هي حكاية 14000 شاب وشابة لبنانية مع مديرية قوى الأمن

لا تعليق
آخر الأخبارمحلية
4
0
الأمن الداخلي

هي حكاية 14000  شاب وشابة إختاروا الإنخراط في مؤسسات الدولة، في زمن قلّ فيه الباحثون عن وظيفة عامة لأن الأخيرة لا تؤمن لصاحبها مردوداً مادياً وراتباً شهرياً يسمح له العيش بكرامة من دون قروض مصرفية وسندات شهرية.
هي حكاية 14000 شاب وشابة تقدموا الى دورة الرتباء التي أعلنت عنها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي منذ سنة ونصف تقريباً ولا يزالون منذ ذلك التاريخ ينتظرون وبفارغ الصبر النتائج التي تحدد المقبولين من بينهم.
كل ما يريده المشاركون في دورة الرتباء من وزراة الداخلية والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، إعلان نتائج هذه الدورة لتحديد مصيرهم وحسم خياراتهم المستقبلية.

“كل ما نريده من الدولة”، تقول إحدى المشاركات، “عدم سماع عبارة النتائج مؤجلة الى أجل غير مسمى، نعم كل ما نريده من وزير الداخلية نهاد المشنوق ومن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، إبلاغنا إذا كانت هذه الدورة التي شاركنا بها ستلغى أم لا، وإذا كانت نتائجها مؤجلة فإلى متى؟ نعم كل ما نريده من الدولة والمعنيين بهذا الملف أن يوضحوا لنا أمراً من ثلاثة وبصراحة تامة: التأجيل هو لوضع الملف في الأدراج وعدم الحديث عنه ثانية أي بمعنى آخر لإلغاء هذه الدورة بطريقة غير معلنة؟ أم أنه يخضع لإعتبارات سياسية وظروف راهنة تفرضه، ومتى ينتفي وجود هذه الظروف يتم الإفراج عن النتائج؟ وإذا كان موعد صدور النتائج قريباً، فلماذا لا يحدد موعد ثابت له حتى ولو كان ذلك الموعد بعد أشهر، عندها يمكننا أن نعتبر ذلك بمثابة بصيص أمل بدأ يلوح في الأفق؟”
أكثر ما يزعج هؤلاء الشبان والشابات أن سنة ونصف ضاعت من أعمارهم وهم ينتظرون. وضعوا حداً لطموحاتهم، وتوقف بعضهم عن تقديم سيره الذاتية الى المؤسسات والشركات الخاصة بحثاً عن وظيفة تؤمن له لقمة العيش، حتى أن البعض الآخر منهم ترك عمله وجامعته التي كان يتابع فيها تحصيله العلمي معلقاً آماله على هذه الدورة المخصصة للتطوع برتبتي رقيب ودركي متمرن. “قد يكون الخيار الأفضل بين كل هذه الحالات”، يقول أحدهم، “هو الهجرة التي لجأ اليها عدد من الذين تقدموا الى هذه الدورة، ونسيان الدورة والوظيفة والدولة اللبنانية بكامل مؤسساتها ورواتبها التي تعصف بها رياح التجاذبات السياسية بين الحين والآخر”.

في بداية هذه الأزمة، كان سبب التأخير في إصدار النتائج بحسب المديرية العامة لقوى الأمن متابعة اللجان الفاصحة عملها في تصحيح الإمتحانات. وعندما علت أصوات المشاركين ونفد صبرهم، بدأت هذه القضية تتفاعل عبر مواقع التواصل الإجتماعي بسرعة النار في الهشيم، يومها أصدرت المديرية بياناً تنفي فيه نيتها بإلغاء هذه الدورة.
أما اليوم وبعد مرور أكثر من سنة على بيان المديرية الصادر بتاريخ 3 أيلول من العام 2014، والذي إعتبرت فيه أنّ “ما يتم تناقله عارٍ من الصحّة جملةً وتفصيلا”، مؤكدة أنها مستمرة في إجراء فحوصات الصحة للمرشحين للتطوع وفق التواريخ المحددة سابقاً والتي سيليها تحديد مواعيد ومكان إجراء سائر الإختبارات ” فهي مطالبة راهناً أكثر من وقت مضى بالتوضيح والرد على أسئلة الآلاف من الشباب اللبناني، “متى تصدر نتائج دورة الرتباء في قوى الأمن؟ ما هو مصيرها؟ هل ألغيت أم أن نتائجها معلقة؟ ولماذا التعليق؟”
أسئلة نضعها برسم المديرية، على أمل ألا تتأخر في الإجابة عليها.

مارون ناصيف – خاص النشرة