إستنفار سياسي لعدم انهيار الحكومة والحوار

لا تعليق
آخر الأخبارمحلية
0
0

 

البلاد امام حلقات متشابكة من الازمات الداخلية التي لم يجد المسؤولون بعد اي حل لاي ملف مما ينذر بتحويل البلاد الى حلبة مصارعة. وهذا ما بدا جلياً خلال اليومين الاخيرين.
فالوضع خطير وحساس ولا يحمل المزيد من التسويف او المماطلة في الملفات الوطنية العالقة، اضافة الى القضايا التي تتعلق بالوضع المعيشي للمواطنين والتي تحتاج الى معالجات فورية، تحت طائلة المساءلة الشعبية او خوفا من مصير قاتم ينتظر الوطن.
طاولة الحوار والحكومة على المحك، ويبدو ان الاسبوع الطالع سيشهد اتصالات مكثفة لانقاذهما من الانهيار التام.
وكشفت المعلومات عن استنفار سياسي واسع لتطويق واحتواء جولة التصعيد التي اندلعت بعد سقوط تسوية التعيينات العسكرية. وهذا الحراك انطلق في الـ48 ساعة الماضية نتيجة مشاورات بدأها رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله والنائب وليد جنبلاط، وتهدف الى ترطيب الاجواء السياسية من جديد مع كل الاطراف دون استثناء.
وتشير المعلومات الى ان هدف توسيع مروحة الاتصالات تهدئة شاملة وخفض وتيرة التوتر والسجال الاعلامي.
واكدت المعلومات ان الساعات المقبلة حاسمة لجهة الاستمرار بالحوار الموسع واستئناف عمل الحكومة، وقد تكثفت الاتصالات في الساعات الماضية وستتكشف خلال الـ24 ساعة المقبلة للحفاظ على الحكومة والحوار ولقطع الطريق على كل محاولات العبث السياسي التي ستؤدي الى التفجير حتما.
واشارت المعلومات الى ان موفدا من الجنرال عون زار عين التينة خلال اليومين الماضيين وابلغ الرئيس بري تأكيد العماد ميشال عون ورفضه لأي توتر او تصعيد، وبالتالي استعداده للتحاور والتواصل من اجل انجاح مساعي التسوية والتهدئة الضرورية.
كما اشارت المعلومات الى ان الرئيس سعد الحريري تواصل من جهته مع قياداته في تيار المستقبل للوصول الى خطاب استيعابي وايجابي يؤمن الظروف الملائمة لانضاج مبادرة التسوية الجديدة.

 

 

طاولة الحوار… ولا نتائج ايجابية

وتقول مصادر مشاركة في الحوار ان جلسات الايام الثلاثة ستستكمل النقاش حول محوري رئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات. لكن المصادر استبعدت وصول المتحاورين الى مقاربات مشتركة حول هذين المحورين على الرغم من ان النقاش في الجلستين السابقتين قارب الملفين بشكل موضوعي واوضحت ان مواقف تيار المستقبل وحلفائه في 14 اذار لا تزال هي نفسها من حيث اعطاء الاولوية لانتخاب رئيس للجمهورية قبل بت قانون الانتخابات، ما يؤشر الى صعوبات كبيرة تواجه الاتفاق على هذين الملفين، مشيرة في ذلك الى ان المناخ الاقليمي السلبي لا يساعد في حصول اي تقدم في الحوار، خصوصا ان السعودية ما زالت تمارس التصعيد على كل الجبهات الاقليمية بما في ذلك رفض الحوار مع ايران.
واعتبرت المصادر ان كل ما يؤمل من الحوار الوصول الى مقاربات مشتركة حول تنشيط مجلس الوزراء وعقد جلسات تشريع الضرورة لمجلس النواب، لكن المصادر رأت ان العرقلة التي تواجه ملف ترقيات العسكريين قد تنعكس سلباً على وصول المتحاورين الى توافق الحد الادنى بما خص الحكومة ومجلس النواب، مشيرة الى ان «اللقاء التشاوري» الذي يجمع الرئيس السابق ميشال سليمان وحزب الكتائب لا يزال على موقفه الرافض للترقيات. وهذه السلبية قد تدفع العماد ميشال عون الى مقاطعة جلسات الحكومة والحوار في آن معاً، وكررت المصادر التأكيد على ان الفريق الاخر لا يريد اعطاء عون اي شيء، بل ما زال يعمل لاضعافه، خصوصاً من جانب الرئيس السابق ميشال سليمان.

 

 

 

بري: لم يبقَ الا الحوار

هذا ونقل الزوار عن الرئيس نبيه بري قوله مساء امس «لم يبق في البلد شيء سوى الحوار وهو الاوكسيجين الذي نتنفس بواسطته».
واضاف: كنا في الجلسة السابقة احدثنا اختراقاً في مقاربة موضوع قانون الانتخابات لكن للاسف اهدرت هذه الفرصة. وحرص بري امام زواره على تكرار موقفه الاخير بقوله : لا شيء قبل حل موضوع النفايات، مشيراً الى انه في الجلسة الماضية للحوار ايّد الجميع تنفيذ خطة النفايات بكل الطرق والوسائل. وقال انه ابلغ الرئيس سلام موقفه مؤخراً.
واضاف: انا ذاهب الى الجلسة المقبلة للحوار ولا احمل معي اي شيء سوى هذا الموضوع، متسائلاً مرة اخرى: هل يعقل ان يستمر هذا الوضع المزري؟
وعما يتردد عن ان العماد عون لن يحضر جلسة الحوار المقبلة، قال: ليس عندي شيء ولم ابلغ بشيء في هذا الخصوص حتى الآن، واحب ان اقول للجميع وليس لاي جهة معينة : ان تعطيل الحوار من قبل اي فريق هو بمثابة اقفال الغرفة على انفسنا.
وفي مجال آخر، يتطلع التيار الوطني الحرّ الى التظاهرة المركزية التي دعا اليها في 11 ت1 الجاري باعتبارها ستشكل «استفتاء شعبياً»، وتؤكد مصادر قريبة من التيار ان الاستعدادات اللوجستية والتنظيمية للتظاهرة بدأت وباشراف مباشر من العماد ميشال عون.
واشارت المصادر الى ان هذه التظاهرة لن تكون حدثاً عابراً او عادياً من حيث دلالتها وتوقيتها، حيث تتزامن التظاهرة مع الذكرى الـ 25 لـ 13 ت1 1990، وقد اراد الجنرال عون توجيه رسالة لكل من يعنيهم الامر بان جــرح 13 ت1 لن ينزف بعد اليوم، وان التاريخ لن يعيد نفسه.
وتؤكد المصادر ان التظاهرة الى قصر بعبدا لها رمزيتها الوطنية لانها مركز القرار المسيحي الاول، وان الرابية تخطت مرحلة الترقيات الامنية وتعدّ لمرحلة تغيير كبير في المعادلات وانقلاب في موازين القوى الداخلية سيكون لمصلحتها على الارض سواء في موضوع رئاسة الجمهورية او في قانون الانتخابات النيابية.
وتشدد المصادر على ان هذه التظاهرة ستصيب «عدة عصافير» بحجر عوني، فالتظاهرة على مقربة من وزارة الدفاع، وهي رسالة الى قائد الجيش، ولتيار المستقبل الذي خاض معارك كونية ضد الجنرال وانقلب اكثر من مرة على التفاهمات والالتزامات بنوايا خبيثة.
ملف النفايات
خطة النفايات تبدو وكأنها «مكانك راوح» إن لم يقل إنها «مشلولة» بعد تلقيها ضربة «تحت الزنار» من إجتماع الفعاليات البقاعية في مركز الإفتاء، إجتماع يختلف بالشكل والمضمون عن الإجتماعات التي حصلت وتحصل في بعض مناطق الشمال، مع تسرب أخبار باتت في شبه المؤكدة عن شد حبال عنيف يدور في أوساط كتلة المستقبل النيابية الأوسع تمثيلا في البقاع، واعتماد البعض إزدواجية الخطاب السياسي بين خطاب معلن يدعم خطة الوزير شهيب، وبالمقابل، يحرض على تعطيلها بالأساليب المعروفة.
وقالت المصادر إن هناك أسئلة مطروحة جديا عن القدرة الفعلية لنواب «المستقبل» في «ضبط الشارع» و«المونة عليه»، مشيرة إلى أن هناك واحدا من إثنين خصوصا أن ملف النفايات قد فضح الأحجام والقدرات التمثيلية والسياسية، ففي حين لم يفشل وليد جنبلاط في فتح مطمر الناعمة «سياسيا» رغم إغلاقه شعبيا ومطلبيا،عبر تنفيذ المطالب المحقة للمجتمع المدني وإشراك «الحراك» في المفاوضات السياسية، يبدو أن نواب المستقبل في موقع العجز السياسي عن تنفيذ قرارات قيادتهم المركزية التي دعمت خطة شهيب. فالقول، حسب المصدر، هو أما أن «المستقبل» يناور في موضوع المطامر الصحية في «مناطق النفوذ» ويفعل عكس ما يقول، أو، ودائما حسب المصدر، أن المستقبل لم يعد فعلا «يمون» على بيئته الحاضنة، وبالتالي فعلى السلطة اللبنانية أن تفتش عن قيادات سياسية مناطقية أخرى للتفاوض معها، وهذا ما يهدد المستقبل السياسي لنواب «المستقبل» في حال ثبت بالدليل القاطع أن لا مونة لهم على الأرض.
بالمقابل، تؤكد أوساط قريبة من قريطم تاريخيا أن تيار المستقبل ليس للبيع، وأن الشخص الوحيد الذي لا كلمة تعلو فوق كلمته والذي يعود إليه القرار النهائي هو الرئيس سعد الدين رفيق الحريري، ولو كان الواقع قد افترض أن يكون «دولته» خارج البلاد للدواعي المعروفة، إلا أن كل تيار المستقبل يقف «على خاطره».

 

 

اهالي العسكريين

كما في السياسة، كذلك في الشارع، إذ شكا أهالي العسكريين كيف تحولت الأنظار عن قضيتهم الوطنية اللبنانية الجامعة المحقة، فتحركوا أمس باتجاه «أماكن الوجع» في بيروت والضواحي، وهاجموا شارع المصارف وقطعوه، وفي تصعيد خطير مس «بالأحمر» قاموا بقطع طريق المطار من جميع الإتجاهات، ما اضطر المسافرين إلى الدخول إلى المطار سيرا على الأقدام. إلا أن معلومات خاصة لـ «الديار» رجحت أن تكون هذه الخطوة يتيمة فيما يتعلق بطريق المطار، كون الأهالي يدركون حساسية تلك المنطقة، ومع ترجيح مبادرة قريبة تطرح في الكواليس لختم الملف نهائيا.