ويبدو أن كلمة السنيورة معطوفة على مضامين خطاب الرئيس سعد الحريري في “البيال” ومواقف متفرقة لبعض نواب ووزراء “تيار المستقبل” ضد “حزب الله”، قد بدأت تثير في أوساط الحزب تساؤلات حول جدوى مواصلة الحوار مع “المستقبل” في ظل هذا المناخ، وحول قيمة القرارات التي تتخذ لتنفيس الاحتقان المذهبي، ومنها نزع الصور والشعارات الحزبية، ما دام التحريض مستمرا عبر المنابر.
ومن الواضح، أن هذه التراكمات أنتجت توجها لدى الحزب بعدم إمكانية قبول الاستمرار في المعادلة الحالية وهي: حوار إيجابي في الغرف المغلقة، وحملات عنيفة خارجها.
وفي موقف لافت للانتباه يحمل رسالة واضحة إلى “المستقبل” بأن الكيل طفح، قال رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أمس: لا نفهم معنى أن ندخل في حوار وتبقى ألسنة السوء تتطاول على المقاومة ومشروعها، فإما أن نخوض حوارا وسط أجواء هادئة ومنضبطة، وإما أن نعرف مع مَن نتحاور وما هو حجمهم وتأثيرهم حتى في داخل تنظيمهم وكتلتهم النيابية والسياسية، وهذا الأمر لا يمكن أن يستمر، فنحن نسكت ونصبر ونترفّع عن أن نطل على الإعلام بتصريحات أو بسجالات، ولكن إلى متى التمادي؟ نحن دخلنا إلى الحوار لنتصارح ونتفاهم على النقاط التي يمكن التفاهم عليها، فلماذا تشتموننا في الخارج، هذا أمر غير مقبول، فإمّا أن تلتزموا بالحوار أو دعونا نذهب كل واحد منّا في حال سبيله. (السفير)