نبّه رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” الأمير طلال ارسلان إلى أنّ “تبسيط بعض اللبنانيين لمسألة مواجهة الارهاب، أمر خطير ويهدد وجودنا”، معتبرًا أنّه من “المعيب التعاطي مع ملفات استراتيجية وبهذا الحجم بهذه الخفة”. واشار الى ان “حزب اللهيدافع في القلمون وفي باقي المناطق السورية عن الخاصرة اللبنانية الرخوة وعن كل مكونات الشعب اللبناني باعتبار أن الوقائع تؤكد يوما بعد يوم أن الارهاب التكفيري يستهدف الجميع دون استثناء، فلا حلال لديه ولا حرام”، وقال: “من هنا نحن بصدد معركة للدفاع عن أنفسنا وعيشنا المشترك ونسيجنا الاجتماعي واللاهوت القومي المسيحي-الاسلامي”.
واكّد ارسلان، في حديث لـ”النشرة”، ثقته بـ”سقوط المشروع التكفيري المدعوم اقليميا ودوليا حتى ولو كان ازدياد هذا الدعم أخيرا قد يطيل من مسألة الحسم النهائي”، وقال: “نحن لسنا متخوفين على الاطلاق من سقوط سوريا.. ما نشهده معارك كر وفر وهو أمر طبيعي في كل الحروب، الا أن الموقف السياسي لا يزال ثابتا لجهة الحفاظ على سوريا ووحدتها من خلال ضرب الارهاببين بقسوة وفعالية”.
ولفت ارسلان الى أنّه يوما بعد يوم نتأكد أن ما يُحكى عن محاربة الارهاب من قبل الغرب وبعض الدول الاقليمية، “كذبة كبيرة، باعتبار أنّهم الداعمون الأوائل لهذا الارهاب الذي يحاولون تقسيمه ما بين نصرة وداعش، بعدما بات الأمر مفضوحا بشكل لا يقبل اللبس”.
روسيا ثابتة بدعم الاسد
وتطرق ارسلان للزيارة الأخيرة التي قام بها على رأس وفد من حزبه الى موسكو، لافتا الى ان “روسيا بعهد الرئيس فلاديمير بوتين مختلفة تماما عن روسيا السابقة باعتبار أن هناك قرارًا واضحًا لدى القيادة في موسكو باستعادة الدور الروسي في المنطقة كما على المستوى الدولي حرصًا على استعادة التوازن الدولي في المناطق الساخنة والباردة على حد سواء”.
واشار ارسلان الى أن وجهات النظر بين الحزب “الديمقراطي اللبناني” وروسيا من الملفات المطروحة جاءت شبه متطابقة. ولفت إلى أنّ “الموقف الروسي من الأزمة السورية ثابت ومتطور باتجاه المحافظة على وحدة الدولة السورية ونسيجها الاجتماعي والعيش المشترك فيها”.
وأكّد “ثبات روسيا بدعم الرئيس السوري بشار الأسد وكل القوى التي تحارب الارهاب التكفيري الذي لم يعد خطره محصورًا بسوريا والدول المحيطة بل أصبح يهدد العالم برمته”.
ربط الرئاسة بالتعيينات مهزلة
وبالملف الداخلي، شدّد ارسلان على انّه لا يجوز ربط الملفات بعضها ببعض وبالتحديد ملف التعيينات في الأجهزة الأمنية بملف رئاسة الجمهورية، معتبرا أن ذلك من “مهازل السياسة اللبنانية”.
وقال: “نفهم أن يأتي من يجادلنا بكفاءة ومناقبية العميد شامل روكز ولكن أن يكون هناك جدل بتبوئه قيادة الجيش فقط لأنّه صهر رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، فهذا أمر معيب”.
وأكّد ارسلان اصرار حزبه على وجوب اتمام التعيينات ولكن في حال وصل بنا الأمر للاختيار بين الفراغ في القيادة والتمديد، فلا شك نذهب للتمديد، لأن البلد والظروف الحالية لا تسمح بجيش من دون قائد. وقال: “لا يجب ان يخاطر اي فريق سياسي بجرنا الى الفراغ خاصة وأن المؤسسة العسكرية هي الوحيدة التي لا تزال محيدة عن الفساد الممعن بأجهزة الدولة ومؤسساتها”.
واشار ارسلان الى انّه وبالموضوع الرئاسي، “لا معطيات جديدة باعتبار اننا لا نزال ندور بنفس الدوامة، بحيث ان هناك فريقًا سياسيًا يصرّ على ربط الملف بالنزاع الاقليمي، وبالتالي اذا لم يكن هناك حلحلة على صعيد هذا النزاع لن نشهد حلحلة داخلية”.