لقد طالت غربتنا

لا تعليق
آخر الأخبارمحلية
1
0
plane

“لم يعد باليد حيلة… لم تعد العيشة بلبنان ممكنة… لقد فقدنا علاقتنا بوطننا… لم يعد لبنان يمثلنا» هذه هي العبارات التي يرددها معظم اهالي طرابلس الفقيرة التي تشهد اسوأ مرحلة في تاريخها حيث بات المواطن من طرابلس وعكار يفضل تمزيق جواز السفر اللبناني والابحار بالسفينة التي تنقل اللاجئين السوريين الى المانيا رغم المخاطر ورغم الموت ورغم كل شيء… على ان يبقى في بلدته في لبنان. هذا يعكس الحال السيئة التي وصل اليها اهالي طرابلس وعكار بعدما افتقروا وذلوا وتشردوا على ارضهم وبعدما ذاقوا الامرين وبعدما فقدوا الامل بايجاد حل او مخرج لوضعهم فلم يعد باستطاعتهم تأمين اقساط المدارس ولا لقمة العيش ولا المسكن ولا الدواء ولا فواتير الاستشفاء. فقرهم ازداد وصوتهم علا للمطالبة بمساعدتهم الا انهم يلقون اذانا صاغية لحالهم بل لمسوا الانانية والشخصانية والانتهازية عند كل المسؤولين وعند كل من اوصلهم الى حالتهم المزرية اذ ما عادوا يريدون البقاء في لبنان وتحديدا في طرابلس وفي عكار المناطق الاكثر فقرا واهمالا من الدولة اللبنانية.

 

هكذا اخذ كل رجل عائلته للهروب من جحيم الفقر الذي عاشه في لبنان ومن جحيم دويلات السياسيين من وزراء ونواب واحزاب ورجال اعمال اغنياء الى البحر الى بلاد اخرى الى سفن الموت مفضلين الموت على المذلة. وامام هذا الواقع، ماذا عسانا ان نقول لاهلنا الذين يساورهم الحزن والاحباط من بلد لم يعطهم شيئا بالمقابل؟ كيف يمكننا ان نخفف معاناتهم والمسؤولون من وزراء ونواب لا يبالون بحالتهم ولا يجتمعون لادارة البلاد ولوضع اصلاحات وخطط تعالج الفقر والحرمان؟ وأي كلمة يمكن ان تخفف من وجع هؤلاء الاهالي الذين اصابهم اليأس فغادروا لبنان ممزقين جواز سفرهم بعدما شعروا انه لا يفيدهم بشيء؟

المسؤولية كاملة تقع على هذه الطبقة السياسية الفاسدة التي امعنت في سرقة اموالنا من خلال مشاريع وهمية قامت بها وقبضت على حسابنا المليارات من الدولارات فيما نرى ان عجز الميزانية والدين العام في ازدياد. المسؤولية كاملة تقع على هؤلاء السياسيين والاقطاعيين والمافيات والميليشيات المالية التي انقضت على مواردنا وعلى ارزاقنا فاخذت كل ما نمتلك. ازدادت ثرواتهم وتضاعفت قصورهم و…. بئس هذه الطبقة السياسية التي لم ولن ترحم يوما الشعب اللبناني الفقير ولم ولن تفكر يوما بمصير الشعب وبوضعه المعيشي… والحال اذا تمت مساءلة مسؤولينا على اموالهم على قاعدة «من اين لك هذا» فسيتضح لكل مواطن لبناني حجم الهدر والسرقات التي قام بها كل الزعماء. لا نريدكم في الحكم. نريد اعادة توزيع الاموال على الفقراء. نريد حكاما يسهرون على مصلحة الوطن. نعم من حقنا ان نطالب بطبقة سياسية نظيفة لاننا جربناكم ولم نر منكم الا الويلات.