تناول المستشار الإعلامي لرئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال ارسلان د. سليم حمادة، في حوار على قناة المنار ضمن برنامج “مع الحدث” الملف النووي الإيراني، ولخّص بداية مفاصل خطاب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله خامنئي إن لناحية الرد على الحملة الإعلامية المتلخّصة بالرسالة التي وجّهها أوباما لزعماء ايران وتأكيد المرشد الأعلى على وحدة الشعب والحكومة في إيران للسير قدماً بإتجاه التنمية والعدالة الاقتصادية والقضائية وتطوّر العلوم.
واعتبر حمادة أن مجرّد رفض المرشد الأعلى لمزج الملف النووي بالأحداث الإقليمية إنما يعني في التحليل أن عرضاً ما قد اقترحه الغرب على إيران لإيجاد تسويات إقليمية بالتوازي مع الملف النووي وهو فخ لم تقع فيه إيران تمسّكاً بحلفائها الإقليميين. وتمنّى حمادة لو يتّعظ الرأي العام اللبناني من هذا الخطاب وهو الذي يصر على ربط ملف الرئاسة بالإتفاق النووي، ما يعني أن علينا حل أمورنا بأيدينا من خلال الحوار الوطني الشامل.
وأضاف حمادة أن ما يسمّى بالفوضى الخلاقة هي بحد ذاتها الفوضى الديمغرافية التي تدفع بإتجاه إنشاء تجمعات مذهبية وطائفية من نوعٍ واحد تمهيداً لحثّها على الحركات الانفصالية وإنشاء الدويلات الطائفية والمذهبية التي تصبو إليها إسرائيل، وهي الطوائف المشرقية التي تتكلّم بلغة السيّد المسيح كالسريانية والآشورية والآرامية والطوائف المسلمة كالدروز والعلويين، وهذا ما تريده إسرائيل من خلال التأسيس لحزام أمني على الجبهة الجنوبية السورية.
وأكّد حمادة أن ما أحبط هذا التوجّه هو إنجازات الجيش العربي السوري والمؤازرة على مستوى المقاومين من حزب الله والشعب السوري وبالأخص في جبل الشيخ حيث تجلّت الهوية السورية العربية بوضوح على الجبهة الجنوبية.
أما على الجبهة الشمالية في حلب وإدلب ومع التوجّه لدعم المعارضة السورية وما ظهر جلياً من خلال تصريح السفير الأميركي روبرت فورد، في التخطيط لقيام حزام أمني على الحدود مع تركيا، أشار حمادة إلى أن ما يميّز الحدود الجنوبية عن الحدود الشمالية انها تستنهض الذاكرة العربية التي تستنكر هذه الحملة على سوريا .وأضاف “نرى دوراً جديداً لمصر في هذا الاتجاه واعترافاً عربياً بضرورة التسوية السياسية مع عودة بعض السفارات إلى سوريا”. ولفت حمادة إلى أن هذا العام سيكون حاسماً على مستوى الميدان ووحدها انجازات الميدان هي التي تقرر ما سيحصل على طاولة المفاوضات ومما لا شك فيه أن الديبلوماسية السورية تملك زمامها اي كانت هذه المفاوضات.
واستبعد حمادة احتمال الاجتياح البري وتورّط أي دولة عربية في وحول الأزمة السورية على أمل أن تبقى العقيدة والدين الإسلامي جامع بين هذه الدول للوصول إلى حل مشرّف.
وفي الملف النووي أشار حمادة إلى أن الإنقلاب المفاجىء في الموقف الأميركي وما يعلن عنه وزير الخارجية كيري يشبه المناورة لطمأنة ايران للوصول إلى تسوية في سوريا فاليوم القرار الديمقراطي في الكونغرس ليس بيد أوباما وهو ما يبيّنه التناقض الذي يطرحه تمويل المعارضة السورية ورفضها الذهاب إلى موسكو 2 للتسوية السياسية.
ورحّب حمادة بالتنسيق بين كل الجيوش العربية للقضاء على داعش وخاصة بين الجيشين اللبناني والسوري مشيراً إلى أن الضرورات الأمنية تفرض التنسيق الميداني.
وختم حمادة بالدعوة إلى الصحوة الإسلامية والعودة إلى رشدها لمواجهة الإرهاب الذي يخدم فقط المشروع الصهيوني الأميركي حيث الخاسر الوحيد هو الإسلام مستعيناً بقول أمير البيان الأمير شكيب أرسلان بأن “هناك موتان..موت من أجل الحياة.. وموت من أجل الموت، وهو الموت الذي يموته المسلمون في سبيل نصرة أعداء الإسلام..”