أكّد الأمين العام للحزب الديمقراطي اللبناني وليد بركات أن التسوية في ملف رئاسة الجمهورية اللبنانية لم تسقط بعد بل تعثّرت وهي بحاجة إلى توافق إقليمي خارجي وتفاهم داخلي.
وفي حديث لقناة الميادين مع الإعلامية ضياء شمس ضمن برنامج “آخر طبعة” أشار بركات إلى أن القرار الخارجي لم ينضج بعد وإن المفاوضات التي بدأت في فيينا واستُكملت في مسقط ستُستأنف في جنيف، مما سيكون له تأثيراً على التسوية الرئاسية في لبنان. ولفت إلى أن العقد اللبنانية الداخلية هي بحاجة إلى تفاهم داخلي جدي مؤكداً أن الجنرال عون يشكّل معبراً إلزامياً لفريق 8 آذار للوصول إلى انتخاب رئيس جمهورية وإن الوزير سليمان فرنجية متمسّك بموقعه السياسي ولن يثنيه عن ذلك أحد.
وأضاف بركات أن التسويات وُضعت على السكة الطبيعية منذ تسوية الملف النووي الإيراني بخلاف ما يقال، ما أدّى إلى اتّخاذ منحى تسووي على صعيد المنطقة، وما القرار الأممي بشأن سوريا والتوجّه إلى مفاوضات بين المعارضة والدولة إلا مؤشراً على الرغبة في تشكيل حكومة وإجراء الانتخابات والقضاء على الجماعات الإرهابية فالمسألة بحاجة فقط إلى المزيد من الوقت مع العلم أن الجيش السوري يحقق إنجازات أمنية كبيرة على الأرض.
وإن تقدّم الجيش العراقي بشكل ملحوظ يشير إلى الذهاب بإتجاه محاصرة داعش وتسوية الوضع. وبالرغم من التعقيدات الكبيرة في اليمن فإن المفاوضات وضعت على السكة إيضاً، فإن التوجّه بات واضحاً لإجراء المفاوضات ولكن هي بحاجة إلى المزيد من الوقت أيضاً وإلى اقناع بعض الدول بالدخول الجدي في التسوية إضافة إلى أن الحوار الإيراني- السعودي سيكون له تأثيراً كبيراً في ملف التسوية من خلال استعادة السعودية لدورها الطبيعي على قاعدة التعاون وليس الدخول في مخططات لتحقيق مصالح إسرائيل وأميركا في المنطقة.
وأشار بركات إلى أن مشروع التقسيم الأميركي-الإسرائيلي في العراق سقط مع تقدّم الجيش العراقي والمواجهة مفتوحة مع هذا المشروع وإن التدخّل الروسي في سوريا اسقط مسألة تقسيم سوريا وهناك توجّه يبدو للبننة المنطقة وهو ما سيكون شعار المرحلة المقبلة في المشرق العربي وفي المنطقة العربية في مواجهة التقسيم وحماية الدولة الموحّدة.
وأكّد أن تمسّك الشعب السوري وغيره من شعوب المنطقة بوحدته هو الأساس في مواجهة المؤامرة الهادفة إلى التقسيم وإلى الصراع الديني لتبرير وجود الكيان الصهيوني بإقامة دولة يهودية وإن الإرادة الجدية للحفاظ على وحدة لبنان تضعنا في حالة صراع مفتوح مع الإرادة الخارجية في التقسيم.
ولفت بركات إلى أن روسيا من خلال تدخّلها في سوريا تدافع عن أمنها الاستراتيجي وتحافظ على موسكو من التكفير والإرهاب الذي قد يصل إليها وهي بالتالي تحافظ على الاستقرار والوحدة في المنطقة بخلاف غيرها من الدول التي تحمل مشروعاً تفتيتياً وتقسيمياً للمنطقة العربية.
وشدّد بركات على أن قانون الانتخاب العادل يجب أن يكون حجر الزاوية في مشروع بناء الدولة المواطنية لا دولة المال والفساد والسلطة وذلك من داخل الطائف أو من خلال مؤتمر تأسيسي.
وفي ملف الرئاسة أكّد بركات أن الطرف الثاني لا يقرر لوحده انتخابات رئاسة الجمهورية وهي بحاجة إلى توافق وطني وتفاهم خارجي، سواء كان الرئيس الجنرال ميشال عون أو الوزير سليمان فرنجية فالمطلوب سلة متكاملة تعيد إنتاج السلطة إنطلاقاً من إقرار قانون إنتخابي على أساس النسبية الكاملة وتشكيل الحكومة والتعيينات الأمنية، إضافة إلى اقتناع الجميع بضرورة اعتماد منهج جديد للحكم يتماشى مع إعادة بناء دولة حقيقية وليس دولة المحاصصات والمزارع التي دفع الشعب اللبناني ثمنها غالياً منذ الطائف وحتى اليوم.