السيد حسين: “الجامعة اللبنانية” هي الجيش الثاني الموحد للبلد

لا تعليق
متفرقات
1
0

احتفلت كلية الطب في الجامعة اللبنانية بتسليم الشهادات لتسعين متخرجا في حفل أقيم في قاعة المؤتمرات في مجمع رفيق الحريري الجامعي – الحدث، برعاية رئيس الجامعة الدكتور عدنان السيد حسين وحضور نقيب الأطباء في لبنان البروفسور أنطوان بستاني، العقيد حسن حيدر ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، عميد كلية الطب بيار يارد، نقيب الاطباء السابق البروفسور جورج أفتيموس، عميد كلية طب الاسنان الدكتور فؤاد أيوب وفاعليات.

استهل الاحتفال بدخول موكب الطلاب المتخرجين والاساتذة، تبعه النشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة اللبنانية ثم القى الطالب المتخرج روي بعقليني كلمة الخريجين وقال:”أيها الزملاء عشنا معا واندمجنا في وحدة وطنية قل نظيرها، بنينا مع بعضنا مجتمعا واحدا صورة لوطن حلم، علها تسطع نورا على ظلمة المجتمعات المتشرذمة التي حاولت سدى أن تفرقنا”.

يارد
ثم تحدث يارد ودعا الى الوقوف دقيقة صمت على نفس الشهيد الملازم في قوى الامن الداخلي محمود جمال الدين الذي استشهد في انفجار ضهر البيدر وهو والد الطالب في السنة الثالثة في كلية الطب بلال جمال الدين، وقال: ايها الخريجون، كونوا اوفياء لكليتكم ولأساتذتكم. حافظوا على أخلاقيات المهنة لا تلهثوا وراء المال والربح السريع. ابقوا إلى جانب المريض وتفهموا مخاوفه ومكامن الضعف فيه ولا تستغلوها ابدا. ثابروا على تطوير مهاراتكم لأن الطب في تقدم مستمر، وهو رسالة محورها المرض ومساعدتهم على تحمل آلامهم النفسية والجسدية وتخفيفها قدر المستطاع، وشفائهم بالوسائل الطبية والجراحية التي في حوزتنا هو هدفنا الأساسي.”

وتحدث عن المؤتمرات التي تنظمها كلية الطب بالتعاون مع المستشفى اللبناني الجعيتاوي الجامعي والتي لاقت نجاحا باهرا، اضافة الى توقيع اتفاقيات مع مؤسسات علمية وطبية دولية بورد الأوروبي للجراحة الذي نظمته الجمعية اللبنانية للجراحة، وشكرالهيئات النقابية والعسكرية وألأكاديمية ومدراء المستشفيات وكل من ساهم ويساهم الى جانب الكلية.

بستاني
والقى بستاني كلمة قال فيها:”أهنئكم وأهنىء هذه الجامعة العريقة وأساتذتها الابرار، تنطلقون اليوم من رحاب هذه الجامعة الى ميدان الطب الواسع، وكان بودنا كنقابة أطباء لبنان أن نهديكم ليس فقط التهنئة بما أنجزتموه من علوم وخبرات وحسب، بل أيضا الوعد بمستقبل زاهر. لكن للأسف بات الواقع مختلفا بالمهنة – الرسالة التي تمر بأوقات صعبة جراء ضيق سوق العمل وانعدام التخطيط الذي ينعكس استهتارا واجحافا بحقوق الاطباء”.

وتابع:”صار الطب مدرسة لا حدود لسنيها ولا نهاية لعلومها وابحاثها ولا أفق لاكتشافاتها ولا حد لتقدمها. نحن بتنا في عصر العولمة نلهث كل يوم وراء الجديد من الابحاث والحديث من الاكتشافات، كي نحافظ على الشهادة التي بموجبها منحنا صفة الطبيب أو صفة جراح، صفة سرعان ما تنقلب الى لقب لا غير إذا توقفنا عندها مكتفين بما توصلنا اليه من معرفة. لا تدعوا الحلم يغادركم حددوا أهدافكم ولو طالت، والتفوا حول نقابتكم، ففي اتحادكم معها تشكلون أكبر قوة تصدي ومواجهة في وجه ما يتهدد مهنتنا من عواصف”.

السيد حسين
بدوره قال السيد حسين:”مرة جديدة نهنىء مجموعة من خريجي وخريجات كلية العلوم الطبية والتهنئة هي لأهاليهم أولا، ولكل الفريق العالم والاداري في كلية العلوم الطبية، من عميدها الى اساتذتها وكل موظفيها، والتهنئة تبقى للمتفوقين وهم كثر. فكلية الطب أثبتت ولا تزال أنها قائمة على أسس صلبة، رغم العقبات والاشكالات، وهذا نهج اعتادت عليه الجامعة اللبنانية في كل كلياتها. وبنائها الصلب من خلال النضال الطويل والكدح الذهني والعمل اليدوي أو المدني المستمر والادارة والتصميم أولا وأخيرا على تحقيق الأهداف الكبرى”.

وأضاف:”لم تكن هذه الجامعة في يوم من الأيام فئوية، ولم تكن الا صورة عن لبنان رغم أننا مررنا في أحلك الظروف، في أيام الحرب الأهلية وبعد هذه الحرب التي لن نعود اليها، وستبقى كذلك، لأن هذه المسيرة هي نهج جامعي لبناني تكرس على مدى 63 عاما. يصعب على جامعة كالجامعة اللبنانية أن تتراجع، لأن مجال المنافسة في الأسواق المحلية والأقليمية والعالمية لم يعد يسمح بذلك ولأن رسالة الجامعة اللبنانية كما أشار قانونها منذ سنة 1967 لا يسمح بذلك، والجامعة اللبنانية مراكمة هذا التقدم فلو تعرضت جامعة أخرى للتفريع كما حصل منذ 1977 ولغاية اليوم، لما بقيت على قيد الحياة وهذا يعكس تكوين كل أستاذ في الجامعة اللبنانية. لا بل طلاب الجامعة اللبنانية الذين يأتون الينا من كل لبنان، حاملين معهم هموما وأثقالا ومشاكل وتعقيدات وصعوبات كما تعرفون في المجتمع. فبعد سنة أو سنتين ينخرطون في جو الجامعة الوطنية”.

وتابع:”أقول الجامعة الوطنية، استطاعت أن تستقبل عددا من الطلاب اللبنانيين القادمين من سوريا تحت ضغط الاحداث الأمنية، وقد كانت النتائج ايجابية، وأنا أريد أن أتوقف عند انجازات الجامعة والعقد الذي أبرمته هذه الكلية مع مؤسسة “رفيفا” في مركز الشرق الأوسط الطبي في بصاليم، هذا المركز الطبي العريق الذي وقع مع جامعتنا أهم اتفاقية في البحث العلمي في الخلايا الجذعية، لما يحمل هذا العلم من تحد علمي بحثي في الحاضر والمستقبل. وسوف تدور أبحاث عديدة في لبنان والشرق الأوسط حول الخلايا الجذعية، ونكتشف في كل يوم أهمية هذا الانجاز العلمي الرهيب في حياة الانسان وحياة المخلوقات كافة. وكل ذلك بفضل العلم والأبحاث، وما كانت هذه الثقة تمنح للجامعة اللبنانية لولا المستوى الأكاديمي الرفيع الذي بلغته كلية العلوم الطبية.”

وتوجه الى نقيب الأطباء قائلا:”من خلالكم نقول لأطباء لبنان، نحن نلتزم بالقوانين والأنظمة النافذة في بلدنا، فنحن لا نتجاوز في عدد المنتسبين لكلياتنا الا الرقم المحدد ونحن لن نتجاوزه سنويا، لأننا ندرك حاجة السوق وقدرات المجتمع اللبناني والجوار، والموضوع ليس عددا وحكرا على أحد، اننا نعلم المتفوقين وقد كان مستوى علامات آخر طالب قبلناه في العام الماضي 15,2 من 20 وترتيبه 90 في امتحان الدخول الى كلية الطب. وهذا يكشف صلابة هذه الكلية ومنعتها وكيف يتم اختيار تلامذتها، والخريجون في هذه الكلية والموفدون للتخصص في أوروبا وأميركا كانوا متفوقين، لسبب أساسي لا يجب تجاهله وهو المعاناة وصعوبات الحياة، ولعل أهم انجاز للبشرية في القرن العشرين كان الاعلان العالمي لحقوق الانسان، ومن حق الطبيب أن يكون عالما ومتعلما لا أن يكون تابعا لأحد”.

وأضاف:”هذا ما يشرف الجامعة اللبنانية، تستقبل الاغنياء والفقراء أبناء كل مناطق لبنان، من الجبل الى الساحل والسهل وكل المدن والقرى دون تمييز ولا نعد بعضنا بعضا من هذه الطائفة أو تلك، من هذا المذهب أو ذلك، وأقولها كفانا أمراضا اجتماعية هدرت دولتنا وكياننا ومجتمعنا”.

وقال السيد حسين:”الجامعة اللبنانية بهذا المعنى هي الجيش الثاني، فتحية للجيش الأول، الجيش اللبناني حامي هذا الصرح، فخلال 3 سنوات لم يشهد هذا المجمع الجامعي الا الاستقرار رغم كل العواصف والمشاكل التي تحوط بنا، والفضل يعود الى الجيش والقوى الأمنية والأجهزة الرسمية المولجة حماية هذا الصرح كافة. ويعود لأهل الجامعة ونشهد لدورهم لأنهم لم ينقلوا مشكلات الشارع الى داخل كلياتهم، وتحية للطلبة ولأهاليهم وقبل ذلك التحية للهيئة التعليمية في الجامعة اللبنانية بمن فيهم الأساتذة المتعاقدون الذين تصرفوا كما لو كانوا مثبتين وراسخين في هذه الجامعة. ويمكن أن نتحدث عن انجازات هذه الكلية مرارا، ونضيف القول ان التخرج الذي تقيمه كلية العلوم الطبية وكليات العلوم التطبيقية الأخرى في هذه الجامعة هو كسب للبنان والمنطقة العربية كسب لا يقاس بثمن”.

والسؤال المطروح: هل توجد جامعة في العالم، طالب في كلية العلوم الطبية، يدفع فيها رسم انتساب يساوي 350 دولارا أميركيا، لأنه لا توجد أقساط عندنا، أوليس هذا كسب للبنان وتطبيقا للدستور ولشرعة حقوق الانسان ومساواة بين اللبنانيين. لذلك موضوع الجامعة ليس فئويا ولا مرحليا، فالجامعة اللبنانية هي الجيش الثاني الذي يوحد هذا البلد ويضع الأسس الوطنية. وأتفهم الظروف التي تحيط بالتعليم العالي وكل مؤسساته، لكن نحن في هذا المضمار يجب أن تفتخر كل مؤسسات التعليم بوجود الجامعة اللبنانية، ويكفي ذكر سبب واحد يعلمه جميع الاساتذة، وهو عن عدد الاساتذة الموفدين الى الجامعات الأخرى، ففي الجامعة اللبنانية 5300 استاذ بين ملاك ومتفرغ ومتعاقد، وهناك حوالي الفي استاذ منهم يعلمون في الجامعات الخاصة. فهل يجوز انقاص موازنة هذه الجامعة الوطنية سنة بعد أخرى؟وهل تكافأ الجامعة اللبنانية بذلك؟”

وتوجه السيد حسين الى الخريجين “بأن يبقوا على التزامهم ووفائهم لهذه الجامعة، ويدافعوا عنها بعد تخرجهم دفاعهم عن وطنهم”، وللعميد يارد قال:”لقد خدمتكم هذه الكلية أكثر من خمس سنوات واعطيتم وانجزتم الكثير، ولم تفرط برسالة التعليم ولا برسالة الوطنية اللبنانية في أحلك الظروف. وأقول ان رئيس الجامعة يتولى مهامه لفترة محددة وكذلك العمداء والمدراء، وهذه الجامعة مستمرة صامدة شامخة أبية تخرج جيلا بعد جيل، وأنا افتخر أنني ابن هذه الجامعة ولولاها لما كنت قد تعلمت”.

وختم مهنئا الخريجين والخريجات، متوجها اليهم بالقول ثقوا “أن سوق العمل المحلية وفي المنطقة ستكون مفتوحة أمامكم”، متمنيا “أن يكون الاحتفال في جو من الاستقرار والفرح والأمل”.

ثم جرى عرض وثائقي من اعداد الدكتور الياس الغول عن حياة الخريجين منذ طفولتهم ومراحل دراستهم حتى تخرجهم، بعدها أقسم الخريجون قسم أبقراط لمهنة الطب وتم توزيع الشهادات على الخريجين مع الصور التذكارية واقيم حفل كوكتيل للمناسبة.