عقد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصرالدين الغريب اللقاء التشاوري في دارته في كفرمتى حيث تمّ التداول في مختلف القضايا المحلية والإقليمية، وقد ألقى سماحته كلمة علّق فيها على القمّة العربية وأحداث اليمن، وقال:
عندما عقدت القمّة العربية في شرم الشيخ ورأينا أصحاب الجلالة والسّمو والسيادة يتصدرون المقاعد الأمامية وفي ظل غطرسة إسرائيل واجتياحها للضفة الغربية بمستوطنات جديدة ورفض ناتانياهو البحث في حلّ الدولتين قبل إعادة انتخابه مجددا. بعد هذه الأمور
تبادر لأذهاننا أنّ هذه القمّة هدفها تحرير الوطن الجريح وإعادة الاعتبار للمقدسات المنتهكة وعندما رأينا على الشاشة أسراب الطائرات المغيرة من مجلس التعاون الخليجي ومصر والمغرب وغيرها، ظننّا بأنّ تل أبيب هي المستهدفة وأنّ مطارات العدو لن تكن صالحة بعد اليوم للإقلاع والهبوط.
وبعدما تبيّن لنا أنّ الغارات على بلد شقيق وهي اليمن خاب أملنا وتبدل الشك باليقين بأنّ إسرائيل ربما تعيّن الإحداثيات للطيران وتساعد بالأعمال اللوجستية لتلك الأسراب الغائرة.
نعم. لقد بدأوا بتدمير البنى التحتية لهذا البلد الشقيق بغية اجتذابه لرياض المستعربين للدفاع عن الإسلام الذي يريدون.
بالله عليكم. ما هي جريمة الشعب اليمني الحوثي؟ ألم يصنفوا أنهم مسلمون؟ هل هدم هؤلاء أضرحة الأولياء الصالحين في اليمن أو العراق أو سوريا؟ لقد برّرتم أعمال داعش الشنيعة بقتل وتهجير الأقليات في العراق وسوريا وحتى الأكراد وبعض أهل السنّة.
بماذا تبرّرون غزوكم لليمن وفلسطين تنتحب؟ بماذا تبرّر مواقفك يا سيادة الرئيس الفلسطيني على ضرب اليمن وبلادك تتداعى على يد الصهاينة بعد ثلاثة حروب في عقد من الزمن على غزّة والضفة؟
أيها الإخوان العرب، عودوا عن غيّكم واستشعروا ما يحلّ بكم من التنكيل والهدم والخراب من أقاصي المغرب العربي إلى مشرقه. وادعوا الصديق الصدوق الذي يقدم العون لفلسطين وللأمّة العربية بعد أن تخلّيتم أنتم عنها ألا وهي الجمهورية الإسلامية ودعوه يكمل الطريق ويفرض شروطه على دول الظلم والاستكبار إن كنتم مسلمين. فمن أين لنا بعبد ناصر جديد يوقظكم من غفلتكم وسباتكم العميق ويستنهض القومية العربية بكم ويدكّ حصون الذل والتخاذل حتى نعود ونفاخر بتاريخنا من جديد.
وأخيرا، بالنسبة لمشايخنا في جبل العرب إننا نبارك ما يقومون به من خطوات وطنية ولا يحتاجون لإرشاداتنا وهم يتحملون مسؤولياتهم على أكمل وجه بعقولهم النيّرة ورأيهم السديد.