وصل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، عند السادسة والنصف من مساء اليوم، إلى جدة، في المملكة العربية السعودية، في أول زيارة رسمية له الى الخارج، بعد توليه رئاسة الحكومة، يرافقه وفد وزاري وإعلامي وإداري وأمني. وتستمر الزيارة حتى مساء غد يلتقي خلالها كبار المسؤولين في المملكة.
وكان في استقبال سلام في الصالة الملكية في مطار الملك عبد العزيز الدولي، كبار المسؤولين السعوديين، والسفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، وسفير لبنان في المملكة عبد الستار عيسى.
وأشار سلام في دردشة مع الاعلاميين المرافقين له على متن الطائرة التي أقلته من بيروت، إلى أن “العنوان الأساسي للزيارة هو لشكر المملكة والمسؤولين فيها على المكرمة السعودية لدعم الجيش اللبناني”، مؤكدا “العلاقة الوطيدة والعميقة والعريقة التي تربط لبنان بالمملكة العربية السعودية”.
وذكر ب”الدعم الذي قدمته السعودية إلى لبنان معنويا وماديا ولا تزال، لا سيما اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب اللبنانية”.
ولفت إلى أن “المواضيع السياسية في المنطقة وانعكاسها على لبنان والدول العربية ستكون في صلب المباحثات التي سيجريها مع المسؤولين السعوديين”.
وعن توقيت الزيارة في هذا الوقت، قال سلام: “منذ تشكيل الحكومة، كنا منهمكين ومنشغلين بالسعي لتوفير الأمن في لبنان وتفعيل الادارات الرسمية من خلال التعيينات التي حصلت، فكانت الأولوية للداخل كي نستطيع تحقيق شيء للخارج”.
وردا على سؤال عما إذا كان سيبحث في موضوع الاستحقاق الرئاسي للبنان مع المسؤولين السعوديين، قال: “مخطىء من يظن أنني آت الى المملكة للبحث في هذا الموضوع، فأنا منذ البداية أسعى لأن يكون انتخاب الرئيس صناعة لبنانية، كما كانت الحكومة من دون تدخل مباشر من الخارج. وحتى هذه اللحظة، لم نلمس أي تدخل خارجي في الاستحقاق الرئاسي”.
ودعا “جميع السياسيين في البلد الى العمل من أجل نهضة لبنان، والتوافق حول اسم رئيس الجمهورية الجديد، بعيدا عن المزايدات والنكايات السياسية”، نافيا “أن يكون البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي حمله رسالة للمسؤولين السعوديين بالتمديد للرئيس سليمان حتى التوصل الى اتفاق على الاسم الجديد لرئيس الجمهورية”.
وعما إذا كان هناك مجال لانتخاب رئيس قبل 25 الجاري، قال سلام: “الموضوع ليس نزوة، بل هو واجب وطني، والتلكؤ عنه هو تلكؤ عن ممارسة الديموقراطية، وعلى الجميع السعي اليه لا الابتعاد عنه”.
وعن الكلام عن نية البعض الاستقالة من الحكومة، في حال لم ينتخب العماد ميشال عون رئيسا، قال: “أنا لم أسمع هذا الكلام، لكني أجدد وأقول كفى مزايدات، وعلينا النظر الى الوطن ومستقبله، والعمل من أجله للخروج من الأزمات التي يعيشها”.
وأمل سلام “عدم الذهاب الى مزايدات سياسية بعد 25 من الشهر الحالي، إذا ما اضطررنا الى تجرع كأس الفراغ”.
وردا على سؤال، قال: “إن لقاءه مع الرئيس سعد الحريري في جدة الليلة أمر طبيعي، خصوصا أن الرئيس الحريري هو رئيس أكبر تكتل سياسي ونيابي في لبنان، وهو الآن في المملكة، ولا بد من لقائه، خصوصا أنه لم يوفر مناسبة لأي جهة لبنانية زارت المملكة إلا وكان له موقع متقدم”.
وأشار سلام الى أنه “سيبحث خلال زيارته مع المسؤولين السعوديين موضوع النازحين السوريين الى لبنان، الذي أصبح يشكل عبئا على الدولة والشعب”، وقال: “الحكومة اللبنانية تتجه لمعالجة هذا الموضوع عبر السعي إلى إقامة مخيمات في سوريا أو في المناطق العازلة، وإجراء مسح شامل لهذا الموضوع. وكل الاحتمالات قيد الدرس، والنموذج الأردني في التعامل مع النازحين ناجح جدا”.
ومن المطار توجه سلام والوفد المرافق الى مقر إقامته في قصر الضيافة.
القنصلية اللبنانية في جدة
وليلا، يزور سلام القنصلية اللبنانية في جدة، ويقيم الرئيس سعد الحريري مأدبة عشاء في دارته، على شرف الرئيس سلام.