استقطبت بكركي في الساعات الماضية حركة سياسية لافتة بعد هدوء دام لفترة طويلة جراء غياب سيدها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في الخارج وعليه ان معلومات من قبل مقربين من البطريرك تشير الى سلسلة اتصالات اجراها البطريرك الراعي مع زعامات وقيادات مسيحية وايضا مع الرئيس نبيه بري بطريقة غير مباشرة من خلال تمن عليه للاسراع في تقريب المسافات بين الكتل النيابية لانتخاب رئيس للجمهورية، فماذا يجري في الصرح حيال هذه الحركة والاتصالات التي قام بها ولا زال الكاردينال الراعي.
اوساط سياسية مقربة من بكركي تشير الى ان الهدف الاساس من كل ما يقوم به البطريرك الراعي، انما يصب في خانة الاستحقاق الرئاسي خصوصا وانه غاب لاكثر من شهر وعاد بقلق ومخاوف نظرا لما سمعه في الخارج من ضرورة حض جميع القوى السياسية على انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب فرصة ممكنة لان الامور ذاهبة في اتجاهات جد خطيرة في المنطقة وهناك خوف على هذا الموقع المسيحي الماروني الوحيد في العالم العربي والشرق اضافة ان سيد بكركي سمع كلاما واضحا وصريحا في الفاتيكان من كبار المسؤولين بما معناه ان عاصمة الكثلكة في العالم قامت باتصالات حثيثة مع عواصم القرار تناولت الاستحقاق الرئاسي في لبنان لا بل ان هذا الموضوع كان عنوانا اساسيا في اللقاء الذي جمع قداسة البابا فرانسيس مع الرئيس الاميركي باراك اوباما.
واشارت الاوساط الى ان الاتصالات طيلة الاشهر الماضية مع باريس التي لها خصوصية تاريخية مع لبنان والنتيجة في كل هذه الاتصالات بما معناه ان هذا الموضوع ليس اولوية على اجندة المجتمع الدولي والاولوية هي للشأن السوري ولذا على اللبنانيين ان يندفعوا ويتكاتفوا من اجل انتخاب رئيس لبلدهم قبل فوات الاوان من اجل الحفاظ على الوجود المسيحي في هذا البلد والتعايش بين كل مكوناته وتحييد بلدهم عن الصراعات والتحولات الجارية في المنطقة.
في هذا السياق يقول الوزير السابق رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، ان اللقاء الذي جمعه مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي كان في سياق الهم المشترك بينهما اي ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية والحفاظ على هذا البلد واهله وكل ما يؤدي الى استقراره، ويلفت الخازن الى ان البطريرك الراعي يقوم بجهد كبير من خلال جولاته الخارجية او عبر اتصالاته مع القوى السياسية المعنية في لبنان وخصوصا الزعامات المسيحية لانه لا يجوز استمرار الوضع على ما هو عليه باعتبار هذا الفراغ قاتلاً على كافة المستويات السياسية والاقتصادية وعلى هذا النسيج الوطني من خلال دلالة الرئيس الماروني الوحيد في هذا الشرق، ويشير الى انه يقدر ويثمن ما يقوم به رئيس المجلس النيابي نبيه بري من مساع واتصالات في هذا الصدد وهو الحريص على انتخاب رئيس اليوم قبل الغد، تاليا يخلص الخازن داعيا الى ضرورة عدم تكرار ما حصل مع المؤسسة العسكرية لان هناك في لبنان مؤسسات تحفظ وحدته واستقراره من المؤسسة العسكرية الى مصرف لبنان عبر دور حاكمه الدكتور رياض سلامة وهذه المؤسسات ضمانة في هذه الظروف الحالكة لكل اللبنانيين.