق بالنقاش مع المعارضة.. فهناك معارضة وطنية بمعنى أنها تعمل لمصلحة الشعب السوري بينما لا يمكن أن تكون معارضة إذا كانت مجرد دمى في أيدي قطر أو السعودية أو أي بلد غربي بما في ذلك الولايات المتحدة أو تتلقى أموالاً من الخارج. ينبغي لهذه المعارضة أن تكون سورية. لدينا معارضة وطنية. أنا لا أقصي أحداً ولا أقول إن كل أطياف المعارضة غير وطنية. ما أقوله هو أنه عندما يجري نقاش ينبغي أن يتم الفصل بين المعارضة الوطنية وبين شخصيات لا تعدو كونها دمى. ليس كل حوار مثمراً”، مؤكداً اننا “سنتحاور مع الجميع ليس لدينا أي شرط، نعم سنلتقي الجميع. لكن إذا أردت التوصل إلى نتيجة ينبغي أن تسأل كل واحد منهم من تمثل”.
وعن تنفيذ خطة المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا، شدد على انه يوافق عليها، لأننا كنا قد نفذنا ذلك قبل تكليف دي ميستورا كمبعوث دولي إلى سورية،كان ذلك في مدينة حمص وهي مدينة كبيرة أخرى، كما نفذنا ذلك على نطاق أضيق في ضواح وقرى أخرى، وقد نجح ذلك”، مضيفاً “إذاً الفكرة جيدة جداً لكنها تعتمد على التفاصيل، دي ميستورا أتى إلى سورية بعناوين، وافقنا على بعض هذه العناوين والآن ننتظر أن يأتي بخطة مفصلة وبجدول زمني من الألف إلى الياء. نحن ننتظر ونناقش الأمر مع معاونه، نحن عادة أمام سيناريوهات مختلفة لعمليات المصالحة المختلفة. في بعض المناطق، سمحنا لهم بمغادرة المناطق المأهولة من أجل منع سقوط ضحايا بين المدنيين. غادروا تلك المناطق مع أسلحتهم. أما في مناطق أخرى فلم يحدث ذلك سلموا أسلحتهم وغادروا. الأمر يعتمد على ما يعرضونه وما يعرض عليهم”.
ولفت الى ان “ما سيجري في موسكو هو عبارة عن تحضير للمحادثات، وعند الشروع في التحدث عن المؤتمر، ما هي المبادئ والأسس التي سيعقد المؤتمر بناءً عليها، سأعود إلى نفس النقطة وسأكون صريحا، فبعض الشخصيات دمى كما قلت في أيدي بلدان أخرى وهي تنفذ أجنداتها. ونحن نعلم أن هناك بلداناً مثل فرنسا على سبيل المثال لا مصلحة لها بنجاح ذلك المؤتمر وبالتالي فإنها ستعطي الأوامر بإفشاله.. هناك شخصيات أخرى لا تمثل سوى نفسها، إنها لا تمثل أحداً في سوريةوبعضهم لم يعش في سورية على الإطلاق وبالتالي فإنهم لا يعرفون شيئاً عن البلد. بالطبع هناك شخصيات تعمل من أجل المصلحة الوطنية، وهكذا فعندما نتحدث عن المعارضة ككيان واحد، من سيكون له نفوذ على الآخرين هذا ليس واضحاً بعد، التفاؤل كلمة مبالغ فيها، لا أقول إني متشائم، لنقل إن لدينا أملا في أي فعل نقوم به، مضيفاً “إنهم يقولون أشياء كثيرة، لكن الأمر يعتمد على ما سيفعلونه، وتعلم أن ثمة انعداما للثقة بين السوريين والولايات المتحدة إذاً علينا أن ننتظر ونرى ما سيحدث في المؤتمر”.
ورداً على سؤال عن الطريقة الصحيحة للوصول الى اتفاق بين الافرقاء في سوريا أشار الاسد الى انه “مع التعامل بشكل مباشر مع المسلحين، لكن هناك نوعان من المسلحين. الغالبية العظمى من أتباع القاعدة.. وينتظم هؤلاء في “داعش” و”جبهة النصرة، وهناك فصائل مشابهة تنتمي إلى القاعدة لكنها أصغر حجماً، هناك ما وصفها أوباما بالمعارضة الوهمية أي المعارضة المعتدلة وهي ليست فعلياً معارضة بل مجموعات مسلحة ومعظم هؤلاء أيضاً إما انضموا إلى القاعدة أو انضموا إلى الجيش السوري مؤخراً. خلال الأسبوع الماضي ترك عدد كبير من هؤلاء تلك المجموعات وعادوا إلى الجيش السوري”، مضيفاً “هم منشقون عن الجيش السوري تركوا مواقعهم مع المجموعات المسلحة وقالوا لا نريد الاستمرار في القتال وعادوا إلى الجيش السوري، لكن من تبقى من هؤلاء هو عدد قليل في المحصلة، هل تستطيع التفاوض مع القاعدة ومن مثلها، هؤلاء ليسوا مستعدين للتفاوض لديهم مخططاتهم، في الواقع إن عمليات المصالحة التي بدأناها والتي سيتابعها السيد دي ميستورا تشكل الحل العملي على الأرض هذا أولاً، ثانياً ينبغي تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2170 الذي يتعلق بالامتناع عن دعم وتمويل وتسليح “داعش” والذي صدر قبل عدة أشهر، هذا القرار واضح لجهة منع أي جهة من دعم تلك الفصائل عسكرياً أو مالياً أو لوجستياً، وهو ما لا تزال تركيا والسعودية وقطر تفعله حتى الآن. ما لم يتم تطبيق ذلك القرار، لا تستطيع التحدث عن حل حقيقي، لأنهم يستطيعون وضع العقبات طالما يستمرون في دفع الأموال، هكذا نستطيع الشروع في العملية، ثالثاً على الدول الغربية سحب هذه المظلة التي كانوا يصفونها.. ولا يزال البعض يفعل ذلك حتى الان بدعم المعارضة المعتدلة، إنهم يعلمون أنه لدينا بشكل أساسي القاعدة و”داعش” و”النصرة”.
وعن امكانية اتخاذ بعض الاجراءات لبناء الثقة قبل المحادثات اوضح ان “المسألة ليست مسألة علاقات شخصية كي نتحدث عن الثقة، الأمر يتعلق بالاليات، في السياسة نتحدث فقط عن الاليات، لا ينبغي بالضرورة أن تثق بشخص ما كي تفعل شيئاً، إذا كانت هناك آليات واضحة يمكن التوصل إلى نتائج.. وهذا ما يريده الناس. إذاً السؤال هو ما هي الآليات التي نستطيع وضعها وهذا سيعيدنا إلى السؤال نفسهمن هم هؤلاء، ومن يمثلون وما هو نفوذهم ما جدوى بناء الثقة مع أشخاص ليس لهم أي نفوذ”، مضيفاً “لدينا شيء ملموس يتمثل في المصالحات، هم يسلمون سلاحهم ونحن نمنحهم العفو.. فيعودون إلى حياتهم الطبيعية هذا مثال حقيقي يؤدي إلى بناء الثقة هذا من جهة من جهة أخرى ما العلاقة بين تلك المعارضة والسجناء ليس هناك أي علاقة، وهؤلاء ليسوا سجناءهم على أي حال فهذه إذاً قضية مختلفة تماماً”، مشيراً الى ان “أكثر من 50 بالمئة من هذه عمليات العفو نجحت، و50بالمئة في مثل هذه الظروف تعد نجاحاً ليس هناك شيء مطلق.. وينبغي أن تتوقع بعض النواحي السلبية لكنها ليست النواحي الطاغية”.
وأشار الاسد الى ان “إيران بلد مهم في هذه المنطقة وقد كان لها نفوذ قبل الأزمة، وبالتالي فإن نفوذها لا يتعلق بالأزمة.. بل يتعلق بموقفها السياسي بشكل عام، عندما تتحدث عن نفوذ فإن ذلك يتعلق بالعوامل المختلفة التي تجعل بلداً ما نافذاً. في الشرق الأوسط، في منطقتنا هناك نفس المجتمع نفس الأيديولوجيا نفس القبائل العابرة للحدود والعديد من الأشياء المتشابهة، وبالتالي فإن هذه العوامل جميعها تصبح عابرة للحدود، فإذا كان لبلد ما نفوذ على أحد هذه العوامل فإن نفوذ هذا البلد سيعبر الحدود هذا جزء من طبيعتنا.. ولا يتعلق بالصراع. بالطبع عندما يكون هناك صراع.. وعندما تسود الفوضى فإن بلداً آخر سيكتسب نفوذاً أكبر في بلدك، وعندما لا تكون هناك إرادة بالمحافظة على سيادة البلدان سيحدث ذلك. جواباً على سؤالك أقول إن إيران ليس لديها أي مطامع في سوريا، ونحن في سوريالم نسمح لأي بلد بأن يكون له نفوذ في بلدنا.. إننا نسمح بالتعاون، لو أردنا السماح لبلد آخر بأن يمارس نفوذه في بلدنا لكنا سمحنا للولايات المتحدة بذلك. في الواقع إن هذه هي مشكلة الولايات المتحدة والغرب بشكل عام إذاً نحن لا نقبل بذلك والايرانيون من جهتهم لا يرغبون بذلك”.
وعن صدور أوامر من المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران السيد علي الخامنئي لبناء معامل لاناج الصواريخ في سوريا اعتبر ان “لعب دور من خلال التعاون يختلف عن لعب دور عن طريق الهيمنة”، مشيراً الى ان “كا ما تقوم به ايران في سوريا يتم بالتعاون الكامل مع الحكومة السورية، هكذا كان الأمر دائماً”.
وقال الاسد: “من نافل القول إن مؤسسات الدولة هي وحدها الضامنة لتحقيق الاستقرار وفرض النظام، أما أي عامل يمكن أن يلعب دوراً بموازاة دور الحكومة فيمكن أن يكون إيجابياً وجيداً في ظروف معينة، لكن ستكون له دائماً اثار جانبية سلبية.. هذه طبيعة الأمور. إن وجود ميليشيات تدعم الحكومة يعد من الاثار الجانبية للحرب.. لكن تنبغي محاولة السيطرة على هذه الاثار الجانبية”، مضيفاً “إذا سألت أي سوري عن هذا الموضوع فإنه سيعطيك جواباً مماثلاً، الأكيد أن أي مواطن سوري يشعر براحة أكبر عند التعامل مع مؤسسات الدولة وجيشها وقوات أمنها، لكن ما حدث في القنيطرة أمر مختلف تماماً، لم يحدث أن انطلقت أي عملية ضد إسرائيل من مرتفعات الجولان منذ وقف إطلاق النار عام 1974 وبالتالي فإن ادعاء إسرائيل بأن ثمة خطة لشن عملية ضدها من الجولان ابعد ما يكون عن الواقع، إنها مجرد ذريعة لأنهم أرادوا اغتيال اشخاص معينين من حزب الله”، مشيراً الى ان “الاسرائيليين يهاجمون سوريا منذ حوالي العامين دون أي مبرر، لقد هاجموا مواقع للجيش السوري، ما العلاقة بين حزب الله ومواقع الجيش السوري ، إنهم يقدمون الدعم للجماعات المسلحة في سوريا هذا واضح تماماً كلما حققنا تقدماً في مكان ما يقوم الإسرائيليون بالهجوم من أجل التأثير على فعالية الجيش السوري هذا واضح جداً، ولذلك يسخر بعض السوريين ويقولون، كيف يقال إن القاعدة لا تمتلك قوى جوية في الواقع لديهم قوى جوية هي القوات الجوية الإسرائيلية”.
وراى ان “ثمة سبب مهم للغاية لما حدث في العراق وهو أن بول بريمر لم يضع دستوراً لدولة،بل وضع دستوراً لفصائل هذا أحد الأسباب أما في سوريا، فلماذا صمد الجيش على مدى أربع سنوات رغم كل هذا الحصار ورغم هذه الحرب ومشاركة عشرات الدول فيها ضد سوريا ودعمها للجماعات المسلحة، لدينا دستور علماني.. بينما دستور العراق طائفي هذا هو السبب، عندما تتحدث عن دستور طائفي فإنه ليس دستوراً على الإطلاق، ينبغي أن تعود الأمور إلى الحالة الطبيعية التي كانت سائدة قبل الحرب، فليس لدينا خيار آخر.. هذا هو دور الحكومة وهذا أمر بديهي”.
وعن انخفاض اسعار النفط وتأثير ذلك على ايران وروسيا وعن ما اذا كان قلقاً من قدرتهما على مساعدة سوريا قال “لا لأنهم لا يعطوننا المال وبالتالي ليس لذلك أي أثر على سوريا حتى لو أرادوا مساعدتنا فإننا نأخذ قروضاًكأي بلد آخر، إذا لم نستطع الدفع مباشرة نقترض في بعض الأحيان نستطيع الدفع وفي أحيان أخرى نلجأ للقروض”، مشيراً الى انه “عندما تدفع مالاً مقابل الأسلحة التي تحصل عليها أو مقابل أي سلع أخرى، فلا مشكلة لديهم في ذلك”.
وأضاف “أقول دائماً إن كل حكومة ترتكب أخطاء، وكل شخص يرتكب أخطاء، مرة أخرى هذا بديهي، لكن إذا تحدثنا عن الأخطاء السياسية ينبغي أن نسأل أنفسنا عن القرارات الرئيسية التي اتخذناها منذ بداية الأزمة.. نحن اتخذنا ثلاثة قرارات رئيسية، أولاًأن نكون منفتحين على أي حوار، وثانياً غيرنا الدستور والقوانين طبقاً لما كان يقوله كثيرون في المعارضة بأن هذا هو سبب الأزمةوالقرار الثالث الدفاع عن بلادنا والدفاع عن أنفسنا ومحاربة الإرهاب، لا أعتقد أنه يمكن وصف هذه القرارات الثلاثة بأنها خاطئة، لكن إذا أردنا التحدث عن الممارسات فإن أي مسؤول في أي مكان يمكن أن يرتكب الأخطاء، لكن هناك فرق بين أخطاء الممارسة وأخطاء السياسات”، مشيراً الى أن “ندافع عن بلادنا ضد الإرهاب، إذا قلت بأن ذلك كان خطأ، فإن الخيار الآخر الصحيح هو أن ندعم الإرهاب، فيما يتعلق بهذه القرارات الثلاثة الرئيسية.. فقد كانت جميعها سليمة وأنا واثق من ذلك”.
وكشف انه “قد سجن بعض الأشخاص بسبب انتهاكهم لقوانين حقوق الانسان وبسبب استعمالهم المفرط للقوة، وهذا يحدث في مثل تلك الظروف”.
وعن امكانية حدوث تعاون أكبر مع أميركا خاصة بعد البدء بقصف مواقع “داعش” في سوريا والعراق قال: “الاحتمال موجود دائماً، لأننا كنا نطالب بالتعاون الدولي لمحاربة الإرهاب منذ ثلاثين عاماً.. لكن هذا الاحتمال بحاجة للإرادة، السؤال هو هل لدى الولايات المتحدة الإرادة لمحاربة الإرهاب على الأرض حتى الآن، لم نر شيئاً ملموساً رغم الهجمات ضد “داعش” في شمال سوريا، ما نراه حتى الآن هو مجرد عمليات تجميلية، وليس شيئاً حقيقياً، منذ بداية هذه الهجمات و”داعش” تحقق السيطرة على المزيد من الأراضي في سوريا والعراق”، مشيراً الى ان “كوباني مدينة صغيرة يقطنها حوالي 50 ألف نسمة، وقد مضت ثلاثة أشهر أو أكثر على بداية الهجمات ولم ينتهوا منها، أما مناطق مماثلة في المساحة وعدد السكان ومماثلة من حيث وجود القاعدة فيها حررها الجيش السوري في أقل من ثلاثة أسابيع، هذا يعني أنهم ليسوا جادين في محاربة الإرهاب”، لافتاً الى ان “الأمر لا يتعلق بمزيد من الانخراط من الناحية العسكرية، لأن الأمر لا يتعلق فقط بهذه الناحية، بل بالانخراط السياسي، بمدى رغبة الولايات المتحدة بالتأثير في تركيا لأنه إذا تمكن “داعش” من الاستمرار كل هذه الفترة فإن هذا يعني أن الأتراك مستمرون في تزويدهم بالسلاح والمال، هل مارست الولايات المتحدة أي ضغوط على تركيا لتتوقف عن دعم القاعدة، لم يفعلوا ذلك.. إذاً الأمر لا يتعلق بالجانب العسكري فقط، ثانيا وإذا أردنا أن نتحدث عن الانخراط العسكري، المسؤولون الأميركيون يقرون علناً بأنه ما لم يكن هناك قوات برية على الأرض لا يمكن تحقيق نتائج ملموسة، ما هوية القوات البرية التي سيعتمدون عليها”، مضيفاً “لا، ليست قوات أميركية. أنا أتحدث عن المبدأ.. المبدأ العسكري.. أنا لم أقل قوات أميركية، إذا كنت تقول بأنك تريد محاربة الإرهاب، ينبغي أن يكون هناك قوات على الأرض، السؤال الذي ينبغي أن يطرح على الأميركيين هو، ما هي هذه القوات التي ستعتمدون عليها، إنها بالتأكيد قوات سورية، لأن هذه أرضن. وهذا بلدنا، ونحن المسؤولون، وليس القوات الأميركية، نحن لا نطالب بوجود قوات أميركية على الإطلاق، الضغط على تركيا والسعودية وقطر كي تتوقف عن دعم الجماعات المسلحة وثانياً التعاون القانوني التعاون القانوني يبدأ بالحصول على إذن من حكومتنا لشن هذه الهجمات وهم لم يفعلوا ذلك وبالتالي فإن ما يقومون به غير قانوني”، لافتاً الى اننا “نريد التعاون ان يكون قانونياً بالطبع إذا أردت القيام بأي فعل في أي بلد اخر ينبغي أن تحصل على موافقته، ويمكن مناقشة الصيغة لاحقا، لكني أتحدث عن أنه ينبغي الحصول على إذن منذ البداية، سواء من خلال اتفاقية أو معاهدة أو أي شكل آخر فهذه قضية أخرى، ونحن مستعدون للتعاون مع أي دولة تظهر جدية في محاربة الإرهاب”.
ورداً على سؤال حول الخطوات التي يمكن ان يتخذها ليثبت لواشنطن انه مستعد للتعاون، أعرب عن اعتقاده بأنهم “هم من ينبغي أن يثبتوا أن لديهم الإرادة، نحن نحارب الإرهاب على الأرض، ولا يتوجب علينا إثبات ذلك، أي قوات لا تعمل بالتعاون مع الجيش السوري هي قوات غير قانونية وتنبغي محاربتها.. هذا واضح جداً”، مضيفاً “أياً يكن، دون التعاون مع القوات السورية فهي غير قانونية، وهي دمى في أيدي بلد اخر.. وبالتالي ستتم محاربتها كأي ميليشيا غير قانونية أخرى تقاتل ضد الجيش السوري، إلا أن ذلك يطرح سؤالاً اخر حول هذه القوات، لأن أوباما قال إنها مجرد وهم، فكيف يتحول الوهم إلى واقع، مداخلة من خلال برامج تدريب كهذه”، مؤكداً انه “لا يمكنك تحويل التطرف إلى اعتدال”، مضيفاً “لكن السؤال يبقى لماذا يزداد ضعف هذه المعارضة المعتدلة، إذا أردت أن تسمّيها معارضة نحن نسميها مجموعات مسلحة.. هذا هو السؤال، إنهم يزدادون ضعفاً بسبب تطورات الأزمة في سوريا، إن إحضار 5000 مقاتل من الخارج سيجعلهم ينشقون وينضمون إلى”داعش” وتنظيمات أخرى كما حدث خلال العام الماضي، لهذا قلت إن القضية لا تزال وهماً، ليس المقاتلون الخمسة آلاف بل الفكرة بحد ذاتها هي الوهم”، لافتاً الى ان “المضحك في الإدارة الاميركية أنها أول إدارة في التاريخ تبني تقييماتها، ومن ثم قراراتها على وسائط التواصل الاجتماعي، وبالتالي بوسعنا أن نسميها إدارة التواصل الاجتماعي، هذا لا علاقة له بالسياسة، ليس هناك دليل ملموس في كل ما ذكرت، فجميعها اتهامات.. يمكنك أن تحضر صوراً تحصل عليها من أي شخص وتدعي وجود تعذيب، من التقط الصور، من الموجود في الصورة لا أحد يعرف ليس هناك أي تحقق من هذه الأدلة، وبالتالي فإنها جميعها اتهامات بلا أدلة”.
واعتبر انه “إذا توقف الدعم الخارجي والامداد وتجنيد المزيد من الإرهابيين الجدد في سوريا لن تكون هناك مشكلة في هزيمتهم.. حتى في الوقت الراهن، ليست لدينا مشكلة من الناحية العسكرية، لكن المشكلة أنه لا تزال هناك عمليات إمداد مستمرة بشكل أساسي من تركيا، تماماً، من الناحية اللوجستية وأيضاً من خلال التمويل السعودي والقطري الذي يمر عبر تركيا”.
ولفت الى ان “الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسؤول شخصياً عن دعم الارهابيين لانه يعتنق إيديولوجيا الإخوان المسلمين التي هي أساس القاعدة، ولأنها كانت أول منظمة إسلامية تروج للإسلام السياسي العنيف في مطلع القرن العشرين، إنه يؤمن بقوة بهذه القيم، وهو متعصب جداً، ولهذا السبب فهو يستمر بدعم “داعش” وبالتالي فهو مسؤول شخصياً عما حدث”.
وعن رؤيته أي شركاء محتملين في المنطقة مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي أضاف “لن أتحدث عنه كشخص، لكن بما أن مصر والجيش المصري والحكومة المصرية في حرب مع نفس الإرهابيين، كما هو الحال في العراق أيضاً، يمكننا أن نعتبر هذه البلدان مؤهلة للتعاون في محاربة نفس العدو”، مشيراً الى انه “في الواقع، إذا نظرت إلى الخارطة العسكرية الآن، ترى أن الجيش السوري موجود في كل زاوية، لا أعني أنه موجود في كل مكان، بل إنه موجود في الشمال والجنوب والشرق والغرب وما بين هذه الزوايا”، قائلاً “لو لم نكن نؤمن كحكومة بسوريا موحدة وبأنها يمكن أن تعود إلى وضعها السابق لما كنا أرسلنا الجيش إلى كل تلك الجهات، ولو لم نكن مؤمنين بذلك كشعب لكنت رأيت سوريا مقسمة وشعبها منقسما إلى غيتوهات منعزلة على أساس عرقي أو طائفي أو ديني، وطالما لم نصل إلى ذلك الوضع والناس يعيشون مع بعضهم البعض والجيش موجود في كل مكان، مع العلم أن الجيش يتكون من جميع ألوان الطيف السوري وجميع مكونات النسيج الاجتماعي السوري، طالما كل ما سبق موجود في سوريا فذلك يعني أننا جميعاً نؤمن بأنه ينبغي أن تعود سوريا إلى ما كانت عليه، وأنه ليس لدينا أي خيار آخر، ولأنها إذا لم تعد إلى ما كانت عليه فإن ذلك سيؤثر في جميع البلدان المحيطة، إنه نسيج واحد، وسيكون لما يحدث في سوريا أثر الدومينو من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادي”.