لبنان بلا رئيس للجمهورية، لليوم الثلاثين على التوالي.
ومع انقضاء الشهر الاول من عمر الشغور الرئاسي، ظل صدى انفجار ضهر البيدر يتردد في وادي الفراغ، مُطلقاً ما يشبه “جرس إنذار” بضرورة رفع مستوى الجهوزية الأمنية والترفع عن الصغائر السياسية، في مواجهة “كبائر” الإرهاب.
نقلا” عن جريدة السفير
وبعد أيام قليلة من التفجير الانتحاري، بدا واضحاً أن مخابرات الجيش والأجهزة الأمنية لا تزال تحاول الاحتفاظ بزمام المبادرة، وإبقاء الخلايا الإرهابية تحت ضغط المراقبة والملاحقة، سعياً الى الحد من قدرتها على التحرك، قدر الامكان.
وفي هذا الإطار، علمت “السفير” ان مخابرات الجيش ألقت القبض في الشمال على ثلاثة مطلوبين بتهمة التورط في أنشطة إرهابية، أحدهم يُلقب بـ”أبي عبيدة”، وهو لبناني مُصنف بأنه الأخطر من بين هؤلاء الموقوفين، لدوره القيادي في تشغيل المجموعات الإرهابية (مشغّل)، وكان أحد الأسماء البارزة المدرجة على لائحة المطلوبين من قبل الأجهزة الأمنية.
وفي المعلومات أيضاً، أن الأجهزة الأمنية تلاحق إرهابيين، يُرجح ان يكونوا مكلفين بتنفيذ هجمات إرهابية بواسطة أحزمة ناسفة.
أما في ما يتعلق بالموقوف الوحيد الذي بقي قيد الاعتقال بعد مداهمة فندق “نابوليون” في الحمراء، فقد تبين انه من جزر القمر ويحمل الجنسية الفرنسية وينتمي الى تنظيم “القاعدة”. وأفادت المعلومات انه “انتحاري” كان ينتظر اتصالاً من محركيه لتحديد مهمته وكيفية تنفيذها، بعدما دخل الى لبنان عن طريق مطار بيروت مستخدماً معبراً جوياً إقليمياً جديداً.
وفيما تردد ان الانتحاري كان يخطط لتنفيذ هجوم ضد هدف كبير بواسطة شاحنة تحوي ثلاثة أطنان من المتفجرات، وفق المعلومات التي وفرتها الاستخبارات الأميركية للأمن العام اللبناني، دعت مصادر أمنية رسمية الى التريث في حسم الاحتمالات، في انتظار الانتهاء من التحقيقات المستمرة، مشيرة الى ان كل الفرضيات تبدو واردة حتى الآن.
وأكدت المصادر ان السيارة التي انفجرت في ضهر البيدر هي واحدة من ثلاث سيارات مشتبه بأنها مفخخة ويجري البحث عنها.
وفي سياق متصل، أفادت مديرية التوجيه في الجيش ان قوة من الجيش أوقفت على حاجز حربتا ـ اللبوة، كلاً من اللبنانيين عمر مناور الصاطم (أبن عم الإرهابي قتيبة الصاطم الذي أقدم على تفجير نفسه في الضاحية الجنوبية – حارة حريك) والمدعو إبراهيم علي البريدي والسوريين عطاالله راشد البري، عبدالله محمود البكور وجودت رشيد كمون، للاشتباه بانتمائهم الى إحدى المنظمات الإرهابية.
ولاحقاً أصدرت عائلة الصاطم بياناً اعتبرت فيه ان توقيف عمر مناور الصاطم حصل نتيجة تشابه في الأسماء. كما قطع شبان طريق عام حلبا – عرقة بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على توقيف أحد أبناء القرية من قبل مخابرات الجيش.
وقال مرجع أمني بارز لـ”السفير” إن المجموعة الموقوفة في البقاع هي مهمة بالتصنيف الأمني، لافتاً الانتباه الى انها على صلة بملف التفجيرات السابقة التي استهدفت الضاحية الجنوبية.
واعتبر المرجع ان الوضع الأمني عموماً تحت السيطرة وهو بالتأكيد ليس بالسوء الذي كان عليه في مرحلة التفجيرات الانتحارية المتلاحقة، وإن يكن قد خسر بعضاً من مواصفات العصر الذهبي الذي دخل فيه بعد تشكيل الحكومة.