«أمين» متفجرات البرج يقود سيارات سياسيين وأمنيين!

طاولة الحوار

تواصل الأجهزة الأمنية ومخابرات الجيش ملاحقة الخلايا الارهابية وتفكيكها، في أكثر من منطقة لبنانية، الامر الذي أدى الى إحباط هجمات انتحارية جديدة كان يجري التحضير لها، كما أكدت لـ«السفير» مصادر أمنية مطلعة، كاشفة عن ان هناك مطلوبين لبنانيين وسوريين لا يزالون قيد الملاحقة، لضلوعهم في تقديم التسهيلات الى الارهابيين.
ونجح «فرع المعلومات» في قوى الامن الداخلي في متابعة تفكيك بنية الشبكة الارهابية التي تقف خلف جريمة برج البراجنة، من خلال توقيفه أمس «أمين مستودع» الأحزمة الناسفة والمتفجرات المدعو أحمد م. الملقب بـ«أبي عثمان»، وضبط كمية كبيرة من الأحزمة الناسفة والمتفجرات والصواعق التي كان يخفيها، إضافة الى توقيف شخصين كانا يتواصلان معه ومع الانتحاري الموقوف ابراهيم الجمل (كان ينوي تفجير نفسه في جبل محسن)، أحدهما عنصر أمني يدعى شوقي س.، والثاني خالد ش.
وأفادت معلومات «السفير» أن الفرع الفني في «فرع المعلومات» توصل الى تحديد هوية الشخص الذي جنده تنظيم «داعش» للقيام بمهمة تخزين الأحزمة الناسفة والمتفجرات وتسليمها الى الانتحاريين، وذلك من خلال تحليل «داتا» الاتصالات التي أجراها الموقوفون قبل أيام من تفجير برج البراجنة، والاطلاع على محتويات كاميرات المراقبة المنتشرة من قرصيتا في الضنية، حيث كان يقيم الانتحاري الجمل، مرورا بالقبة، حيث ألقي القبض عليه، وصولا الى أوتوستراد طرابلس ـ شكا، إضافة الى الاعترافات التي انتزعها المحققون من الجمل والموقوف ابراهيم رايد الذي تولى نقل الاحزمة الناسفة والصواعق الى طرابلس.
وترجح المعلومات أن يكون «أبو عثمان» قد سلم الجمل وانتحارييّ برج البراجنة ثلاثة أحزمة ناسفة في القبة فجر الخميس الماضي، قبل أن ينتقل انتحاريا البرج الى المحطة الثانية في بيروت، ويقع الجمل في قبضة «فرع المعلومات» الذي عمل عبر أشرطة الكاميرات على التدقيق في تحركاته، ليتبين انها اقتصرت على محيط منزله القريب من مسجد حمزة، حيث منزل «أبي عثمان»، ما أثار الشبهات حول هذا المنزل.
وبناء على المعلومات التي توافرت من «داتا» الاتصالات ومحتوى الكاميرات، قامت القوة الضاربة في «المعلومات» مساء أمس بتوقيف «أبي عثمان» وهو يعمل في كاراج أحد مطاعم منطقة الضم والفرز، ثم انتقلت القوة على الفور الى محلة القبة، وتحديدا محيط مسجد حمزة حيث داهمت منزله، وعثرت على أربعة أحزمة ناسفة معدة للتفجير، وهي من نوعية الحزامين اللذين استخدما في تفجيري برج البراجنة، والحزام الذي عثر عليه مع الموقوف الجمل.
وعمل الخبير العسكري على تعطيل الاحزمة قبل رفعها من مكانها، كما تم العثور على 250 كيلوغراما من المتفجرات، ونحو 500 صاعق تفجير، وأكياس تحتوي على كرات معدنية توضع مع الأحزمة الناسفة، كل كيس منها يزن خمسة كيلوغرامات، إضافة الى أسلاك وقنابل وأسلحة مختلفة.
وتشير المعلومات الأمنية الى أن «أبا عثمان» خبير في تصنيع الأحزمة الناسفة، وأن كميات المتفجرات التي عثر عليها في منزله قادرة على إنتاج نحو مئة حزام ناسف، وأنه يعمل في كاراج مطعم يرتاده الكثير من الشخصيات السياسية والأمنية حيث يتولى مع آخرين رصف سياراتهم.
وتابعت القوة الضاربة مداهماتها فضربت طوقا أمنيا حول منطقة البقار في القبة حيث أوقفت شوقي س.، وهو عنصر في جهاز أمني كان على تواصل مع الجمل، إضافة الى خالد ش. المتهم بالتواصل مع الانتحاريين وتقديم بعض التسهيلات اللوجستية لهم.
كما داهمت القوة عددا من المنازل في حي التنك خلف نادي الضباط في القبة، حيث يشتبه أن يكون هناك مجموعة على علاقة بالعبوة الناسفة التي عثر عليها الجيش في جبل محسن صباح الخميس الفائت، فضلا عن مداهمتها منازل عائدة لأقارب الجمل و «أبي عثمان» وخالد ش.، وصادرت من أحدها خمس بنادق حربية مع ذخيرتها.
وقد تم نقل الموقوفين الثلاثة الى مديرية قوى الأمن الداخلي في بيروت حيث بوشرت التحقيقات معهم باشراف القضاء المختص، فيما توقعت مصادر أمنية أن تفضي التحقيقات مع «أبي عثمان» الى كشف اللثام عن كثير من الانتحاريين المجندين من قبل «داعش»، إضافة الى كثير من المتعاملين معه والمهام الموكلة إليهم.
ونفذ الجيش اللبناني مداهمات في بلدة البقيعة في منطقة وادي خالد الحدودية والتي تتواجد فيها مجمعات سكنية للنازحين السوريين. وتم توقيف عدد من الأشخاص عرف منهم السوري أحمد د. وكان بحوزته منظار ليلي وسلاح حربي وألبسة عسكرية مموهة، واللبناني بلال ف.، الذي عثر في منزله على بندقية حربية وذخائر.
اعترافات «كهروب»
وفي سياق متصل، اعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه أنه «بنتيجة متابعة التحقيقات مع الموقوف محمد إبراهيم الحجيري الملقب بـ «كهروب»، لانتمائه إلى شبكة إبراهيم قاسم الأطرش ومشاركته معها في تفخيخ خمس سيارات، وارتباطه بتنظيم «داعش» في القلمون، تبين أيضا أن الموقوف سبق وانضم إلى كتيبة جند الحق التي يتزعمها أنس الخالد».
واشارت الى انه بعدما أصيب الأخير انضم الحجيري إلى مجموعة سيف الحق التي كان يتزعمها السوري أمين محمد غورلي، وأسسا معا مجموعة ضمت لبنانيين وسوريين، أقدمت على إطلاق صواريخ باتجاه الهرمل، ومراقبة منزل أحد القضاة بهدف خطفه مقابل فدية، كما أقدمت المجموعة نفسها على نقل ذخائر من وادي الخيل إلى أحد المستشفيات في عرسال، ليتم توزيعها على المسلحين خلال معارك عرسال.
وأوضحت قيادة الجيش ان الحجيري أنشأ ايضا مجموعة أمنية في بلدة عرسال تعمل لمصلحة تنظيم داعش، مهمتها مراقبة الأشخاص الذين يعملون لمصلحة الأجهزة الأمنية.
واضاف البيان انه «تبين خلال التحقيق أيضا أن الموقوف الحجيري قام مع المدعو أبو علي اليبرودي بجمع معلومات حول توقيت ومكان اجتماع هيئة علماء القلمون في عرسال، وكلفا السوري أبو فراس بتفخيخ دراجة نارية وركنها في مكان الاجتماع وتفجيرها في 5 الجاري».
ثم أقدم في اليوم التالي بالاشتراك مع اليبرودي وأبو فراس وأبو علي الأسيري على استهداف ناقلة جند للجيش بعبوة أثناء توجهها إلى مكان التفجير.
واعترف الحجيري ـ وفق البيان ـ بأن مجموعة أبو علي اليبرودي التي عمل معها قد قامت بتفخيخ خمس سيارات لاستهداف مراكز الجيش بهدف تسهيل دخول المسلحين وتمكينهم من الوصول إلى طرابلس للسيطرة على منفذ بحري، بالإضافة إلى تفخيخ عشر دراجات نارية بهدف تنفيذ عمليات اغتيال داخل عرسال.
ومن الانجازات الامنية التي تحققت أيضا، توقيف الارهابي لؤي ن. ت. المتورط في التفجيرات التي كانت تستهدف الصهاريج المتوجهة الى نقطة المصنع الحدودية، وزرع عبوات على طريق المصنع ـ تعنايل، والموقوف كان على علاقة مع الارهابيين سراج الدين زريقات وعمر الأطرش.
الحوار: خرق بالنفايات!
من جهة أخرى، أرخى تفجير البرج بظلاله على جلسة الحوار العاشرة التي انعقدت أمس في عين التينة، حيث تطرق البحث الى ملفات الامن ورئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والنفايات التي يبدو ان خيار تصديرها بات يتقدم على ما عداه، بتوافق المتحاورين الذين تبلغوا من الرئيس تمام سلام ان هناك عروضا جدية لترحيلها الى خارج لبنان، سيتم اختيار أفضلها تقنيا وأقلها كلفة.