“كرة ثلج” تُزيل الخطوط الحمراء داخل الفيفا

لا تعليق
آخر الأخباررياضة
2
0

 

وليد بيساني

 
لم يكن أحد يتوقع أن تتدحرج كرة الثلج بتلك السرعة داخل أروقة الإتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” بعد نحو خمسة أشهر على كسر “زجاج” الشفافية داخل المنظمة على خلفية الإعتقالات التي طالت عدداً من الاعضاء بسبب تهم بالفساد وتقاضي أموال غير مشروعة، حتى طالت التحقيقات الرئيس الحالي سيب بلاتر ورئيس الإتحاد الأوروبي والمرشح لخلافة السويسري ميشال بلاتيني.
وأوصت لجنة أخلاق الرياضة وهي لجنة مستقلة داخل الفيفا بإيقاف بلاتر وبلاتيني ثلاثة أشهر ومنعهما من ممارسة أي نشاط كروي على خلفية تقاضي الفرنسي شيكأ من بلاتر قيل انه بدل أتعاب إستشارة، لكن المدعي العام السويسري اعتبره “غير قانوني” وينم عن سوء في الإدارة داخل الإتحاد الدولي. ويأتي إيقاف كل من بلاتر وبلاتيني ليكمل حلقة طويلة من الإعتقالات وقرارات الإيقاف الإداري شملت آخرها الأمين العام جيروم فالكه ونائب رئيس الفيفا السابق تشونغ مون جوون.
من الواضح أن حملة الإصلاح داخل الفيفا انطلقت بعد عقود طويلة من الفساد لم يكن أحد يتجرأ خلالها على الوقوف بوجه تلك “الأمبرطورية”، ولعل كشف الغطاء عن الرؤوس الكبيرة سيجعل من السهل تساقط بقية الاحجار داخل الفيفا وهو ما سيمهد لمرحلة جديدة مع الإنتخابات المزمع إقامتها في فبراير/شباط من العام المقبل.
لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل المنحى التصاعدي لمحاربة الفساد داخل الإتحاد الدولي لكرة القدم والذي بقي لعشرات السنين محميّاً بفضل القبضة القوية لآخر رئيسين للفيفا وهما البرازيلي جواو هافيلانج والسويسري سيب بلاتر، تلك القبضة التي جنت مئات الملايين بفضل عقود النقل التلفزيوني لمسابقات الإتحاد وعطاءات استضافة نهائيات كأس العالم إضف إلى ذلك بيع تذاكر المناسبات الكبرى بطرق غير مشروعة وهدر أموال بحجة ذهابها إلى مستشارين حول العالم، دون أن ننسى مشروع الهدف والذي كان بمثابة رشوى “مقوننة” لحملات بلاتر الإنتخابية.
في الوقت نفسه كان المعارضون لسياسة الفيفا أو من يفكر بمنافسة بلاتر على الرئاسة معرضين لأبشع أنواع التشويه المعنوي حيث تكال لهم الإتهامات بالفساد ودفعل الرشاوي ويتم حرمانهم من ممارسة أي نشاط إداري ولنا في القطري محمد بن همام خير مثال على ذلك.
لكن السؤال المطروح حالياً على بساط البحث يتعلق بمستقبل تلك المنظمة التي بلغت قوتها حدوداً غير مسبوقة وما إذا كان إنهيار منظومة الفساد والإنشغال بالتحقيقات سينعكس سلباً على اللعبة الشعبية الأولى في العالم، أو أن كرة الثلج ستكبر أكثر لتطال ملفي استضافة كأس العالم 2018 و2022 في روسيا وقطر على التوالي.
لا يمكن التكهن من الآن بالمدى الذي يمكن أن تصله التحقيقات في ملفات الفساد داخل الفيفا والتي ستبرز تباعاً مع الوقت، لكن من الواضح أن العين ستكون على الإنتخابات المقبلة خاصة وأن لجنة أخلاقيات الرياضة وجهت ضربة قاسية للفرنسي بلاتيني والذي كان يمني النفس بخلافة بلاتر كما أنها وجهت خدمة لمعارضيه ومنهم الأمير علي بن الحسين والذي كان من أول المنتقدين لترشح رئيس الإتحاد الأوروبي بعدما اعتبره جزءاً لا يتجزأ من تلك المنظومة.
من الصعب القول ان فتح ملف الفساد داخل الفيفا سيتسبب بإنهيارها لكن لا يمكن أيضاً تجاهل الآثار الناجمة عن التحقيقات الجارية حالياً في كل من الولايات المتحدة وسويسرا، ولعل الثابت حتى الآن انه لم يعد هناك من خطوط حمراء يمنع الاقتراب منها وهذا بحد ذاته كفيل بإعادة اللعبة إلى السكة الصحيحة.