للنواب موعد جديد، غداً، مع ساحتهم، لكن «فخامة الرئيس» مؤجل حتى إشعار آخر.
أقله، ستمر فترة الأعياد، على إيقاع مبادرة رئاسية تحتاج الى عناصر داخلية وخارجية كبيرة من أجل إعادة تزخيمها، خصوصا في ضوء العناوين التي حددها لقاء الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله بزعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، وأبرزها وقوف كل فريق «8 آذار» وراء ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، حتى يقر «الجنرال» نفسه باستحالة الفرصة والظرف، وبالتالي، إما أن يُفتح الباب أمام مرشح من فريقه وإما أمام خيار ثالث!
في هذا السياق، شكل اللقاء الذي عُقد بين فرنجية والرئيس السوري بشار الأسد، يوم الأحد الماضي، مناسبة لإعادة تقييم المشهد السياسي الإقليمي وخصوصاً السوري واللبناني. وعلمت «السفير» أن الأسد وفرنجية اللذين يتواصلان هاتفياً بصورة مستمرة، ناقشا المبادرة الرئاسية والهواجس التي تحيط بها، والتفويض المطلق المعطى لحلفاء سوريا في لبنان باتخاذ القرار الذي ينسجم ومصلحتهم الوطنية.
ولوحظ أن فرنجية عاد من زيارته السورية «مرتاحاً جداً» لنتائج المباحثات والأجواء التي تخللت الزيارة، وهو لمس مجدداً مدى تقدير وثقة القيادة السورية بشخصه وخياراته السياسية، خصوصاً أنه أحد قلة قليلة من السياسيين اللبنانيين الذين وقفوا إلى جانب سوريا والمقاومة في أصعب الظروف.
في هذه الأثناء، عزز الجيش بالتنسيق مع باقي الأجهزة الأمنية الإجراءات والتدابير الأمنية المتخذة في جميع المناطق اللبنانية، وخصوصاً في العاصمة والضاحية الجنوبية، فضلاً عن قرار عسكري وأمني برفع مستوى الجهوزية في جرود عرسال ومنطقة البقاع الشمالي، في ضوء محاولات المجموعات الإرهابية تنفيذ عمليات تسلل باتجاه الأراضي اللبنانية.
وفيما يواصل الجيش اللبناني قصفه شبه اليومي الجرود التي تتمركز فيها المجموعات الإرهابية، تمكن «حزب الله»، أمس، من تدمير آلية كبيرة لمسلحي «داعش» بين معبري الروميات ومرطبية في جرود بلدة قارة في القلمون، وذلك بواسطة عبوة ناسفة، أدت الى مقتل وجرح جميع من كانوا داخل الآلية التي شوهدت تحترق.
وقصفت مدفعية «حزب الله» تجمعاً للمسلحين في معبر الزمراني بالصواريخ الموجهة الأمر الذي أدى الى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المجموعات المسلحة.
يأتي ذلك غداة إحباط محاولة تسلل لتنظيم «داعش» باتجاه تلال الحمرا الواقعة بين جرود القاع وجرود راس بعلبك. وفي التفاصيل التي أوردها «الإعلام الحربي» أن المقاومين «رصدوا مجموعات من مسلحي «داعش»، عند السابعة من مساء أمس الأول، أثناء محاولة تسلل لهم باتجاه التلال المذكورة. وعند العاشرة ليلاً، اندلعت الاشتباكات واستخدمت المقاومة الأسلحة الرشاشة والصواريخ، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف المسلحين، ليتوقف القصف الناري عند الحادية عشرة والنصف، ويهرب من تبقى من المسلحين وبينهم عدد من الجرحى باتجاه جرود عرسال».
وقال مرجع أمني لبناني لـ «السفير» إن العمليات النارية للجيش تهدف إلى إشغال المجموعات الإرهابية، وشل حركتها ومنعها من القيام بأي عمل هجومي «وللتأكيد بشكل غير مباشر بأن لا وجُود لاتفاقية سرية لصفقة التبادل كما لا وجود أبداً لما أشيع عن ممرات آمنة للمسلحين».
وأكد المرجع قرار قيادة الجيش الحاسم بالاستهداف الناري والصاروخي المكثف لكل مواقع المجموعات الإرهابية وبشكل عنيف ومركز، وقال إن بلدة عرسال وجرودها مرصودة عسكرياً وأمنياً في هذه المرحلة، وأكثر من اي وقت مضى، خصوصاً أن المجموعات الإرهابية «عودتنا دائماً على الغدر».
فرنجية «مرتاح جداً» بعد لقاء الأسد
0