«الهمّ الرئاسي» يشغل الخارج.. والانتخاب داخلي

لا تعليق
آخر الأخبارمحلية
0
0
الهم الرئاسي

إلى أن ينفك «قيد» رئاسة الجمهورية، وربما يكون ذلك قد اقترب، رغم كل الاجواء التي تذهب باتجاه صعوبة تنتج صعوبات اخرى تمنع امكانية ولوج الحل الرئاسي، تنصب الجهود على «عودة محمودة» للحكومة عبر تفعيل عملها وانتظام جلساتها، مواكبة لاستحقاقات معيشية وبلدية، اضافة الى ما يمكن تسميته «يوميات تسيير شؤون المواطن».
تقرّ مختلف المكونات السياسية المنضوية في الحكومة بوجوب عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد، لأن استمرار التعطيل لا يجوز، واذا حضرت كل المكونات، فان الاتجاه لاعتماد التوافق في اتخاذ القرارات، الّا اذا تعسّرت حول امر يتعلّق بحياة الناس ووصل الى الخط الاحمر ولم يتم التوافق حوله في جلسة او اكثر يعود لتقدير رئيس الحكومة ان يتخذ القرار بالتصويت، مع التأكيد ان المفضّل هو التوافق لكنه مشروط بحضور جلسات مجلس الوزراء.
هذه الاجواء تترافق مع ما عاد به اكثر من سياسي لبناني زار الرياض وعواصم اوروبية، حيث لمسوا حرصا من الجميع على انتخاب رئيس جمهورية وعلى إبقاء الوضع في لبنان هادئاً، حتى ان هناك دفعا باتجاه تسيير بعض الهبات في اطار الثقة بمستقبل الوضع في لبنان ومنها هبة الـ 3 مليارات من السعودية التي تم التوقيع على اجراءاتها التنفيذية، وهي ستوزع على ست سنوات، اي 500 مليون دولار كل سنة، وهي بالاضافة الى القانون البرنامج والمساعدات العسكرية الاميركية والمساعدات المتفرقة ستؤمن تجهيزا وتسليحا وتدريبا بنحو 900 مليون دولار سنويا للجيش اللبناني، وهو امر ممتاز، علما ان هناك دفعة من الاسلحة ستصل في الربيع.
يلمس زوار العاصمة السعودية ارتفاع منسوب القلق لدى اللبنانيين في دول الخليج والخشية تزداد، نتيجة الوضع السلبي بين السعودية وايران الذي ينعكس مواقف في الداخل اللبناني، الامر الذي يحتاج لجهد يفضي الى «بلسمة الخواطر»، لا سيما في ظل الحرص الخليجي على الجاليات اللبنانية في بلدانهم والاشادة بدورهم على مستوى النهوض بهذه البلدان في مختلف المجالات.
اللافت، كما ينقل زوار الرياض، ان الكلام في الموضوع الرئاسي لا يدخل في التفاصيل او الاسماء، انما يركّز على ضرورة انتخاب رئيس في اسرع وقت ممكن وتشكيل حكومة جديدة تقوم بالإعداد لاجراء الانتخابات النيابية لتجديد الحياة السياسية اللبنانية، اذ ان الخارج ينظر باستهجان الى استسهال القوى السياسية اللبنانية عملية التسليم بواقع التمديد في كل شيء، وتحديدا للمجلس النيابي الذي يعتبر الميزان لسلامة الحياة الدستورية والتشريعية في لبنان.
أما في باريس، فقد سمع زوارها كلاما من مسؤولين فرنسيين يشير الى ان همهم انتخاب رئيس جمهورية، وان يدخل لبنان مجددا في عملية ديموقراطية داخلية قوامها انجاز كل الاستحقاقات المقبلة والمؤجلة تصرفه عن لعبة المحاور الى حين. وهذا «الوقت المستقطع» قد يحمل تطورات ايجابية، لا سيما في سوريا، من شأنها ان توفّر على اللبنانيين عناء الاصطفاف الاقليمي والدولي الحاد. كما ان الفرنسيين على اقتناع بأن اي رئيس للجمهورية عندما ينتخب ويقسم اليمين الدستورية، يصبح متحررا من ارتباطاته داخليا واقليميا وسيجد نفسه امام تحديات كبرى تحتاج الى تضافر جهود الجميع في الداخل، وتوظيف علاقات لبنان مع اشقائه واصدقائه لتأمين عبور سليم من مرحلة الاشتباك الاقليمي والدولي الى مرحلة التسويات المنتظرة.
أحد السياسيين التقى في الرياض الرئيس سعد الحريري ولمس لديه تفاؤلا بمستقبل الاوضاع في لبنان، واصرارا على توفير كل المقومات وبذل كل الجهود للحفاظ على الحد المتوفر من الاستقرار والعمل الدائم على تعزيزه، وانه متمسك بالمبادرة الرئاسية وعلى اقتناع بأنها ستصل الى خواتيمها الايجابية، وفق حسابات يحتفظ بها ويتحفّظ عن ذكرها.