عيسى بوعيسى
عاد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من زيارته الى فرنسا مغتبطاً بعض الشيء لجزء من محادثاته مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بالرغم من الحفاوة الرسمية التي لقيها في قصر الرئاسة الفرنسي حيث تم استقباله كرؤساء الدول، ولكن هذا ليس في حسبان بطريرك الموارنة فالشكل يمكن اخذه بالاعتبار ولكن التعديل يبقى على المضامين والنتائج التي يمكن ان تنتج ذلك ان فرنسا معنية بشكل مباشر بملف الانتخابات الرئاسية في لبنان بواسطة علاقاتها مع الدول الكبرى والاقليمية المؤثرة في هذا الاتجاه، وتلخص مصادر كنسية مقربة من البطريرك الراعي فحوى محادثاته المعمقة مع المسؤولين الفرنسيين بانها جاءت على قدر كاف من الاهتمام الرسمي هناك بملف الرئاسة اللبنانية على خلفية ما سمعه من الرئيس هولاند شخصيا في هذا الخصوص حيث ابدى الاخير كل اهتمام وتقول هذه المصادر ان الراعي عاد وبين يديه المواقف الآتية :
1- وعد فرنسي رسمي باثارة الموضوع في القريب العاجل مع المؤثرين في هذا الاستحقاق اكانت جهات دولية او اقليمية نظراً لتشعب الموضوع اللبناني وارتباطه بالتطورات الجارية في المنطقة.
2- اخذت فرنسا على عاتقها تليين بعض المواقف الدولية واجراء سلسلة من اللقاءات بواسطة موفدين لحث هذه الدول على الضغط في اتجاه حلحلة موضوع الرئاسة في لبنان.
3- لم تلحظ هذه المحادثات ارسال موفدين الى لبنان بفعل الستاتيكو القائم في الداخل اللبناني من هذا الموضوع.
ولكن هذه المصادر، اذ تعتبر ان البطريرك ابدى ارتياحه الى الاندفاعة الفرنسية نحو الدول الا انه يرى صورة سوداء وبلوك مقفلاً في الداخل اللبناني وهذا ما يؤلمه بالفعل ذلك ان على اللبنانيين القيام بهذه المهمة وعدم توكيل غيرهم في شؤونهم الداخلية وخصوصا في عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية كان من المفترض ان تتم دون ضغوط خارجية، ولطالما دعا في هذا الاطار الى لبننة الرئاسة الاولى الا ان المسيحيين وغيرهم باتوا ايضاً مرتبطين برزنامة اقليمية وهذا يشكل عاملاً خطراً عليهم بالدرجة الاولى وعلى اللبنانيين كافة والكيان بحد ذاته، وكان لافتا ما ادرجته هذه المصادر عن نية معرفة البطريرك ردود الفعل المحلية على التحرك الفرنسي ومدى شعورهم بمصادرة قرارهم الداخلي حتى بات الجميع يفتش عن رئيس للبنان خارج اراضيه، وتساءل غبطته: هل يرضى اللبنانيون والمسيحيون عن هذا الامر، وما هي ردة فعلهم، واين الكرامة الوطنية التي يتغنى بها البعض، وتشير المصادر الى ان سيد بكركي لم يثر مع المسؤولين الفرنسيين مواقف القادة المسيحيين التي باتت شبه مصادرة ولذلك كان التركيز على امكانية تحريك هذا الملف بمعزل عن رأي هؤلاء الذين اصبحت مواقفهم متحجرة وتم التركيز على الضغوط التي يجب ان تمارس على جميع الفئات والاحزاب اللبنانية بواسطة من يتعلقون بهم في الخارج. وهذا ما استطاع الراعي ان يحصل عليه وهو لهذه الجهة مسرور بما قطعته الادارة الفرنسية من مواقف حازمة ولكنه غير متفائل بحلحلة قريبة في الداخل اللبناني وهذا ما يؤرقه الى حد كبير.
وتجزم هذه المصادر ان البطريرك الراعي لن يقف عند هذا الحد اي زيارته الى فرنسا وهو يستعد للقيام بجملة خطوات ومواقف في الداخل والخارج بفعل معرفته للخطر الداهم الذي يحدق بالمسيحيين ومن لم يرَ ما حلّ بهم في العراق وسوريا وفلسطين ولا يريد ان يتعظ فاما ان يكون متجاهلاً للامر وهذه نكسة او غير قادر على فك ارتباطه وهذه مشكلة اكبر، وتتحدث هذه المصادر عن تحرك مواز سوف يحصل قريباً ويتمثل بعزم الكرسي الرسولي على العمل في الداخل اللبناني بواسطة موفدين سيصلون قريباً الى لبنان لوضع القادة المسيحيين اولاً امام مسؤولياتهم وجميع اللبنانيين بالاخطار الآتية على البلد ويلي هذا الحراك اتصالات دولية على اعلى مستوى بالمحافل الدولية وهذا ما سيظهر نتائجه اواخر الشهر الجاري ولن تنتظر الفاتيكان اي مواعيد اخرى لا سيما نهاية شهر حزيران والاتفاق النووي بين ايران والدول الغربية.