إستقبل رئيس الحزب الديمقراطي الأمير طلال أرسلان وفداً شعبياً من جبل العرب – محافظة السويداء برئاسة المهندس سعيد أجود الأطرش في دارته في خلدة بحضور مدير مكتب أرسلان أكرم مشرفيه.
ضم الوفد عدد من مشايخ ووجهاء جبل العرب بالإضافة الى عدد من الإعلاميين السوريين. وقد جاءت الزيارة تأكيداً من أهل جبل العرب على اللحمة الوطنية مع اخوانهم السوريين والتضامن مع المقاومة الإسلامية ومع الشهداء الذين سقطوا في الجنوب السوري.
أرسلان
وبعد اللقاء تحدث أرسلان فقال:” نحن لم ننس ولن ننسى أهلنا في الجبل العرب حيث تجري في عروقنا ذكرى عائلات جبل العرب الذين ربينا على محبتهم والتواصل معهم لا سيما اننا -في هذا البيت- لطالما حفظنا درساً قومياً يمثل الدستور القومي لهذه الأمة بقول واحد نورّثه لأبنائنا من جيل الى جيل الا وهو قول البطل سلطان باشا الأطرش الدين لله والوطن للجميع. هذا الشعار الذي رفعه الباشا عام 1925 وهو الذي حدد بوصلة التحرر القومي في الثورة السورية العربية الكبرى والذي تبناه ودافع عنه وقاتل من أجله الأمير مجيد أرسلان في بشامون عام 1943. فاليوم وبعد تسعين عاما،ً أثبتت كل التجارب في هذه الأمة المنكوبة انه لا يصلح شعار ولن ينجح إلاّ شعار سلطان باشا الأطرش والذي يجب ان يكون قبلة للوطنيين والقوميين ليس في سوريا ولبنان بل في كل الوطن العربي- أو ما تبقى منه”.
وأضاف:”إن أهل جبل العرب يمثلون كرامتنا ووجداننا ولاهوتنا القومي وعروبتنا ودمنا الذي يجري في عروقنا، نحن وهم كرامة واحدة والباقي تفاصيل. لطالما وقفوا وقفة حق مع لبنان في كل الحقبات الماضية، وواجب الوفاء يترتب علينا الوقوف الى جانبهم في معركتهم دفاعاً عن سوريا وعن النسيج الوطني الإجتماعي السوري وعروبة سوريا بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد”.
وتابع قائلاً:” موقفنا اليوم يمتد من الجولان الى جبل العرب الى شواطئ لبنان هو موقف واحد وهو ما يمليه علينا ضميرنا الوطني والإستقلالي والقومي، واذا لم نقم في هذا الدور في وجه القوى التكفيرية الإرهابية التي تهددنا يومياً بوجودنا وبهويتنا وعروبتنا وتهدد وحدة جغرافية بلادنا ونسيجنا الإجتماعي الإسلامي – المسيحي في هذه الأمة عندها لن يكون سلطان باشا الأطرش والأمير مجيد أرسلان مرتاحين حيث هم، ووفاءً لذكراهم ولشهداء كل العائلات المعروفية لأجل نصرة سوريا، لا يمكن أن نفرط في هذه الأمانة التاريخية ولا يسعنا سوى أن نحافظ عليها وعلى بلادنا”.
وأردف:” نحن اليوم في خندق واحد من شواطئ بيروت الى جبل العرب الى الجولان مع المقاومة، هذه المقاومة الذي يتهمها البعض المريض في التدخل في الشان السوري في حين انها لا تدافع فقط عن سوريا بل تدافع عن لبنان بوجودها في سوريا، ووقوفنا نحن مع إخواننا في جبل العرب ندافع عن أنفسنا هنا في شواطئ بيروت لأن المؤامرة التي تتعرض لها هذه الأمة هي ممتدة لتهديد الوجود العربي القومي من المحيط الى الخليج، فالرئيس الأسد في حربه ضد الإرهاب يدافع عن كل العرب وليس فقط عن سوريا.إذ أن حجم المؤامرة تعدت الحدود السورية لا بل حدود الدول العربية فقد أصبح يشكل تهديد للسلم العالمي ليس فقط لمنطقتنا ومن سخرية وعار هذا الزمن ان بعض الأعراب الذين هم أشد كفراً ونفاقاً كما قال الرسول (ص) يحاولون جهداً إقناع الرأي العام ان إيران هي العدو واسرائيل هي الحمل الوديع” .
وختم أرسلان:” لو أن هؤلاء الأعراب يملكون ذرة كرامة وشرف لكانوا تمثلوا بأهلنا في الجولان الذين يقاومون بإسم سوريا ووحدة سوريا منذ أربعين عاماً ورفضوا الهوية الإسرائيلية ويرفعون العلم السوري وصورة سلطان باشا الأطرش عن كل استحقاق. فنتمنى أن لا أحد يعطنا دروساً في الوطنية، فنحن من علّمنا هذه الدروس من خلدة الى القريّة من جيل الى جيل وسنستمر على هذا المنوال حتى النصر القريب كما سنبقى أوفياء طالما يجري الدم في عروقنا لسلطان باشا الأطرش .. هذه هي مدرسة الأمير مجيد أرسلان.
وكان الوفد قد قدم لإرسلان صورة تذكارية للأمير عادل ارسلان مع أقطاب الثورة السورية برئاسة سلطان باشا الأطرش في غوطة دمشق ووثيقة مؤرخة منذ عام 1927 حول مشاركة أمير المجاهدين الأمير عادل أرسلان في ميدان الثورة كما قدموا نسخة عن مجلة تضم فيها عادات اهل جبل العرب وتقاليدهم وكيفية المحافظة عليها.
بدوره ارسلان قدم للوفد مجموعة نُسخ عن السجل الإرسلاني.