بركات للمنار: لضرورة دعم الإرادة الوطنية الداخلية لحماية لبنان…الوقائع الميدانية هي التي تحدّد ملامح التسوية الدولية في المنطقة

رأى الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وعضو اللقاء الوطني وليد بركات في حوار ضمن برنامج مع الحدث على قناة المنار، أن المنطقة العربية ككل تواجه تحديات كبيرة وصراعاً حول مواجهة الإرهاب من جهة ودعمه من جهة أخرى ، وأن تعطيل الدولة في لبنان يخدم الإرهاب مع العلم أن النظام الطائفي المولّد للأزمات يجب أن ينتهي من خلال الدعوة إلى مؤتمر تأسيسي يعيد تكوين السلطة على أسس وطنية من أجل بناء دولة حقيقية.

وأضاف بركات “إن كل المنطقة تشهد صراعاً محموماً ومأزوماً يقسمها إلى جبهتين، جبهة تواجه الإرهاب التكفيري وتعمل على ضربه ومنع تمدّده وكف مخاطره عن المنطقة وكل العالم، وجبهة تدعم وتقف إلى جانب الإرهاب وتنسّق بشكل أو بآخر مع من يدعم الإرهاب عالمياً وإسرائيلياً. ومن الواضح أيضاً أن مثلث الصمود الحقيقي في مواجهة الإرهاب والذي يمتد من العراق إلى سوريا إلى لبنان يتقدّم في مواجهة الجمعات المسلّحة ميدانياً”.

ولفت إلى أن الجيش العراقي يتقدّم في مواجهة داعش ويحقّق إنجازات على الأرض بمعزل عن أي دعم دولي أو دعم إعرابي أو ما شابه. كما يتقدّم الجيش السوري وحلفائه على الأرض في سوريا بشكل واضح وملفت في ضرب مواقع الإرهابيين التكفيريين، وتمكّن الجيش السوري من تحرير عدد كبير من القرى والبلدات السورية وهو ماضٍ في حملته العسكرية الهادفة إلى الحد من تنامي مخاطر هذه التيارات الإرهابية والتكفيرية وإبعادها عن دمشق بالدرجة الأولى ومنعها من قيام حزام أمني متعاون مع إسرائيل.

أيضاً في لبنان هناك تطوّر مهم أقدم عليه الجيش اللبناني من خلال إعادة إنتشاره وسيطرته على بعض المواقع الإستراتيجية في جرود عرسال ورأس بعلبك ولأول مرة في معادلة الصراع مع الإرهابيين والتكفيريين في هذه المنطقة على الحدود اللبنانية يتحوّل الجيش اللبناني من حالة ردة الفعل إلى الفعل الحقيقي في مواجهة الإرهاب.

وأشار بركات إلى أن هذا التطوّر سيؤدي حتماً إلى تحرير هذه المنطقة والحد من تنامي هذه التيارات الإرهابية والتكفيرية، والجيش اللبناني قادر على مواجهة هذه الحالة بالتعاون مع الشعب اللبناني والمقاومة وكل الوطنيين الشرفاء، ورأى أن هذه واحدة من ثمرات الحوار الداخلي اللبناني لأن الجيش اللبناني عندما وُفِّر له الغطاء السياسي تمكّن من القيام بهذه المهمة وبهذا الدور المتقدّم في مواجهة الإرهاب التكفيري ودعا إلى فتح باب التطوّع في الجيش والأجهزة الأمنية لزيادة العديد وتوفير العتاد اللازم لذلك.

ولفت بركات إلى أن الحوار ما بين تيار المستقبل وحزب الله أنتج مجموعة قضايا أراحت الناس وأراحت البلد، فسقطت مقولة النفخ بالإحتقان المذهبي بعد هذه الحوار، فلم يعد هناك مبرر لأحد بالكلام عن الفتنة، وهناك خطة أمنية نفّذت في بيروت والمناطق وبعلبك بغطاء من جميع القوى السياسية وبدعم من الحكومة وهي تحقق إنجازات ميدانية على الأرض، والدخول إلى سجن رومية كان جزءً من هذه الخطة. وما قام به الجيش من إنجازات على الأرض يؤكّد على هذا الإتفاق والغطاء السياسي للجيش . وأمل بركات ان ينسحب هذا الاتفاق على جميع المسائل الداخلية وصولاً إلى إنتخاب رئيساً للجمهورية وإلى تكاتف الجهود لما فيه مصلحة البلد في خضم ما تشهده المنطقة من تطورات وفي ظل الحراك الدولي العربي والمحلي لفصل أزمة لبنان عن ازمة المنطقة والإقتناع بضرورة الذهاب إلى انتخاب رئيساً للجمهورية في لبنان .

واشار بركات إلى أن الآلية الدستورية كان يجب ان تطبّق منذ البداية والخطأ الحاصل هو في تحويل الوزراء إلى رؤساء للجمهورية وهو ما يعيق العمل الحكومي. ونوّه بجهود رئيس الحكومة تمام سلام ووجوده على رأس الحكومة اللبنانية وما يشكّله من ضمانة وطنية حقيقية في هذه المرحلة وجُب تقديرها في الظروف المحيطة، داعياً الى العودة لتطبيق الدستور بمضمونه وتغليب المصلحة الوطنية والإلتفات إلى القضايا الخدماتية والإنمائية الملحّة . وأضاف “نحن أمام أزمة نظام سياسي مهترء فاسد ومُفسد والحل هو بإسقاط هذا النظام والذهاب إلى مؤتمر تأسيس لإعادة تكوين السلطة على أسس وطنية ولأن تعطيل الدولة هو تعاون مع الإرهاب”.

وفي الموضوع الإقليمي أشار بركات إلى أن المخطط الواضح بتدمير المنطقة العربية وتقسيمها ما زال قائماً ومتنقلاً في مختلف البلدان العربية التي تشهد أزمات في مواجهة المحور المقاوم الذي يدافع عن وحدة المنطقة في سوريا والعراق واليمن وأن المحاولة الأميركية للتوقيع على إتفاق جزئي بعد جولة التفاوض مع إيران قابله رفضاً إيرانياً مطالباً بإتفاق كلّي على الملف النووي.

وأكّد بركات إلى أن الميدان وحده يساهم في إعادة النظر في سياسة اللاعبين الدوليين وأن المعركة المفتوحة على الوقائع الميدانية على الأرض هي التي تقرر في غياب مؤشرات التسوية الدولية التقليدية فالصراع ما زال محموماً، والسعودية تحاول أن تشكل محوراً في مواجهة المحور الآخر ما يؤدي إلى تصعيد في وتيرة الصراع في المنطقة وهو ما يظهر من خلال التعديل الحاصل في مواقع السلطة الداخلية في المملكة العربية السعودية والتعاون التركي السعودي والتغيير في إتجاه العلاقة مع الإخوان المسلمين والموقف التصعيدي في اليمن.

وختم بركات بالدعوة إلى دعم الإرادة الوطنية الداخلية لحماية لبنان في مواجهة التحديات التي تحدق به وإلى التمسّك بالحوار وبمعادلة الجيش والشعب والمقاومة كخيار استراتيجي لحماية لبنان من إسرائيل ومن الإرهاب التكفيري الذي يهدّد أمن واستقرار المنطقة ولبنان، وعلى جميع القوى السياسية في هذه المرحلة تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية والحزبية والطائفية لأن مصلحة لبنان يجب أن تكون فوق الجميع.