يتحاورون في الليل ويتشاتمون في النهار؟!

لا تعليق
آخر الأخبارمحلية
1
0

 

لا توجد في العالم، وحتى في دول العالم الرابع والخامس، طبقة سياسية، اكثر سوءا وفسادا من ثمانين بالمئة من الطبقة السياسية التي تتحكم باللبنانيين، او حتى تشبهها او تقاربها بالسوء والفساد، والاهم من الاثنين، عدم الشعور بالمواطنية والانتماء الى الوطن الذي اسمه لبنان.
اين سمع اللبنانيون، بقيادات سياسية، تتحاور في الليل، وتتشاتم في النهار، باقزع الكلام وأرذله، كما هو الحال في لبنان.
في الليل يجلس «العميل والخائن والفاسد»، جنبا الى جنب مع «الوطني والقديس والشريف»، ويتناولون القهوة والمرطبات والنكات ومع صياح الديك، يبدأ نشر الغسيل على صنوبر بيروت، ويصبح الجميع، فاسدين وعملاء ومعطلين الدولة والمؤسسات، ويتعاونون على اداء ادوارهم في مسرحية «دكتور جايك ومستر هايد» وهي مسرحية تصور حياة شخص يكون طبيبا في النهار وقاتلا في الليل.
في اي كتاب في التاريخ، قرأ اللبنانيون، ان دولة ما، او قبيلة او عشيرة او عصابة، بقيت 16 شهرا من دون رئيس يدبر شؤونها ويرعى افرادها، غير لبنان، عن سابق تصور وتصميم من نواب، اخطأ الشعب، فاختارهم ليكونوا صوته وضميره في مجلس النواب، وفي الحكومة، وخانوه في المكانين.
هل احد من اللبنانيين سمع عن وزراء في حكومة واحدة، يهجون بعضهم بعضا، ويتهمون بعضهم بعضا بالسرقة والرشوة والفساد والتعطيل ويجتمعون الى طاولة واحدة، وكأن شيئا لم يكن، الا في الحكومات اللبنانية المتعاقبة على الحكم منذ الوصاية السورية على لبنان في العام 1992؟
هل فكّر اللبنانيون يوما ان بلدهم الجميل، النظيف، قبلة العرب والاجانب، حامل مشعل الثقافة والعلم والنور والحرية، سيتحول يوما الى مكب للزبالة، يثور عدد كبير من ابنائه، يرفضون الخلاص، ويتمسكون بالمكب، والدولة مثل الصبي مع «خالتو» لا تجرؤ على القيام باي خطوة، لانها فقدت الاحترام والهيبة، وتنازلت عن مسؤولياتها الى اصحاب الاصوات العالية.
25 جنديا لبنانيا، يطلق عليهم اسم «ولاد حكومة» لانهم يخدمون الدولة والشعب، وقعوا منذ سنة ونصف السنة يا ناس هم وعائلاتهم واقاربهم، رهائن في قبضة «داعش» و«النصرة»، وذبح منهم من ذبح، واهين من اهين، ومرّت فصول الحر والبرد، فصلاً بعد فصل، وأمهم الدولة، ما زالت غافلة عنهم، ترفض تحت الضغط ان تبادل الشرفاء بمجرمين يأكلون ويشربون على حساب الشعب اللبناني، ويبيتون تحت سقف يحميهم، وليس في المغاور.
سبحة الكوارث طويلة، كطول ايام البؤس لدى اللبنانيين، وينضب الكلام، ومساوئ الطبقة الحاكمة لا تنضب، والسؤال هل من ثقب نور في نهاية هذا النفق؟؟