لفت الامين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات في حديث لإذاعة النور ضمن برنامج السياسة اليوم الى ان “هناك ازمة وطنية كبرى يعاني منها البلد وهذه الازمة سببها النظام السياسي الذي يتحكم بالبلد منذ نشوء لبنان حتى تاريخه وتفاقم هذه الازمة زادت بعد اتفاق الطائف، فالطائف تبين لنا انه ولاّد ازمات وبالتالي جاء الوقت لنقول انه سقط”.
واوضح بركات أن “الطبقة السياسية الحاكمة في البلد طبقت من الطائف ما يتناسب معها ورفضت تطبيق ما لا يتناسب معها كطبقة، ووهذا يعود لسببين، السبب الاول النظام السياسي القائم والسبب الثاني طبيعة الطبقة السياسية التي تحكم البلد وهي الطبقة الفاسدة والمفسدة وسبب بلاء لبنان”.
واشار الى أن “هذه الطبقة لا تريد ان تبني دولة ولا تريد ان تؤمن للشعب اي حقوق على كافة المستويات، وهي تغذي الانتماء الطائفي وتحرض مذهبياً ولا تريد ان تحل اي مشكلة ولا أن تؤمّن سلسلة الرتب والرواتب ولا حقوق اللبنانيين ولا مواجهة الارهاب الذي يهدد البلد ولا فرض الأمن كما يجب ولا السير في التعيينات الامنية”.
وشدد على ان “هم الطبقة السياسية الحاكمة الاساسي سرقة البلد والتحكم بمصير الناس لذلك هي التي تتحمل مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع”، لافتاً الى انه “حتى الان لم يتفقوا على توزيع الحصص في مسألة شركات النفايات التي سترث سوكلين، فهناك قطبة مخفية حول هذه المسألة لأن كل جهة سياسية في هذه السلطة تريد ان تأخذ منطقة”.
وأضاف “الاختلاف قائم في الملف الخدماتي وفي ملف الكهرباء وكذلك الأمر في ملف النفط فقد شكّلوا الهيئة الناظمة للنفط ووضعوا القوانين ولم يلزّموا النفط الذي تسرقه إسرائيل رغم الوضع الإقتصادي المتدهور في لبنان لأن الإختلاف قائم على توزيع الحصص”.
ورأى بركات أن “على الأزمة أن تنتقل إلى داخل الطبقة السياسية لتشعر بعجزها في الحكم وفي حل مشاكل الناس وأن الحل لا يكون إلا بالذهاب إلى عقد مؤتمر تأسيسي وهو ما دعا إليه الأمير طلال ارسلان منذ العام 2009 في ذكرى استشهاد الشيخ صالح العريضي”، وقال “نحن نعاني من أزمة وطنية كبرى لم تعد ينفع معها إلا الحلول الجذرية لا تأجيل الأزمات، لمرة واحدة يجب أن نكون ظنّيين ببناء دولة واحدة بعيداً عن الحصص والمنافع الشخصية على قاعدة وطنية صحيحة وقانون انتخابي على أساس النسبية والتمثيل الصحيح للشعب اللبناني.”
وأضاف ” إن النقطة المضيئة الوحيدة هي المقاومة التي استطاعت تحرير لبنان وهي تحارب الإرهاب اليوم، وعلى الطبقة السياسية أن تواكب الشعب لا العكس. فمن يحمي البلد اليوم ليس الطبقة السياسية بل شعور الناس بمسؤولياتهم ووجود قوى أساسية تشكّل صمام أمان وموجودة بشكل أساسي ولكن سلطتها ليست فعالة في إدارة البلد.”
وأشار إلى أن “الطبقة السياسية الموجودة في الحكم منذ العام 1990 حتى الآن تعمل بعقلية الحكم الملكي وهي سبب أساسي في خراب البلد وسبب رئيسي في أزمة الحكم.”
ورأى بركات أن “توقيع الإتفاق النووي بين إيران والغرب سيرخي بظلاله على دول المنطقة وعلى الواقع السوري وعلى لبنان واستقراره وستكون شراكة إيران في الحل السياسي في سوريا وفي مواجهة الإرهاب من أولويات الغرب والقوى السياسية المتمثّلة بروسيا وأميركا وإيران الوحيدة القادرة على التحكّم بمسار الأمور في المنطقة بعد أن أثبتت إيران قوّتها بصبرها و ثباتها وانتزعت اعتراف العالم كله واصبحت دولة نووية وقوة إقليمية كبرى”.
ولفت إلى أن” الحرب على سوريا أنتجت الإرهاب المُسمّى داعش الذي أصبح يشكّل خطراً على الغرب كما على المنطقة العربية والخليج العربي” مؤكّداً أن “القوى الأساسية التي تستطيع مواجهة الإرهاب في المشرق العربي هي الجيش العربي السوري والمقاومة في لبنان الشريك الاساس في سوريا والجيش العراقي والحشد الشعبي في العراق والقوى الإقليمية الداعمة والمتمثّلة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية”.